بسم الله الرحمن الرحيم:
كانت العلاقات بين روسيا وجمهورية الجزائر متدهورة للغاية بسبب تعارض المصالح
فقد ظل طابع الحرب طاغيا على العلاقات الثنائية بين البلدين
كانت روسيا هي الخاسرة فيها بشكل دائم،كما تؤكد ذلك المراجع الأوروبية،أن جمهورية الجزائر كانت ترفض عقد معاهدات السلام مع روسيا.
يقول المؤرخ دو غرامون:
إن روسيا عرضت مرارا وبإلحاح على الجزائر،وخاصة في عهد الداي محمد عثمان،عقد معاهدة سلم،ولكن الداي رفض مدة عهده الطويل.
والسبب وراء ذلك هو المبالغة في التضامن بين الجمهورية الجزائرية والدولة العثمانية
التي كانت في شبه حالة حرب مع روسيا،على الرغم من أن الدولة العثمانية نفسها،تدخلت وتوسطت مرارا لدى الجزائر
لصالح روسيا،ولكن الجزائر ظلت رافضة.
ويقول المؤرخ دو غرامون:
وقد وجدت الجمهورية الجزائرية نفسها في حالة حرب كبرى مع روسيا على الأقل مرتين:
الأولى في عهد الداي محمد عثمان.
وتتمثل في وقوف جمهورية الجزائر مع الدولة العثمانية في الحرب الروسية العثمانية
سنة 1787.
يقول المؤرخ كاط:
كان للأسطول الجزائري مساهمات بطولية.
والثانية التي يقول عنها المؤرخ إروين:
انضمت روسيا سنة 1814،إلى حلف سباعي يتكون منها،ومن الدول الإيطالية،والدانمارك،وهولاندا، وإسبانيا،وبروسيا(ألمانيا)
والولايات المتحدة الأمريكية
التي شنت كلها حربا بحرية على الجزائر.
وكانت نتيجة هذه التكتلات خسارة فادحة للأعداء
وخروج الجمهورية الجزائرية منتصرة.
وعلى الرغم من أن معظم أوروبا وأمريكا كانت تدفع الجزية للجمهورية الجزائرية،إلا أن روسيا لم تكن تدفعها،ولكن الجزائر كانت تأخذ غنائم كثيرة من روسيا،بسبب الانتصارات والغنائم التي
كان الأسطول الجزائري يحققها على الأسطول الروسي.
يقول المؤرخ هنري غارو:
والدولتان الوحيدتان اللتان لم تكونا تدفعان هما:النمسا وروسيا،ولكن ذلك جر عليهما شرا مستطيرا
فقد كان الأسرى النمساويون ،وخاصة الأسرى الروس،بأعداد كبيرة
في سجون الجزائر.
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عظمة وقوة الأسطول الجزائري،وطريقة معاقبته للدول التي لا تدفع الجزية.
منقول