انقلبت الاحتفالات الاثنين الماضي إلى مشاجرة بالأسلحة النارية والبيضاء في جامعة الحسين بن طلال في مدينة معان جنوب الأردن، وراح ضحيتها 4 أشخاص وأصيب 30 آخرون، ما نبه المجتمع الأردني إلى انتشار ظاهرة "العنف الجامعي" التي بدأت تأخذ الطابع القبلي والعشائري في الآونة الأخيرة.
وعن أسباب تأثير العشيرة بطالب الجامعة قال أستاذ علم الاجتماع حسين الخزاعي لموقع سكاي نيوز عربية إن "ثقافة الفزعة والنخوة والقرابة والجهوية، والتعصب الأعمى للقرابة والفهم الخاطيء للعشائرية، تدفع بالطلاب لارتكاب العنف".
وأوضح الخزاعي قائلا "في ظل تقوقع العشيرة خلف النائب أو العين أو الوجيه ومن قد لا يكون مقبولا من قبل كافة أبناء العشيرة، ولتحقيق مكاسب ومواقف من الدولة، يلجأ البعض لاستخدام العنف الجامعي كورقة ضغط على الدولة وعلى العشيرة ويلجأون للمماطلة في الحلول السريعه للمشكلات، والثأر لمواقف سابقة على حساب الشباب من أبنائهم".
ويشكل عدم معرفة طلاب الجامعات بالقوانين المتبعة في الجامعة واحترام الحرم الجامعي، عاملا مهما بالتعامل مع القضية حيث أن الطلاب الذين تلقي الجهات الأمنية القبض عليهم لتورطهم بمشاجرة، يتفاجأون بالعقوبة التي تفرض عليهم.
"ذبحتونا"
وترى الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" أن سياسة مجلس التعليم العالي كانت عاملا رئيسيا في تحويل ظاهرة العنف الجامعي إلى كارثة العنف الجامعي، إذ أن إدارات الجامعات الرسمية لا تزال تتعاطى مع ملف العنف الجامعي من على قاعدة ردة الفعل وليس الفعل.
وأوضحت ذبحتونا: "فالخطوات التي تقوم بها هذه الإدارات لا تتعدى تعليق دوام هنا أو اتخاذ عقوبات بحق مجموعة من الطلبة (يتم بعد فترة زمنية قصيرة إلغاء العقوبة عنهم)، فيما تغيب غيابا تاما أي استراتيجية حقيقية لمواجهة هذه الظاهرة".
وأشارت الحملة في بيان لها إلى أن "أدراج مكتب وزير التعليم العالي مليئة بتوصيات لجان شكلتها الوزارة للبحث في حلول لظاهرة العنف الجامعي، إلا أن هذه التوصيات بقيت حبيسة الأدراج لأسباب لا نعلمها حتى هذه اللحظة". وأضافت قائلة: "وكأن هنالك من هو معني بإبقاء هذه الظاهرة سيفا مسلطا على رقاب الطلبة والتعليم العالي".
وقد رصدت الحملة في تقريرها السنوي لعام 2012، 58 مشاجرة كبيرة، وبنسبة زيادة وصلت إلى نحو 100% مقارنة بالعام 2011، ونوهت إلى أن 90% من هذه المشاجرات تضمنت تدمير مرافق الجامعات.
أسباب أخرى
وتتداخل الأسباب المجتمعية منها والشخصية في تعميق أثر هذه الظاهرة فيقول الخزاعي: "إن ضعف التحصيل الأكاديمي للطلاب المتسببين والمشاركين في المشاجرات والعنف الجامعي أحد هذه الأسباب، فالإحصاءات تشير إلى أن (10% – 20%) من طلبة الجامعات عليهم إنذارات أكاديمية، وأن (5%) عليهم إنذار أكاديمي ثان وهم معرضون للفصل والتحويل إلى الدراسة الخاصة".
ويفسر أثر ذلك بأن: "هذا يعني أنهم سوف يفصلون من الجامعة بسبب ضعف التحصيل العلمي، والطلبة في مثل هذه الحالات يلجأون إلى الفصل من الجامعة عن طريق المشاركة في العنف الذي يكون بمثابة ( غسل وجه ) لهم بدلا من الفصل بسبب ضعف التحصيل، وبعد الفصل من الجامعة يبدأ الأهل والأبناء بسرد روايات الظلم والبراءة من المشاركة في المشاجرة، وهذا أستر له أمام الأهل والأقارب من الفصل الأكاديمي".
بالإضافة لعدم التوجيه والإرشاد من قبل الأهل للأبناء قبل التحاقهم في الجامعات.