تواصل القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية صباح الأحد، تقدمها في سرت حيث بسطت سيطرتها على مزيد من المباني وتحاول دحر الجهاديين من الأحياء المتبقية تحت قبضتهم بعد أربعة أيام على خسارتهم معقلهم الرئيسي في المدينة الساحلية، كما أفاد مصورو وكالة فرانس برس.
تشهد مدينة سرت الليبية معارك بين القوات الموالية لحكومة الوفاق وعناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية"، وأعلنت قيادة القوات الحكومية التي تواصل تقدمها في المدينة الساحلية، بسط السيطرة على عمارات ألف وحدة سكنية، مؤكدة أنها تواصل التقدم باتجاه الحي رقم اثنان.
وشاهد مصورو فرانس برس مقاتلي القوات الحكومية وهم يحاولون التقدم باتجاه الحي رقم ثلاثة في سرت مستخدمين المدافع الرشاشة والأسلحة الخفيفة.
وقال المركز الإعلامي لعملية البنيان المرصوص في بيان الأحد إن "قوات البنيان المرصوص تبسط سيطرتها على عمارات 1000 وحدة سكنية ’العمارات الهندية‘ وتستمر في التقدم باتجاه الحي رقم 2".
وكانت القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية قد أعلنت الأربعاء في بيان السيطرة على مقر قيادة تنظيم "الدولة الإسلامية" في مجمع المؤتمرات في معقله في سرت.
تقدم قوات "البنيان المرصوص" تم "بفضل من الله ومن سلاح الجو الأمريكي"
من جهته أوضح الناطق باسم "البنيان المرصوص" العميد محمد الغصري لوكالة فرانس برس الأحد أن سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" في سرت باتت تقتصر عمليا على حي واحد فقط هو الحي رقم واحد الواقع في وسط سرت، لأن الحيين الباقيين، أي رقم اثنان الواقع إلى الغرب ورقم ثلاثة الواقع إلى الشرق، هما "منطقتا اشتباك".
وأوضح العميد الغصري أن القوات الموالية للحكومة "تمكنت من دخول الحي رقم اثنان وهي تحاول بسط سيطرتها الكاملة عليه وهو أمر نتوقع حصوله اليوم إن شاء الله"، في حين أن تقدمها على الجبهة الثانية أي في "الحي رقم ثلاثة يسير بوتيرة أبطأ".
وشدد الناطق على أن "المعركة عسكريا انتهت"، وأن "إعلان النصر لن يطول كثيرا"، من دون أن يحدد متى يتوقع حصول ذلك.
وأضاف أن تقدم قوات "البنيان المرصوص" تم "بفضل من الله ومن سلاح الجو الأمريكي" الذي شن الأحد "أكثر من خمس غارات على مواقع" الجهاديين في سرت، مشيرا إلى أن هذا الإسناد الجوي أدى إلى تقليل الخسائر البشرية في صفوف القوات الحكومية.
وأوضح أنه "قبل التدخل الأمريكي كان الهجوم يكلفنا ما بين 35 و40 شهيدا، أما الآن فأصبحت خسائرنا أقل بكثير واليوم تحديدا سقط لنا في المعركة ثلاثة شهداء فقط".
"انهيار في صفوف العدو"
من جهته قال محمد مصطفى الفقيه أحد القادة الميدانيين في سرت لفرانس برس "حصل انهيار في صفوف العدو وعدم تنظيم الصفوف، فاستغلينا الموقف وواصلنا تقدمنا لغاية قاعات واغادوغو والمصرف التجاري. حاليا نحن متمركزون في هذا المكان وإن شاء الله في الأيام المقبلة نتقدم نحو شارع مراح وباقي الأماكن الموجود فيها العدو".
وكان المركز الإعلامي لعملية البنيان المرصوص أعلن السبت السيطرة على مبنى إذاعة كان الجهاديون يستخدمونه لبث دعايتهم. وقال المركز في بيان إن "قواتنا تبسط سيطرتها على مبنى إذاعة مكمداس الخاصة (مراقبة المحاسبة سابقا) بعد عمليات تمشيط واسعة للمناطق التي سيطرت عليها مؤخراً.
وأضاف أن "مبنى الإذاعة يعد أحد أهم المراكز الإعلامية التابعة لعصابة ’داعش‘ (تنظيم ’الدولة الإسلامية‘) بمدينة سرت ويقع بالقرب من مجمع قاعات واغادوغو".
وقال المقاتل عمر الحسناوي لفرانس برس إن الجهاديين "تم دحرهم من مجمع واغادوغو الذي كانوا متحصنين بداخله لأكثر من شهرين بفضل من الله ومن قيادة عملية البنيان المرصوص ومن الشباب الذي أتوا من جميع المدن الليبية لدحر هذا الطغيان و الإرهابيين المتحصنين الآن في الأحياء السكنية".
وجال مصورو فرانس برس داخل مباني جامعة سرت ومركز واغادوغو حيث لا تزال الشعارات الجهادية شاهدة على فترة احتلال التنظيم المتشدد لهذه المباني.
وداخل قاعات مركز واغادوغو كان الدمار سيد الموقف، بحسب المصور الذي شاهد أمام المركز مجموعة من مقاتلي القوات الحكومية وهم يرفعون شارة النصر وبأيديهم لافتة للتنظيم كتب عليها "نقاتل في ليبيا وأعيننا على روما"، في إشارة الى التهديدات التي ما انفك التنظيم الجهادي يتوعد بها الأوروبيين بالسيطرة على عاصمة المسيحيين الكاثوليك في العالم.
وبعد ثلاثة أشهر على بدء عملية "البنيان المرصوص" لاستعادة سرت التي أصبحت في حزيران/يونيو 2015 معقل تنظيم "الدولة الإسلامية" في ليبيا، أعلنت القوات الموالية للحكومة الأربعاء السيطرة على مقر قيادة التنظيم في مجمع واغادوغو للمؤتمرات.
ومنذ انطلاقها في 12 أيار/مايو، قتل في عملية "البنيان المرصوص" أكثر من 300 من مقاتلي القوات الحكومية وأصيب اكثر من 1800 بجروح.
وقد دخلت القوات الموالية لحكومة الوفاق في 9 حزيران/يونيو إلى سرت ونجحت في تطويق الجهاديين في وسط المدينة ثم طلبت مساندة الطيران الأمريكي الذي بدأ في مطلع آب/أغسطس تنفيذ ضرباته على مواقع التنظيم المتطرف.
فرانس24/ أ ف ب