عرفت العاصمة وبومرداس أمس يوما استثنائيا عقب المسيرة الضخمة التي نظمها متقاعدي ومعطوبي الجيش من أجل المطالبة بحقوقهم المهضومة، حسبهم، وفي ما يلي أهم مطالبهم التي عبروا عنها أمس لـ"الخبر". اقتربنا من المحتجين كل حسب وضعيته، منهم متقاعدو الجيش، وآخرون معطوبون، ولم تفوت أرامل الشهداء الفرصة وناب عنهم أبناؤهم وأقاربهم للدفاع عن حقوقهم، التي قالوا إنها تتمثل في سكن لائق تُربي فيه الأرامل أبناءهن، وراتب محترم يكفيها لإعالة فلذات كبدها، أما المتقاعدين فتآكلت كلماتهم من كثرة الحديث عن مأساتهم. أحدهم قال لنا "أنا دفعت نفسي فداء لهذا الوطن، وتفاجأت أن حق الإرهابي أصبح أحسن بآلاف المرات من حقي"، وآخر قال "عندما كان الدم والرصاص تركت عائلتي وأنا لا أدري إن كنت سأعود أم لا، وكان هدفي الأول أن أحمي الوطن من قناصات الإرهابيين، وفي الأخير جنيت فقرا وتسولا"، ليقول ثالث "هل يمكن أن يكون جزاؤنا بعد كل هذا معاش بـ27 ألف دينار، لا يكفي عائلة من 5 أطفال لأسبوع واحد". في المقابل، مأساة المعطوبين كانت أمرّ؛ فكان ألم فقدان أحد الأعضاء بارزا على ملامح وجههم، وهو الفقد الذي أكدوا لنا أنهم لم يشعروا به. ورغم أنهم أصبحوا معاقين، كل حسب حالته، إلا أن الألم الذي يعصر الآن قلوبهم هو الأبواب التي صدت في وجوههم من كثرة طرقها، فوزارة الدفاع، حسبهم، أصبحت وجهتهم اليومية، دون جدوى، طالبوا بمنحة العطب، فلم يكن لهم ما أرادوا ثم طالبوا برفع المعاش ولا حياة لم تناد، حسبهم، ليجدوا أنفسهم مضطرين إلى اختيار الاحتجاج سبيلا لذلك. ومثلما فاجأوا الجميع بالمسيرة التي أوقفها الأمن، فإصرارهم - حسبهم - لن يتوقف ودخول العاصمة سيكون عاجلا أم آجلا، يضيف المحتجون.