facebook twitter rss
v





العودة  

جديد مواضيع منتديات بيت العرب الجزائري


قسم قضايا المجتمع


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-08-15, 01:28 PM   #1
hakimdima
مشرف الأقسام التعليمية


العضوية رقم : 10954
التسجيل : Jul 2016
العمر : 39
الإقامة : الجزائر
المشاركات : 6,072
بمعدل : 2.00 يوميا
الوظيفة : متعاقد
نقاط التقييم : 10
hakimdima is on a distinguished road
hakimdima غير متواجد حالياً
معلومات الإتصال :
افتراضي التربية

تمرُّ الأمة الإسلامية بأوقات من الأزمات تعقبها أوقاتٌ من الصحوات، وأوقاتٍ من الكرب تليها أوقاتٌ من الفرج، وهكذا دواليك......

تتعاقب عليها هذه المراحلُ تبعًا لبُعدها وقربِها من المنهج القويم؛ كتابِ ربها وسنة نبيِّها.

وفي كل الأوقات يتساوى العلاج تقريبًا، ألا وهو منهج تربوي سلفي أصيل، منبثقٌ من كتاب الله ومن سنة رسول الله بفَهم السلف الصالح، منهج تربوي يُطبق على أرض الواقع لا في الحلقات المسجدية فقط، ولا في التنظيرات التأصيلية فقط، ولا في المقالات الصّحفية فقط.

وهذا هو ما كان يفعله النبيُّ مع أصحابه، كان يربِّيهم ويرشدهم ويُقَوِّم سلوكهم، في وقت الشدة والضيق، وفي وقت السَّعة والرخاء، وفي وقت الهزيمة والانتصار.

وضع النبي منهجًا متكاملاً متوازنًا للتربية، غايتُه تحقيق العبودية لله - عز وجل - على مستوى الفرد وعلى مستوى الجماعة، باختِلاف الأوقات والعادات، وباختلاف الأماكن والبيئات.

وما كان ذلك إلا لأن التربية ضرورةٌ بشرية، وحاجة مُلحة، وقيمة أخلاقية، لا بد منها لقيام المجتمعات الصالحة.

وهذا ما رأيناه في بداية الدعوة في دار الأرقم بن أبي الأرقم.

ورأيناه على مدار ثلاث عشرة سنة قضاها النبي في مكة.

ثم رأيناه في مسجد النبي بعد الهجرة.

ورأيناه على مدار عشر سنين في المدينة حتى صعدتْ روحُه الطاهرة إلى الرفيق الأعلى.

يأتيه خَبَّابُ بْنُ الأَرَتِّ فيشكو: "ألاَ تستنصرُ لنا، ألا تدعو الله لنا؟".
فيكون الجواب: ((كان الرجلُ فيمن قبلكم يُحفَر له في الأرض، فيُجعل فيه، فيُجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيُشَق باثنتين، وما يصدُّه ذلك عن دينه، ويمشَّط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، واللهِ لَيُتِمَّنَّ هذا الأمرَ، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا اللهَ، أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون))[1].

يُعَيّر أبو ذَرٍّ رجلاً بأمِّه فتكون التربية: ((يا أبا ذرٍّ، أعيَّرتَه بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية، إخوانُكم خَوَلُكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده، فليُطعِمْه مما يأكل، وليُلبسه مما يلبس، ولا تكلِّفوهم ما يَغلِبهم، فإن كلَّفتموهم فأعِينُوهم))[2].

يأتيه شابٌّ فيقولُ: يا رسولَ اللهِ، ائذنْ لي في ال***، فيقومه النبي ويربيه: ((أتُحبُّه لأمِّكَ؟))، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناسُ يُحبونَه لأمهاتِهم))، قال: ((أفتحبه لابنتك؟))، قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لبناتهم))، قال: ((أفتحبه لأختك؟))، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لأخواتهم))، قال: ((أفتحبه لعمتك؟))، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لعماتهم))، قال: ((أفتحبه لخالتك؟))، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لخالاتهم))، قال: فوضع يده عليه وقال: ((اللهم اغفر ذنبه، وطهِّر قلبه، وحصِّن فرجه))، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء[3].

يأتي أسامةُ حِبُّه فيشفع في امرأة مخزومية، فيكون التقويم: ((أتشفع في حدٍّ من حدود الله؟!))، ثم قام فاختطب، ثم قال: ((إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف، تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف، أقاموا عليه الحد، وايمُ الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقتْ، لقطعتُ يدها))[4].

هذا ما رأيناه وما تعلمناه من النبي المعلِّم.

ولو فُقدت معالم هذه التربية، فلن يوجد مجتمع إسلاميٌّ صافٍ، ولن تقوم دولة الإسلام، ولن تقوم للمسلمين قائمة، بل ولن تجد إلا جيلاً مهترئًا من أصحاب النعرات والحزبيات والعصبيات والهمجيات.

لن تجد إلا جيلاً يتكلم أكثر مما يعمل، ويجادل أكثر مما يعلم، ويسيء أكثر مما يُحسن.

لن تجد إلا جيلاً هدفُه اقتناص الأخطاء، وغايته انتقاصُ العلماء، وسمتُه تجهيل الآراء.

لا بد من التربية؛ حتى لا تضيع جهود الصحوة، وجهود القادة، وجهود الشباب المسلم.

لا بد من التربية؛ حتى ينفع العلم، وحتى تنجح الدعوة، وحتى تُقبل النصيحة.

لا بد وأن نحاكيَ المنهج النبوي التربوي الذي كان نتاجُه هذا الجيلَ الفريد الذي لم ولن يرى التاريخ مثله، جيلاً راسخًا في الدين، عازفًا عن الشهوات، زاهدًا في الدنيا، متفانيًا في سبيل مرضاة الله.

جيلاً حولتهم تربية النبي من رعاة للإبل، إلى قادة للأمم.

لا بد من هذه التربية لبناء الشخصية المسلمة القوية المتكاملة في بنائها العلمي والعملي، والدعوي والنفسي، والجسدي والعقلي.

لا بد وأن نتربى على الصدق في التعبير.

لا بد وأن نتربى على ثقافة التغيير.

لا بد وأن نتربى على العدل والإنصاف.

لا بد وأن نتربى على إحسان الظن.

لا بد وأن نتربى على تحمُّل المسؤولية.

لا بد وأن نتربى على مراعاة الآخرين واحترام الآراء.

لا بد وأن نتربى على مراجعة النفس ومحاسبتها.

لا بد وأن نتربى على فقه الأولويات وواجب الوقت.

قال أحد السلف لابنه: يا بني، لأَنْ تتعلمَ بابًا في الأدب أحبُّ إليَّ من أن تتعلم سبعين بابًا من أبواب العلم.
منقول


hakimdima غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
التربية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: التربية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مسابقة توظيف مشرف التربية بوزارة التربية الوطنية hakimdima قسم أخبار التوظيف 0 2016-08-10 09:35 AM
اعلان توظيف 3285 مشرف التربية وزارة التربية الوطنية.2016-2017 سليمان سونيك قسم أخبار التوظيف 0 2016-07-25 06:33 PM
توظيف في مديرية التربية matic dz قسم أخبار التوظيف 0 2016-07-05 08:29 PM
مقياس علوم التربية:التربية عبر العصور الأمل المزهر قسم فضاء الجامعات 7 2014-12-07 01:02 PM
بخصوص أقسام التربية و التعليم .. Dr.Spears قسم التعليم الثانوي 19 2013-07-17 02:00 PM


الساعة الآن 02:15 PM


Designed & Developed by : kakashi_senpai
Preview on Feedage: %D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML