بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم النشور....
أمــــــــا بعد...السلام عليكم ورحمة من الله وبركاته..
أخي الحبيب إليك مني هذه الرسالة أرجو أن تقرأها بنفس الهدوء الذي كتبت لك به بعيدا عن التشنج والانفعال أو اتخاذ موقف سلبي تجاهي،
لعلي أجد آذان صاغية وقلوبا واعية قبل الوقوع في الهاوية..
إعلم أيها الأخ الكريم أن شرف الفتاة المسلمة كالزجاج ، إذا انكسر يصعب إصلاحه،
بل يستحيل جمعه كما كان من قبل، للفتاة كرامتها وإنسانيتها وحقوقها،
لاتستغل قلبها و مشاعرها التي تنساق وراء كلماتمعسولة من ذئب شرس، كل همه أن يفتك ويفترس بعرض هذه وتلك من البنات ،
متناسيا أن له أخوات وأماً وخالات، وعمات والكثير من الأقارب من الإناث !
يا من يتلاعب بمشاعر بنات المسلمين،يا من يبحث لقضاء شهوته في عرض المسلمات،اتق الله فالأيام دول،..
أسألك بالله،لو استغللت ضعف تلك الفتاة وجوعها للعاطفة، و رغبتها في سماع الكلام الحُـلْـو المذاق –
أقولُ، هل ستستغلّ هَـفوَتَها لتزيدَها ولوجاً في طريق الحرام لتصلَ في النّهاية إلى إشباعِ غريزتِك بتدنيس عِرضِها؟!
بماذا ستبرر فعلك الشنيع؟؟؟؟
ما مُبرِّرُك؟! .. أخبرني! .... ما مُبَرِّرُك؟!
هـل أقنعتَ نفسَـك أنّكَ لستَ المُلام، فهي من سَـعَـت إليك، و لم تسعَ أنتَ لها؟!
هـل برّرت خطيئَتك بأنّها تستحقُّ ما يحدُثُ لها بيديكَ لأنّها فتاة غير صالحة، أو غير مُتربيّة؟!
لو أنَّ أختَـكَ تقرّبَت – في لحظة ضعفٍ بشريّ - إلى شابٍّ بالطّريقة ذاتها، فهل ستعذُرُ ذلكَ الشّابّ بما عَذَرتَ نفسَـك بهِ؟!
أم أنَّـك مُختلف و أختكَ مُختَلِفة؟!
هل أنت و أختك مخلوقان من ذهب و بقيّة النّاس من طين؟!
إعقل أخي العزيز،.يا من تعبثُ بأعراضِ الفتيات، مُـسـتـغِـلاً أخطاءهنّ،
ألم تُفكّر أنّ الفتاة التي تتعرّض لك، ما هيَ إلا أختٌ لك - تحتاج إلى من ينبّهها من غفلتِها لتعود إلى طريق الصّواب؟!
لماذا لا تصدُّها، و تنقذها من سقطتِها فَـتُـلَـقِّـنها دَرساً تحتاج إليه؟!
لماذا لا تُذَكِّرُها بأنّها جوهرةٌ لا يليق بها أن تنزل بنفسها إلى مُستوى الزّجاج المكسور المُـتـناثِر الذي تعلوه الأحذية؟!
ألم تعلم أنّ الجواهرَ قد يعلوها الغُبارُ أحياناً، و أنّها تحتاجُ إلى من ينفخُ عليها فتَطير من فوقِها ذرّات التُّراب؟!
ما أدراك؟
رُبَّما تعودُ تلك الفتاةُ إلى رُشدِها، فيستيقظ ضميرها، و يهديها الله بيديك، فَـتَـذكُـر لك جميلَ حفظِكَ عفّتها و امتناعِكَ عن تدنيس شرفها في لحظة ضعف مرّت بها بسبب هذا الظّرفِ أو ذاك؟
كم سيكون أجرُكَ عند الله..كم؟!..
أخي العزيز! تَـذكَّـر!
من يحفظ أعراض النّاس، يحفظ الله عرضه، و من يُدنّس أعراض النّاس يسلّط اللهُ عليه من يُدنّس عرضه، فكما تدين تُدان،
نعم لاتكن متناسيا.. فالسنـّـة الإلهية الكونية أنه ( كـمـا تـديــن تــدان ، ولو بعد حين ) !!! نعم والله كما تدين تدان..
كما تهتك أعراض بنات المسلمين فانتظر،فالله سيأتي بالذي سيهتك عرضك...نعم والله..
أيها الشاب انتبه.. فإن كنت ذئباً فهناك ذئاب فانتبه..
واعلم أن أختك تذهب وأمك وابنتك وزوجتك يذهبن إلى الأسواق ..إلى المستشفى.. وهن عرضة للفساق والفساد فانتبه..فانتبه..
إليك هذه القصة التي ذكرها أحد الدعاة الكرام..يقول أحدهم:
كنت طالبا في الجامعة،وكونت مع فتاة علاقة كاملة غير شرعية،وظللت هكذا فترة طويلة حتى حملت بي،نسأل الله السلامة،
يقول: فاكتشف أهلها الأمر وأخبرتهم عني، فجاءني أخوها غاضبا متهجما كاد أن يقتلني فأنكرت فعلتي وقلت له بالحرف الواحد:
"أنا لا أعرف أختك، أنظر من أين أتت بهذ الحمل،"
فتركني وذهب لأنهم لا يملكوني ضدي أي دليل،
يقول: نسيت هذا الأمر كليا،وبعد سنوات دخلت البيت ذات مرة فإذا أمي على الأرض مغشي عليها،
فأسرعت أحاول أن أوقضها لكنها كلما استيقظت صرخت فيغشى عليها مرة أخرى،
حاولت ثم حاولت حتى أفاقت وصرخت فقالت:"أختك..أختك.." قلت" ما بها أختي" قالت:"أختك حامل من ابن الجيران"
فأسرعت إليه غاضبا ليس في فكري إلا قتله،فأمسكته،فلما بدأت أتهجم عليه،قال لي والله كلمة نزلت علي كالسهم في قلبي،
قال بالحرف الواحد:أنا لا أعرف أختك،أنظر من أين أتت بهذ الحمل"
..الله..الله..نفس العبارة التي قلتها قبل سنين لأهل تلك الفتاة التي هتكت عرضها،فسبحان من لايغفل ولا ينام،الجزاء من جنس العمل..
يقول: لم تنتهي القصة هنا،فبعد سنوات من هذه الحادثة،قررت الزواج،وبعد الخطوبة والعقد،
في يوم الزفاف أتفاجؤ أن عروستي كانت زانية من قبل،فصدمت صدمة عنيفة،
فبلعت هذه الفاجعة بصعوبة وسترتها مخافة الفضيحة والعار،..
وبعد سنوات وسنوات،أنجبت منها فتاة كالقمر،فلما بلغت ست سنوات جاءت تبكي من الشارع،"ما الذي حدث؟؟؟ إغتصبها حارس العمارة..
لا إله إلا الله..ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين..الله..يا الله..يا من يمهل ولا يهمل..
أيها الإخوان لا تقولوا أن هذا كثير على هذا العاصي..لا وربي..
تلك الفتاة التي هتك عرضها من قبل كان لها أخ فًوجع بها فجعل الله له جزاء في أخته،
تلك الفتاة سيكون لها زوج يُصعق بها فابتلاه الله في زوجته،
تلك الفتاة كان لها أب تقطع قلبه عليها فجزاه الله في ابنته..
الله..فالجزاء من جنس العمل..لا تحسبن الله ظالم لإبنته وأخته،لا وربي وإنما السبب في ذلك العاصي...في ذلك المعاكس..
ألم تسمعوا للحبيب:"عفوا عن نساء الناس، تعف نساؤكم،" ويقول الشاعر:
عفَو تعفُ نساءكم في المحرم *** وتجنبوا مالايليق بمسلمِ
من يزني في بيت بألفي درهم *** في بيته يزنى بغير الدرهمِ
من يزني يزنى به ولو بجداره *** ان كنت ياهذا لبيبا فافهمِ
ان ال*** دين فإن اديته *** كان الوفا من اهل بيتك فاعلمِ
ياهاتكا ستر الرجال وقاطعا *** سبل المودة عشت غير مكرمِ
لو كنت حراً من سلالة طاهر *** ماكنت هتاكاً لحرمة مسلمِ
إعقل أيها الأخ الكريم،واتق الله في أمك،في أختك،في زوجتك،في ابنتك..فشرفهن على عاتقك..وعرضهن في ذمتك..
كثير من الشباب يقيد أخته العفيفة الشريفة ، ويضيق عليها عيشتها ، ويمنعها من ممارسة حياتها بشكل اعتيادي ،
ويمنعها من الخروج من البيت ، ويمنعها من الجلوس على الانترنت ، أتعلمون لماذا !!!
لأنه شاب منحرف يلعب بأعراض الناس ،يعلم يقينا كيف هي الذئاب البشرية ويعلم حيلهم وغايتهم من الأخت المسلمة لأنه ذئب مثلهم،
وبهذه التقييدات على أخته ، فهو يعتقد أنه عطل بذلك السنـّـة الإلهية الكونية ( كـمـا تـديــن تــدان ، ولو بعد حين ) ،
وأنه لن يمس أحد أخته المصون ! في الوقت الذي يعمل فيه هو على اللهو والعبث واللعب بأعراض المسلمين !!
يا له من ساذج ! فوالله أنه إذا استمر في غيّه وطريقه هذه ، فييسر له الله أحدا يهتك عرضه كما هتك أعراض المسلمين وخدش حيائهم ، ولو بعد حين،
قال تعالى:" ذلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ "..
اعتبروا أيها الشباب،اتعظ أيها الأخ قبل أن تندم..اتقوا الله يا شباب المسلمين ! اتقوا الله في أهلكم قبل أنفسكم فالسنـّـة الإلهية الكونية ( كـمـا تـديــن تــدان ، ولو بعد حين )
ستنطبق عليكم عاجلا أم آجلا جزاء بما فعلتم في بنات المسلمين وفي أعراضهن.
حتى لو وضعتم أخواتكم وأمهاتكم في خنادق تحت الأرض حتى لا يصل لهم أحد !
فوالله سيصيبك ما اقترفته يداك مع بنات المسلمين في عقر دارك ، حذاري حذاري ...
فاتقوا الله يا عباد الله في أخواتكم وأمهاتكم فالجزاء من جنس العمل ، والحصاد من جنس البذرة ، واعمل ما شئت فكما تدين تدان !!
أخي الحبيب،لقد كتبت إليك هذه الرسالة التي أملاها قلبي، وحملها إليك النصح والحرص على ما ينفعك..إليك أخي الحبيب..
فأنا أريد لك السعادة في الدنيا والآخرة والله..وليست السعادة في فتاة تغازلها أو عرض تهتكه أو شرف تدنسه..لا وربي..
السعادة كل السعادة في رحاب الله وفي طاعته جل وعلا،،والدنيا مهما طالت فهي حقيرة والله..والآخرة خير وأبقى ..
فتقبل مني هذه الرسالة وأملي أخي المبارك أن تفتح لها أبواب قلبك، وتضمنها في سويدائه..وسامحوني كثيراااااا إن كنت قاسيا معكم في كلامي..
2013-10-21, 10:13 AM
أيها المعاكس..قف واعتبر..
المواضيع المتشابهه للموضوع: أيها المعاكس..قف واعتبر..
العرض العادي
