أيها أفضل: برامج مكافحة الفيروسات المجانية؟ أم المدفوعة؟
تعد الحماية من مخاطر الانترنت من الأمور الضرورية، ويتوفر للمستخدم حالياً العديد من
البرامج لمكافحة الفيروسات والأكواد الخبيثة، بعضها مجاني والآخر مدفوع. لكن دائماً ما
يظهر تساؤل حول ما إذا كانت البرامج المجانية كافية لتوفير الحماية للمستخدم عند الإبحار
في عالم الانترنت، أم أنه يتعين عليه استثمار بعض الأموال وشراء برامج للحماية من
هجمات القراصنة وبرامج التروجان.
ومقارنةً بالبرامج المجانية، توجد إصدارات للحماية من الأكواد الخبيثة نظير تكلفة تبلغ 30
يورو سنوياً أو أكثر. وأوضح عضو هيئة اختبار السلع والمنتجات بيتر كناك، "الإصدارات
المجانية من برامج مكافحة الفيروسات تعتبر بمثابة حراس فقط، ويقتصر دورها على
توفير حماية من الفيروسات فقط، ولا تشتمل على أية وظائف للحماية من الرسائل المتطفلة
Spam، ولا تتوفر بها وظيفة جدار الحماية المعروف باسم (الجدار الناري)".
وظائف إضافية
وإذا كان المستخدم لديه استعداد لدفع تكلفة أعلى عند شراء برامج مكافحة الفيروسات، فإنه
سيحصل على المزيد من الوظائف المتطورة.
وأوضح آندرياس ماركس، من معهد AV-Test، "إلى جانب الحماية من الفيروسات توفر
الإصدارات المدفوعة من برامج مكافحة الأكواد الخبيثة أيضاً العديد من الوظائف
الإضافية، مثل النسخ الاحتياطي للبيانات في خدمات الحوسبة السحابية، مع تحسين أداء
نظام التشغيل، وتوفير حماية من سرقة حسابات المستخدم".
وأكد الخبير الألماني بيتر كناك أن برامج مكافحة الفيروسات المجانية توفر حماية أفضل
من الأكواد الخبيثة، مقارنةً بالبرنامج الخاص بنظام تشغيل مايكروسوفت ويندوز
Microsoft Windows، إلا أنها تكون أقل كفاءة من الإصدارات المدفوعة؛ نظراً لأن
برامج مكافحة الفيروسات المجانية عادةً ما تفتقر إلى وظائف أساسية مثل جدار الحماية
وحماية المتصفح وفلاتر لحماية المستخدم البريد المتطفل Spam.
وينصح الخبراء الألمان المستخدم بضرورة توخي الحرص والحذر عند استعمال
الإصدارات المجانية من برامج مكافحة الفيروسات، والانتباه جيداً عند التعامل مع مرفقات
البريد الالكتروني وأثناء تصفح مواقع الويب. كما أنه يلزم إجراء عمليات النسخ الاحتياطي
للبيانات المهمة والمعلومات الحساسة بصورة منتظمة، حتى يسهل استعادة كنوز البيانات
إذا ما تعرض الحاسوب لهجمات الفيروسات أو هجمات القراصنة.
وغالباً ما يتم تمويل البرامج المجانية لمكافحة الفيروسات من خلال الإعلانات، وإذا لم ينتبه
المستخدم أثناء تثبيت مثل هذه البرامج على حاسوبه، فإنه يفاجأ بتثبيت برامج أخرى مثل
شريط الأدوات لمتصفح الويب. وأضاف آندرياس ماركس أن هذه البرامج الإضافية تهدف
من ناحية إلى أن تكون مصدراً لتمويل البرامج المجانية لمكافحة الفيروسات من خلال
الإعلانات، ومن ناحية أخرى فإنها تشتمل على جميع مكونات حماية المتصفح. فإذا قام
المستخدم باستدعاء أحد المواقع الالكترونية المزيفة أو الوهمية، فإن شريط الأدوات يقوم
بتنبيه المستخدم من خلال رسالة تحذيرية.
وتأتي بعض برامج التصفح مزودةً بحمايةٍ أساسيةٍ من الشركة المطورة لها، فمثلاً يشتمل
متصفح مايكروسوفت انترنت إكسبلورر على فلتر SmartScreen، كما يتضمن متصفح
جوجل كروم وموزيلا فايرفوكس على تقنية التصفح الآمن جوجل API، إلا أن الخبراء
الألمان أكدوا أن الخدمات، التي تقدمها الشركات المطورة لبرامج مكافحة الفيروسات تكون
أكثر كفاءةً في أغلب الأحيان. وأضاف بيتر كناك أن الحماية من الفيروسات تكون محدودة
مع أشرطة الأدوات؛ نظراً لأن تأثير الحماية يقتصر على المتصفح المثبت فيه شريط
الأدوات فقط.
نتائج المقارنة
وتتضح النتائج عند مقارنة الإصدارات المجانية مع البرامج المدفوعة للحماية من
الفيروسات بالتفصيل؛ حيث قامت هيئة اختبار السلع والمنتجات مؤخراً باختبار 17
برنامجاً من أدوات مكافحة الفيروسات. وأظهرت نتائج الاختبار أن البرامج المدفوعة توفر
حماية أفضل من الإصدارات المجانية وبرنامج Defender المتوفر بشكل افتراضي ضمن
نظام تشغيل مايكروسوفت ويندوز، وقد نالت الإصدارات المجانية تقييم "جيد".
وإذا لم يرغب المستخدم في دفع تكاليف نظير الحصول على البرامج المدفوعة للحماية من
الفيروسات، فيمكنه الاعتماد على الإصدارات المجانية من شركات AVG أو Avira و
Avast، والتي توفر حماية أفضل من برنامج مايكروسوفت ويندوز Defender ووظيفة
جدار الحماية. وينصح الخبير الألماني بيتر كناك باستخدام برنامج AVG AntiVirus
Free باعتباره أفضل الخيارات المجانية.
وأكد الخبراء الألمان أن البرامج المدفوعة توفر حماية أفضل من الفيروسات والأكواد
الخبيثة، وتصدر نتائج اختبار الهيئة الألمانية برنامج Bullguard Internet Security.
وبالنسبة للحواسب، التي لا تعمل ضمن شبكات، فإن الخبير الألماني بيتر كناك ينصح
باستعمال برنامج Eset؛ نظراً لأنه يتوفر بتكلفة منخفضة ويوفر حماية للمتصفح ويمكن
استخدامه كقرص إنقاذ البيانات.
وقد قامت مجلة PC Magazine بإجراء اختبار لبرامج مكافحة الفيروسات مع بداية العام
الجاري، ونصحت باستعمال برنامج Eset Smart Security 2016؛ نظراً لأنه يتمتع
بأقل عدد من إنذارات الخطأ، وقد تصدر اختبار المجلة الألمانية برنامج Kaspersky
Total Security Suite 2016.
وقد انتقد يان كادين، من مجلة PC Magazine، بعض برامج مكافحة الفيروسات بسبب
تصرفها كلصوص في بعض الأحيان؛ حيث قام الإصدار المجاني من برنامج Avira
المجاني بإظهار نوافذ إعلانية، كما يقوم برنامج McAfee بتغيير صفحة البداية في
المتصفح، كما يقوم برنامج Bitdefender بإرسال رسائل الكترونية بها روابط تالفة. ومن
ضمن الانتقادات الأخرى أن جميع الإصدارات المجانية من برامج مكافحة الفيروسات
تسعى لجمع البيانات الشخصية للمستخدم.
huffpostarabi