أخذت برامج الكومبيوتر المصممة للأطفال تلعب دوراً كبيراً في حياتهم، و بالمثل يمكن أن تصبح شبكة المعلومات الــدولية [ الإنترنت ] وسيطاً ثقافياً و تعليميا و ترفيــهياً متميزاً لـلأطفــال.
يجمع الأنترنت بين خصائص الوسائط الإعلامية الأخرى ( الكتاب - المجلة - التلفاز ..الخ ) فهي تعرض الصوت و الصورة و الفيديو بجانب الكلمة المكتوبة . و الســـؤال المُلح الذي يطرحه كثير من المربين و المهتمين هو عن سلبيات تعامل الأطفال مع الانترنت ؟، و كيف يستفيد الطفل من الأنترنت دون التأثر بهذه السلبيات؟ . بعضهم يطالب بإبعاد أطفالنا عن الأنترنت حماية لهم من مساوئ التعامل معه من حيث الإدمان و مشاهدة المواقع السيئة و غير ذلك ، و هناك فريق لا يمانع في تعامل أطفالنا مع الأنترنت و لكن بحذر شديد و في وجود من يشرف عليهم أولياء الأمور . و في وجود الحذر و الحماية ... كيف يستفيد أطفالنا من الأنترنت ؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال ،أعرض لك أهم إيجابيات و سلبيات الأنترنت بالنسبة للأطفـــال.
قوة إيجابية :
ذكرت نتائج مسح أجري سنة 2000 على مايزيد على 1700 منزل مربوطة بشبكة المعلومات العالمية <الإنترنت> في الولايات المتحدة أن الآباء يرون فـي الإنترنت << قوة جديدة إيجابية في حياة الأبناء >> و أشارت بعض النتائج المهمة التي توصلت إليها الدراسة إلى أن :
- التعليم هـو السبب الأساسي لشراء الأسر الأمريكية أجهزة الحــاسوب ، ووصلها بالأنترنت .
- الأنترنت لا ينتقص من أنشطة أخرى للأطفال مثل المطالعة و الرياضة.
- الأنترنت لا يـعزل الأطفال عن بقية أفراد عائلتهم ، أو اندادهم أو مجتمعهم .
- الفتيات يتعاملن مع الأنترنت كــالفتيان تماماً.
- يمكن للمدراس أن تساهم في << ردم الهوة الرقمية >> التي تفصل بين من يمتلكون وسائل المعلومات ، و من لا يمتلكونها . و يتبين من هذا أهمية الدور الذي يمكن ان تلعبه شبكة الأنترنت في حياة أطفالنا إذا أحسنّــا إستخدامها.
و من مميزات الانترنت الجمع بين الثقافة و التعليم و الترفيه في آنٍ واحد فيمكن أن تقدم المعلومة في أكثر من شكل و بأكثر من وسيلة و منها وسائل تفاعلية و شائقة مثل الألعاب و المسابقات.
و يسهم الأنترنت أيضاً في التواصل المعرفي بين التلميذ و أستاذه من ناحية ، و بين التلميذ و أصدقائه و زملاء الدراسة من ناحية أخرى ، و ذلك عن طريق فتح قنوات للحــوار [Chatting] أو عن طريق البريد الإلكتروني [E-mail] هذا بالإضافة إلى التواصل مــع مواقع و مؤسسات تعليمية عــالية ، و إمكان إجراء الإختبارات بسهولة و يُسر .
احــذروا الأنترنت :
أطلق البعض صيحة تــحذير من الإنترنت خـوفاً على أبنائنا من إدمان التعامل معها و الجــلوس بالساعات الطويلة أمام جهاز الكومبيوتر و الهــواتف الذكية مما يـؤثر سلباً في صحتهم . وعن الأضرار الصحية للأنترنت يقول الدكتور _أيمن محمد السالمي_ مدرس الجراحة العامة بكلية طب جامعة جنوب الوادي بمصر : " إن الجلوس لـساعات طويلة أمام شاشة الأنترنت يـؤدي إلى الترهل و تيبس في المفاصل و اعوجاج في العمود الفقري ، بالإضافة إلى التأثير في الطاقة الذهنية و القدرة الإبصارية و التي من أهم أعراضها الصداع و زغللة العين ". و يستـطرد مؤكداً : إن الأطفال أكثر ضحايا الأنترنت و هم يجلسون أمام شاشته مبهورين بالألعاب و الألغاز و الاتصال بالأصدقاء دون الاهتمام بعدد الساعات التي يقضونها أما هذا الجهاز المدمر.
إضافة إلى إصابة الأطفال بــالتبلد الفكري و الوجداني فالكثيرون منهم -يمتنعون عن الأكل و الشراب ولا يلتفتون لمذاكرة دروســهم.
و نضيف إلى ذلك ضرر التعامل مع المواقع السيئة و المحظروة و الممنوعة التي تبث على الشبكة و التي قد يشاهدها الطفل دون أن يقصد الدخول إليها نتيجة وجود ارتباط بينها و بين مواقع أخرى أو إعلانات . ولكن كل هذه السلبيات يمكن تجنبها بالتـزام بعض النــصائح و القواعـد لتعامل الطفل مع الإنترنت.
نصائح لاســتخدام الأنترنت :
ينصح الآباء و المشرفون على الشبكات داخل المدارس و الأندية بعمل تقنية مستمرة للشبكة لمنع الوصول للمواقع الممنوعة و ذلك عن طريق تحميل برامج لحماية الاطفال من الانترنت ، لتحميل البرنامج اضغط هنا
ويمكن توجيه الأطفال بشكل مستمر للمواقع المفيدة مع تركهم يتصفحونها بشكل حر تحقيقاً للمتعة و الفائدة.
الحرص على دخول الأطفال الشبكة مدة قصيرة يومياً لتجنب المشكلات الصحية و تجنب مشكلة إدمان الإنترنت ، و يمكن تقديم بديل محبب لأطفالنا مثل أن نعرض عليه ترك الشبكة للذهاب للنــادي مثلاً.
و يُــنصح الأطفال بالآتي :
لا تعط معلوماتك الشخصية مثل عنوان منزلك و رقم هاتفك لأي شخص على شبكة الإنترنت ، و إذا ألحّ أحد في هذا المطلب تجاهله تماماً و قل : لا..مهما كانت الأسباب التي يعطيها لك مقنعة.
لا تتجاذب مع من تحدثه أي ألفاظ بذيــئة أو غير لائقة ، و أخبر والديك عن تلك الألفاظ فوراً و سجّل التاريخ واليوم الذي أُرسلت فيه تلك الألفاظ غير الــلائقة.
أخبر والديك بأي معلومات غير ملائمة تجدها على الشاشة و تشعرك بعدم الإرتياح مثل الإعلانات أو بعض المواقع الغير لائقة.
لا تقابل أي شخص تتعرف عليه في شبكة الإنترنت خارج المنزل ، أما إذا أردت أن تقابله فأخبر والديك لاصــطحابك.
ضــع جـدولاً بمساعدة والديك لــلأوقات التي تجلس فيها على شبكة الإنترنت وعن طول المدة المسموح لك بـها إلى جانب الإنترنت.
منقول