جوعت فلانا وأجوعته : تركته بلا طعام حتى جاع ؛ والكلب معروف ؛ وكذا الاتباع . والمثل ظاهر المعنى.
وقيل : أوّل من قاله ملك من ملوك حمير كان جبارا عنيفا على أهل مملكته يغصبهم أموالهم وما في أيديهم .
وكانت الكهنة تخبره أنهم سيقتلونه وهو لا يبالي بذلك. وسمعت امرأة له أصوات السؤال فقالت له :
إني لأرحم هؤلاء لمّا يلقون من الجهد ونحن في العيش الرغد وإني أخاف أن يكونوا عليك سباعاً بعد أم كانوا لك أتباعا! فرد عليها :
" جوع كلبك يتبعك! " فأرسلها مثلا.
ثم إنّه لبث كذلك زمانا ثم أغزاهم مع أخيه فغنموا ولم يقسم فيهم شيئا. فقالوا لأخيه :
قد ترى ما نحن فيه من الجهد ونحن نكره خروج الملك منكم إلى غيركم فساعدنا على قتل أخيك وأجلس مكانه!
وعرف أخوه بغيه واعتداءه فأجابهم إلى ذلك فوثبوا عليه وقتلوه.
فيقال إنّه مر به رجل يقال له عامر بن جذيمة وهو مقتول وقد سمع قوله : جوع كلبك يتبعك!
فقال: ربما أكل الكلب مُجَوِّعُه إذا لم ينل شبعه!
وقال أبو جعفر المنصور يوما لقواده : صدق الإعرابي حيث يقول : أجع كلبك يتبعك!
فقال له أبو العباس الطوسي : بعضهم يا أمير المؤمنين أخشى أن يلوح له رجل برغيف فيتبعه ويدعك!
منقول