الحقيقة والادراك
سعدعطية الساعدي
منشور في عدة مواقع عربية
أولا ... علاقة الإدراك بالحقيقة
وبما أن الحقيقة ومسائلها لا تنتهي مهما حاول الإدراك وجد صوب معرفتها في مستجداتها المسائلية وفي مناحي العلم والحياة . فتكون عينيات الحقيقة الصدق والحق هي وسائله الأمينة إن تمسك بهما الإنسان لشحذ جهده الذهني الإدراكي لكي ينتفع منهما في صعاب مسائل الحقيقة وفي كل ما يشغله فيها .
وعلاقة الإدراك بهذه العينيات هي علاقة حاجة لا بدية حيث لا تدرك ويترتب له فهم مسائل الحقيقة إلا من خلال العينيات حصرا.
ولهذا نرى الإدراك عندما يبحث عن صحة حقيقة مسألة علمية يبحث عن المصاديق لثبوت صحة تصوراته حولها وصدق مقدماته ونتائجها حتى تكون حقا وصدقا فهي حقيقة وبالتالي يتحقق المحصل العلمي الحقيقي الذي لا غبار شبهة أو شك عليه .
ثانيا .... أيهما أولى حقيقة الأدراك أم إدراك الحقيقة ..
ما وجه الأولوية والمفاضلة بينهما طالما ذكر وتعلق الإرجاع إلى الحقيقة موجود أصلا وأساسا ...؟
ولكن من موجبات الأولوية هي لإدراك الحقيقة وليس لحقيقة الادراك على أهميتها ولأن إدراك الكل الأصل هو الغاية والأولى لوجود الادراك بهذه الحقيقة التي جعلته بهذا الأداء والمهام أصلا كونها هي الأهم بل هي أصل الغاية من وجود الإدراك و حقيقة الإدراك هي أصلا لإدراك الحقيقة والإدراك الذي لا يدرك الحقيقة فهو لا حقيقة ولا وجود له . فإن نفي شيء يثبت لا وجود له ومن نفيت عنه الحقيقة قطعا لا وجود ولا ذكر أو عنوان دلالة عليه .
الحقيقية ثابتة لا تتغير لأنها تعني كل ماهيات وكيفيات كل مفردات الوجود ولكن الإدراك بحقيقته هو جزء منها بخلقته وجعله بإنتاجه وأداءه فهو عامل فيها ولهذا هو بحكم محدوديته غير محصن يخطأ ويصيب يتلف ويسقم أو يضعف مع تقادم عمر صاحبه ولكن لا شيء من هذا يصيب الحقيقة دلالة ومعنى ومن محاسن الإدراك هو فهم مسائل الحقيقة والوصول إلى أحكامها أو نتائجها من خلال الصدق والحق بأمان واطمئنان من الشطط والشك والوهم.
وإن حقيقة الإدراك هو جزء صغير من الحقيقة أي بمعنى آخر أن الأدراك هو مجعول بالخلق في الحقيقة و هي أساس كل ذلك وإدراكها به هو مساوي بقدر حقيقته حصرا وهي الزائدة علية مهما توسع وجد واجتهد بها ولا يزيد على حقيقته هذه الجزئية الصغيرة في كلية الحقيقة التي لا يحيط بها عقل مهما كان إدراكه .