facebook twitter rss
v





العودة  

جديد مواضيع منتديات بيت العرب الجزائري


قسم نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-08-20, 04:39 PM   #1
hakimdima
مشرف الأقسام التعليمية


العضوية رقم : 10954
التسجيل : Jul 2016
العمر : 39
الإقامة : الجزائر
المشاركات : 6,072
بمعدل : 1.99 يوميا
الوظيفة : متعاقد
نقاط التقييم : 10
hakimdima is on a distinguished road
hakimdima غير متواجد حالياً
معلومات الإتصال :
افتراضي معاملة الرسول مع أصحابه

مِنْ نِعَمِ الله على الأُمَّة الإسلاميَّة نعمة الحُبِّ في الله I، التي بها توثَّقت العَلاقة بين المسلمين منذ بداية الدعوة، فبعدما كانوا في جاهليتهم متباغضين متقاتلين، انقلبوا بفضلٍ من الله إلى إخوة متحابِّين، قال تعالى في شأنهم: {فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: 103]، ثم جعل الله الأُخُوَّة الصادقة دليلاً على إيمان العبد بربِّه، فقال : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10].
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
كما مدح رسول الله المتحابِّين في الله، وكشف عن عظيم ثمار هذا الحبِّ في الآخرة، فقال : "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ.." فذكر منهم: "... رَجُلانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ..."[1].

كما ذمَّ رسول الله التناحر والتخاصم بين الأصحاب، فقال : "لاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ"[2].

صور من معاملات رسول الله لأصحابه

الصحابة وحب رسول اللهوفي سيرته نجده يعامل أصحابه معاملة تدلُّ على حُبِّه لهم جميعًا؛ وكأنه يخصُّ كل صحابي بحبٍّ خاصٍّ يختلف عن باقي أصحابه؛ حيث نجد رسول الله يصف أصحابه بصفات تُعَزِّز من الألفة والتقارب بينه وبينهم، فيصف الزُّبير بن العوام بأنه حواريه[3]، ويصفُ أبا بكر وعمر بأنهما وزيراه[4]، وجعل حذيفة بن اليمان كاتم سرِّه[5]، ولقَّب أبا عبيدة عامر بن الجرَّاح بأنه أمين الأُمَّة[6].

وكما نجده يشارك أصحابه في مأكلهم ومشربهم؛ تقوية لأواصر الصحبة والمحبَّة، فعن جابر بن عبد الله قال: كنت جالسًا في داري فمرَّ بي رسول الله فأشار إليَّ، فقمتُ إليه، فأخذ بيدي فانطلقنا، حتى أتى بعض حُجَرِ نسائه فدخل، ثم أذن لي فدخلتُ والحجاب عليها، فقال: "هَلْ مِنْ غَدَاءٍ؟" فقالوا: نعم. فأتي بثلاثة أَقْرِصَةٍ[7] فوضعن على نَبِيٍّ[8]، فأخذ رسول الله قرصًا فوضعه بين يديه، وأخذ قرصًا آخر فوضعه بين يديَّ، ثم أخذ الثالث فكسره باثنين، فجعل نصفه بين يديه ونصفه بين يدي، ثم قال: "هَلْ مِنْ أُدُمٍ[9]؟" قالوا: لا، إلاَّ شيء من خلٍّ. قال: "هَاتُوهُ، فَنِعْمَ الأُدُمُ هُوَ"[10].

حب الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلمكما يشارك النبي أصحابه كذلك في مزاحهم ولهوهم -ولم يكن مزاح رسول الله إلاَّ حقًّا- فمزاح الأصحاب سبب من الأسباب الرئيسة في التلاحم والقرب، ومن هذه المواقف الرائعة التي أُثرت عن رسول الله ما رواه أنس أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهرًا، كان يُهدي للنبي الهديَّة من البادية فيجهِّزه رسول الله إذا أراد أن يخرج، فقال النبي : "إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ".

وكان النبي يحبُّه، وكان رجلاً دميمًا، فأتاه النبي يومًا، وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره، فقال الرجل: أرسلني، مَن هذا؟ فالتفت فعرف النبي ... وجعل النبي يقول: "مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ؟" فقال: يا رسول الله، إذًا والله تجدني كاسدًا. فقال النبي : "لَكِنْ عِنْدَ اللهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ". أو قال: "لَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ أَنْتَ غَالٍ"[11].

هكذا كان يتعامل رسول الله مع نفسيَّة أصحابه فيُعلي من شأنهم، فيسعد لسعادتهم ويحزن لحزنهم.

وفي أحلك لحظات المسلمين شدَّة وجدنا رسول الله مع أصحابه كواحد منهم، يعاني ممَّا يعانون، ويتألَّم ممَّا يتألَّمون، ويلتمس أي شيء يكون سببًا في إشباعهم من الجوع، وإسعادهم من الحزن، فرغم جوع المسلمين في الخندق، ورغم قلَّة الطعام الذي أعدَّه جابر بن عبد الله إلاَّ أنَّ رسول الله لم يأكل دون إشراك أصحابه معه؛ حيث نادى في أصحابه قائلاً: "يَا أَهْلَ الْخَنْدَقِ، إِنَّ جَابِرًا قَدْ صَنَعَ سُورًا[12]، فَحَيَّ هَلاً بِكُمْ[13]"[14].

كما نجد رسول الله يشارك أصحابه في أزماتهم ومصائبهم مشاركة فعَّالة بتبشيرهم تارة بثواب ونعيم الله في الآخرة، وبحلِّ مشاكلهم حلاًّ عمليًّا تارة أخرى؛ فها هو ذا يبشِّر عبد الله بن جحش عندما شكا له أن أبا سفيان قد أخذ دَارَهُم في مكة بعد الهجرة وباعها، فقال له: "أَلا تَرضَى يَا عَبْدَ اللهِ أَنْ يُعْطِيَكَ اللهُ بِهَا دَارًا خَيرًا مِنْهَا فِي الجنَّة؟" قال: بلى. قال: "فَذَلِكَ لَكَ"[15].

ويأتي صحابي آخر قد أُصيب في عهد الرسول في ثمار ابتاعها فكثر دينه، فيقول رسول الله لأصحابه: "تَصَدَّقُوا عَلَيْهِ". فَتَصَدَّقَ الناس عليه، فلم يَبْلُغْ ذلك وفاء دَيْنِهِ، فقال رسول الله لِغُرَمَائِهِ: "خُذُوا مَا وَجَدْتُمْ، وَلَيْسَ لَكُمْ إِلاَّ ذَلِكَ"[16].

فقد كان رسول الله نِعْمَ الصاحب لأصحابه؛ يقف معهم في أفراحهم وأتراحهم، وفي قوَّتهم وضعفهم، فلم يتميَّز عنهم بمزيَّة، بل كان كواحد منهم في المأكل والمشرب والملبس، وهو ما جعل كثير من المشركين يتعجَّبون لهذه الرابطة القويَّة التي جمعته بأصحابه، فقال أبو سفيان بن حرب قبل إسلامه: "ما رأيتُ من الناس أحدًا يحبُّ أحدًا كحُبِّ أصحاب محمد محمدًا!!"[17].

د. راغب السرجاني


hakimdima غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أصحابه, معاملة, الرسول


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: معاملة الرسول مع أصحابه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الرسول قدوتي hakimdima قسم نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم 0 2016-07-20 04:54 PM
عرض تقديمي خاص بطريقة معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم لزوجاته إلياس بوزناق قسم نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم 3 2015-03-31 11:03 AM
صل على الرسول zakaria94 قسم نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم 2 2015-01-27 06:32 AM
من دعاء الرسول اسلام339 قسم نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم 2 2014-11-29 11:38 AM
من سب الرسول هم أم نحن؟؟؟؟؟ ghani2121 قسم النقاش الحر [ كتابات شخصية للأعضاء ] 5 2012-12-07 05:51 PM


الساعة الآن 09:02 PM


Designed & Developed by : kakashi_senpai
Preview on Feedage: %D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML