الربيع الأوروبي (ثورات 1848)
ربيع الشعوب أو الثورات الأوروبية عام 1848 تعرف أيضاً في بعض البلدان باسم ربيع
الأمم أو ربيع الشعوب أو عام الثورة، كانت سلسلة من الاضطرابات السياسية في جميع
أنحاء القارة الأوروبية. بدأت فترة من الاضطرابات وصفها بعض المؤرخين بالموجة
الثورية في فرنسا وبعد ذلك، مدفوعة بالثورة الفرنسية عام 1848، سرعان ما امتدت
إلى بقية أوروبا.بعض الخبراء اطلقوا اسم" ربيع الشعوب" على ما يجري اليوم (عام
2011) من ثورات في العالم العربي[...] لقد ساهمت الصحافة المتميزة بشعبيتها في
نشر الوعي وبرزت قيم جديدة وأفكار مثل اللبرالية الشعبية والقومية والاشتراكية. كما
يؤكد بعض المؤرخين أن االنقص الفادح الذي تميز به إنتاج المحاصيل عام 1846 كان
سببا في انتشار الفقر والمشقة في أوساط الفلاحين والعمال القاطنين بالمدن.
المذابح الجاليكية (1795–1871)
انه وصف للمجزرة التي كان ضحيتها النبلاء البولنديون على أيدي الفلاحين البولنديين
في غاليسيا سنة 1846
لم تكن طبقة النبلاء بمختلف فئاتها راضية عن العائلة الملكية بسبب ممارساتها
المستبدة المطلقة أو الشبه مطلقة ففي 1846 شهدت غاليسيا النمسا انتفاضة النبلاء
البولنديين لم تكن لتعرف حدا الا حينما انتفض الفلاحون البولنديون بدورهم ضد النبلاء
ثم تلتها انتفاضة القوى الديمقراطية في بولندا العظمى ضد امبراطورية بروسية.
ثم بدأت احتجاجات الطبقات الوسطى ثم أخذت أهداف الطبقة العاملة المنحى نفسه الذي
انتهجته الطبقة الو سطى. فالبرغم من أن كارل ماركس وفريدريك أنجلز كانا قد انجزا
البيان الشيوعي- بناء على طلب الرابطة الشيوعية في لندن - وهي منظمة تضم عمالا
أغلبهم ألمان - علما بأن البيان قد نشر باللغة الألمانية في لندن يوم 21 شباط
سنة1848، اضمحلت مطالبهما بشكل ملفت للنظر عقب مشاركتهما في التمرد الذي
شهدته ألمانيا بعد الأنتفاضة التي هزت مدينة برلين خلال شهر مارس. كما قاما بالإعلان
على "مطالب الحزب الشيوعي في ألمانيا" من باريس في شهر مارس غير أن
الكتيب لم يتعدى سقف الطلب المتمثل في توحيد ألمانيا، والاقتراع العام، وإلغاء الرسوم
الإقطاعية، وغيرهم من الأهداف التي ميزت اتجاه الطبقة المتوسطة.
كانت كل من الطبقة العاملة والطبقة المتوسطة تتقاسمان نفس الرغبة في الإصلاح
وتتفقان على الكثير من الأهداف المحددة. غير ان المشاركة في الثورة شكلت نقطة
التباين. ان الطبقة الوسطى هي التي بادرت بخلق الجو أكثر تحفيزا وقوة وحركة، غير
أن دوي المدافع انطلق من الأسفل(الطبقة الدنيا).
العمال في المناطق الحضرية
و سرعان ما تأجج تمرد الفرنسيين في المناطق الريفية وتسبب في نزوح العديد من
الفلاحين الساعين وراء العيش في المدن. ما جعل الكثييرين ممن ينتمون إلى الطبقة
البرجوازية يخشون على أنفسهم ويتفادون الاختلاط بالعاملين الفقراء. و كان العمال
غير المؤهلين يكدحون من12 إلى 15 ساعة في اليوم إذا تلقوا عروض العمل ويقطنون
أحياء فقيرة بائسة حيث تنتشر الأمراض والأوبئة. و تسببت الثورة الصناعية أيضا في
فقدان الحرفيين لللإتحادات الحرفية التي كانت تمثلهم.
قام الثوريون مثل كارل ماركس بفتح منهاج يمكن اتنباعه.
حيث كان الوضع في ألمانيا مماثلا انتشر التصنيع في العديد من مناطق بروسيا بشكل
تدريجي. وسمح ااعتماد الآلات في مجال صناعة النسيج، في السنوات الأربعين من
القرن التاسع عشر إلى انخفاض في أسعار الألبسة وتراجع في كمية المنتجات المصنعة
يدويا والتي كانت تستورد من ألمانيا قبل ذلك. وأحدثت الإصلاحات تحسنا في الأوضاع
في الريف المتميزة أساسا بسيادة الأقطاع.
المناطق الريفية
و أدى معدل النمو السكاني في المناطق الريفية إلى نقص المواد الغذائية والمشاكل
المرتبطة بامتلاك الأراضي، واالنزوح، سواء داخل أوروبا اوخارجها، خاصة في أمريكا
الشمالية. في السنوات 1845 و 1846 ،تسبب نقص البطاطاس في أزمة معيشية حادة
في أوروبا الشمالية.حيث وانتشرت تلك الأزمة بخصوص في أيرلندا التي عرفت مجاعة
رهيبة، كما انتشرت أعراضها القاسية حتى بلغت مرتفعات سكوتلندا والمناطق
الداخلية الأوروبية.
ان يمتلك الناس الثروة (والسلطة المناسبة) يعني أنهم بالضرورة ملاك أراضي
يمارسون السلطة بحق الفلاحين. لذلك تنامت مطالب الفلاحين الثورية ابتداء من
عام 1848.
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة