مذبحة دير ياسين التي وقعت في 9 أبريل عام 1948، في قرية دير ياسين على يد عصابات الصهاينة من "أرجون" و"شتيرن"، وهي الذكرى التي لا ينساها الفلسطينيون لبشاعة جريمتها التي راح ضحيتها المئات من أطفال وشيوخ ونساء.
ولا تفارق ذكرى المجزرة أهالي الضفة الغربية وخاصة اللاجئين منهم، حيث يقول اللاجئ محمود حساينة من مخيم طولكرم: "المجزرة كانت مروعة، وهي للأسف تتكرر بشكل وآخر في مخيم اليرموك هذه الأيام، و ذكرى مجزرة دير ياسين، هي ذكرى مؤلمة وحزينة".
ويقارن المواطن صدقي ناصر من مدينة نابلس بين مجزرة دير ياسين القديمة ومجزرة اليرموك الحديثة والتي ما زالت مستمرة حتى اليوم، قائلا: "مجزرة دير ياسين كانت بشعة، ومجزرة اليرموك الحالية أيضا بشعة، إلا أن مخيم اليرموك صامد رغم العدوان عليه، وتعلم المخيم الصمود والثبات من أهلنا في غزة الصمود رغم حصارها".
ثبات على العودة
وأضاف: "داعش تكذب عندما تقول إن حماس حركة شيعية رافضية، والاحتلال يكذب عندما يقول إن حماس إرهابية، والمجازر تزيدنا ثباتا على حق العودة، وتزيد من دافعيّة الفلسطيني تجاه المطالبة بحقوقه المسلوبة، ومن يبقر بطون الحوامل في دير ياسين، ويقطع الرؤوس في مخيم اليرموك لن ينتصر، ولن يكون الله معه، بل سيهزم عاجلا آم آجلا".
ويتذكر اللاجئ نعيم حمدان مقولة "مناحيم بيغن" بعد مجزرة دير ياسين، بأنه لولا المجزرة لما قامت دولة الاحتلال، ويقول: "كيان غاصب قام على المجازر والإرهاب لن يكتب له الاستمرار، بل سيهزم ويندحر سريعا".
وتحل الذكرى الـ 67 لمجزرة دير ياسين على وقع المجازر في مخيم اليرموك وقطع رؤوس الفلسطينيين فيه، وهو ما دفع المواطن محسن مصطفى من رام الله، للقول: "صور الإجرام في دير ياسين لا تنسى، فالمجزرة كانت رهيبة ومخيفة ولا تصدق، حيث استشهد المئات من النساء والأطفال والشيوخ والشباب، وبقرت بطون الحوامل بدم بارد من قبل عصابات الصهاينة وقتها، وعلى رأسهم الإرهابي "مناحيم بيغن"، والآن تجري مجزرة أخرى للفلسطينيين في مخيم اليرموك والعالم يتفرج".
وعن معرفته بتفاصيل المجزرة، يضيف: "توقيت المجزرة مدروس من قبل اليهود، فقد ساعدتهم المجزرة في تهجير الفلسطينيين بشكل متسارع نتيجة سلبية الإعلام العربي وقتها، وهي وقعت بعد أسبوعين من توقيع معاهدة سلام طلبها رؤساء المستوطنات اليهودية المجاورة، ووافق عليها أهالي القرية الفلسطينيون البسطاء الذين دفعوا ثمن حبهم لأرضهم أرواحهم الطاهرة ليموتوا شهداء".
ملاحقة اللاجئين
وبالتزامن مع حلول ذكرى مجزرة دير ياسين، يتابع مواطنو الضفة وخاصة اللاجئين منهم ما يجري في مخيم اليرموك بقلق كبير، معتبرين إياه إجراما، حيث يقول اللاجئ باسل أحمد من مخيم بلاطه شرق نابلس: "ملاحقة اللاجئين الفلسطينيين في الشتات بالقتل وقطع الرؤوس، وتهجير مخيم اليرموك على شاكلة مخيم نهر البارد سابقا، كما جرى من قتل وتهجير أهالي قرية دير ياسين قبل 67 عاما هو أمر معيب وحرام ولا يجوز".
وبحسب تفاصيل المجزرة كما توثقها الموسوعة الفلسطينية، فان العصابات شنت هجوما على قرية دير ياسين قرب مدينة القدس المحتلة، الساعة الثالثة فجراً، حيث انقضّ المهاجمون اليهود تسبقهم سيارة مصفّحة على القرية، وفوجئ المهاجمون بنيران القرويين التي لم تكن في الحسبان وسقط من اليهود 4 من القتلى و32 جرحى. طلب بعد ذلك المهاجمون المساعدة من قيادة الهاجاناه، وتمكّن المهاجمون من استعادة جرحاهم وفتح الأعيرة النارية على القرويين دون تمييز، وقتلوا 350 من أطفال ونساء ورجال وشيوخ".
منقول