نحتاج إلى قراءة المشهد السياسي المصري بتأنٍّ:
1- بنية التحالف العلماني الفلولي تتفكك؛ بسبب عدم وضوح الرؤية لما هو قادم
وهذا يدفع بعض مكونات التحالف لاتخاذ "ردة" فعل عكسية متطرفة.
2- الرموز ينسحبون بهدوء نحو موقع "المتفرج"، فإذا وقعت أخطاء من أتباعهم سَهُل
عليهم التبرؤ منها، وإذا وقعت أخطاء من مؤيدي الرئيس، هاجوا!
3- الإطار الزمني المتاح ل***** أي تآمرات خارجية أو مناورات داخلية ضيق جدًّا، لا
يتعدى 10 أيام، وهذه المدة تتطلب الخروج عن النص واتّباع آليات أكثر حدة وإثارة
للفوضى.
4- من الواضح أن المحتجين يرمقون "البُعد الخارجي" عند رسم سيناريو الاحتجاجات.
5- من المحتمل أن يبدأ هؤلاء في اتّباع إستراتيجية استفزاز من خلال الاحتكاك
أو الهتاف؛ تلمسًا لتصعيد يفتقدونه منذ إخفاقهم في محمد محمود ومحيط السفارة
الأمريكية، وسعيًا لبناء دوافع عرضية للاحتجاج تدعم الدافع الأساسي الذي يعجز
عن القيام بالمهمة.
6- بسبب ضبابية الرؤية، قد يقررون في اللحظات الأخيرة، إلغاء فعاليات الاتحادية أو
تقليصها إلى مستوى رمزي.
7- الواقعية السياسية ستدفع قادة التحالف مع اقتراب موعد الاستفتاء وتبيَّن توجهات
الشعب، للانشغال بتحديد مواقفهم من الانتخابات، وإعادة بناء خارطة تحالفات جديدة.
ماذا نفعل ؟
(1) مواجهة "التحرش السياسي" بأن ندعهم يبادرون بالخطأ الأول، دون تدخل أو
احتكاك؛ لكشفهم أمام الرأي العام.
(2) بعد مليونية الشرعية والشريعة لم يعد هناك مجال للحديث عن أغلبية، حتى لو
كان حشدهم اليوم كبيرًا؛ لذلك هم يعزفون على وتر "تقسيم البلد" "صراع أهلي"
فلا نُعطِهم الفرصة لتأكيد مزاعمهم بحراك ميداني لا داعي له.
(3) الاحتجاجات العلمانية تدعم حملات دعم الدستور بصورة غير مباشرة؛ لأنها تدفع
الجماهير للبحث عن الاستقرار.
(4) تحويل فعاليات التعريف بالدستور إلى تجمُّعات حاشدة لدعم قرارات الرئيس.
(5) تكوين عدد من المجموعات قليلة العدد (3 أشخاص مثلاً) متنوعة الانتماءات من
أعضاء التأسيسية للظهور الإعلامي؛ لكي يرى الناس مستوى التنوُّع داخل الجمعية
وذلك بدلاً من الحرص على استضافة الأعضاء الإسلاميين، وكأننا نؤكِّد الاتهامات
الباطلة.
(6) من المهم أن تكون لدينا إستراتيجية مواجهة فورية لأي تطورات مفاجئة، فالدستور
أول وأهم خطوات بناء النظام، وهناك قُوى كثيرة داخليًّا وخارجيًّا لن تقبل بذلك.
اللهم احفظ بلادنا وشعبنا من كل سوء!!
الكاتب: أحمد فهمي.
المصدر: قصة الاسلام.