يحدث التذبذب حين تكون قرارات الوالدين مترددة بين القبول والرفض!!!؟.
وتكون أفعالهم حائرة بين الإقدام ثم المنع والإلغاء!؟.
وتكون آراؤهم متأرجحة بين اللحظة والأخرى!؟.
فتتولد حالة من التخبط الأسري؛ تسمى (العائلة البندولية)!!!؟.
فالوالدان بندوليان!!!؟.
والقرارات بندولية!!!؟.
والأفعال بندولية!!!؟.
والأبناء حائرون، حائرون، حائرون!!!؟.
وما هي أبرز سمات هذا الخطأ؟!:
1-أن يعد الوالدان الأبناء بشيء، ثم يتراجعا!.
فينشأ في الأبناء شعور غريب يسمى (آمالٌ ... ورمال)!.
وترجمته؛ هي أن يصرخ الأبناء:
إن وعودكم ما هي إلا أحلام هلامية؛ فليس لها قرار، وأمالٌ رملية، ليس لها دوام!.
2-أن يتوعد الوالدان الأبناء بعقاب معين، ثم يتراجعا!.
فيعطي هذا السلوك رسالة سيئة للأبناء؛ مفادها:
هذا الشعار القاسي (لن تراعوا ... إنها قرقعة بلا طحن)!!!؟.
3-أن يغيب الحسم في تنفيذ قرار معين!.
4-أن يقرر الوالدان شيئاً، ثم يعدلا عنه!.
أي الموافقة ثم يتبعها الرفض!.
فتتولد رسالة مؤلمة للأبناء تقول: (إن قراراتنا كرات ثلجية!!!؟).
أي لا تصمد أمام الظروف المكانية والزمانية!.
5-أن (ترفض ثم تغير رأيك بعد ذلك)!!!. [1]
وهي سياسة سلوكية غريبة؛ يسمونها (سياسة التيار المتردد)!!!.
لهذا يتولد شعور غريب عند الأبناء؛ ورسالة سلبية قاسية؛ وهو أنهما عندما يسمعون والديهم يقرران شيء؛ فإنهم يبتسمون ولسان حالهم يقول: ليتكما تصدقان ، ليتكما تحسمان، ليتكما تنفذان، ليتكما ... لقد حيرتمونا!!!؟.
ما هي الآثار السلبية لهذا التذبذب على الأبناء؟!:
وهذه الآثار عبارة عن رسائل سلبية تترسخ في نفوس الأبناء؛ كنتيجة لهذا التذبذب القراراتي للوالدين!.
ثم آثار سلبية على شخصيات ومستقبل الأبناء؛ كنتيجة لهذه الرسائل السلبية!؟.
أولاً: ما هي أخطر الرسائل السلبية لهذا السلوك الوالدي في نفوس الأبناء؟!:
1-هذان الوالدان مترددان، متذبذبان، ومهزوزان!.
2-لا تصدقوا قرارات الوالدين!.
3-لا تثقوا في وعودهما!.
4-لا تأبهوا لوعيدهما!.
ثانياً: ما هو حصاد هذه الرسائل السلبية؟!:
ونقصد به؛ الآثار السيئة على سلوكيات وشخصيات ومستقبل الأبناء!.
وهذه السلوكيات وهذه الآثار تتجمع كلها لتكون شخصية من الشخصيات الآتية:
1-المتذبذب؛ وذلك بفعل الآبائية وتأثره بوالديه!.
2-السلبي!.
3-المنطوي!.
4-المهزوز!.
فما هي أبرز أسباب هذا الخطأ؟!
1-ضعف شخصية الوالدين:
ورسالتها إلى الأبناء (أنا ... مهزوزٌ ... مهزوز ... مهزوز)!!!.
2-تضارب شخصية الوالدين:
فينشأ الأبناء وكأنهم في حظيرة للدواجن؛ يتصارع فيها الوالدان، ويتناحران كالديكة أمام الأبناء!.
3-الازدواجية التربوية:
وذلك بأن يكون هناك فجوة في التفاهم بين الوالدين بعضهما البعض، أو بين الوالدين والأجداد، أو بين الأسرة والمعلمون في المدرسة والمشرفون في النادي!.
فيصبح الأبناء مشتتون، حائرون بين قرارات وتعاليم وقيم مختلفة المصادر، ومتضاربة الأهداف!.
ويكون لسان حال الأبناء؛ هذا الشعار:
(ريسين ... في سفينتنا)!.
مراجعاتٌ ... نفسية!؟:
ونقصد بها؛ الخطوات العملية لعلاج هذا التذبذب الوالدي.
لذا على الوالدين أن يقفا لحظات ليراجع كلٌ منهما نفسه!.
وليضعا حداً للعواقب التربوية والنفسية لهذا التردد والتذبذب.
فكيف نجيد مهارات علاج التذبذب الوالدي؟!.
أو كيف نتعود عملياً على فن الحسم في القرارات؟!.
1-قاعدة تبادل الأدوار!:
فعلى الوالدين أن يمارسا لعبة ظريفة وطريفة؛ وهي لعبة أو (قاعدة تبادل الأدوار)!!!؟.
فيتصور الواحد منهما نفسه يتعامل مع مديره أو مسؤوله: والذي له نفس صفاتهما؛ وهي التردد الآرائي والتذبذب القراراتي!!!.
فماذا عساه أن يفعل في وجه هذا المدير؟!.
وماذا عساه أن يتوقع من قراراته المترددة الحائرة!.
لهذا يجب علينا أن نرى الصورة كما يراها الآخر!.
أو أن نرى الشاطئ من الجهة المقابلة؛ من الشاطئ الآخر!.
2-لا تتردد يحبك الله!:
لهذا كانت التربية القرآنية تربي المسلم على مبدأ الحسم وعدم التردد؛ في كل أموره وقراراته:
"فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ". [آل عمران 159]
3-التردد يفتح عمل الشيطان!:
وكذلك كانت توصياته صلى الله عليه وسلم بالمضي، وعدم فتح أعمال الشيطان:
"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير. احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز، وإن أصابك شيء؛ فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان". [2]
4-ما أقساه من تشبيه!:
بل إنه صلى الله عليه وسلم ربط بين التردد والنفاق:
"مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة". [3]
والعائرة؛ أي المترددة الحائرة، التي لا تدري أيهما تتبع، وتعير؛ أي تتردد وتذهب!.
بل شبهه الحبيب صلى الله عليه وسلم في موضع آخر؛ بالمنبوذ، المطارد، المكروه من الجميع!!!؟:
"مثل المنافق مثل الشاة العائرة بين الغنمين؛ إذا أتت هذه نطحتها، وإذا أتت هذه نطحتها". [4]
5-هل من اتفاق على المعايير؟:
ونقصد به أن تجتمع الأسرة؛ بكل أفرادها؛ لوضع معايير المنزل!.
وليسموها اسماً معبراً محبباً ومحفزاً؛ مثل (لائحة مملكتنا الحبيبة)!!!؟.
والمشاركة من الجميع؛ ستعطي للمعايير قوة!.
والاتفاق الجماعي مع المشاركة؛ ستصنع الفاعلية في تنفيذ المعايير!.
6-المعالجة السببية!:
وهو أن نفتش في أنفسنا؛ ونواجه ما بها من أسباب؛ تؤدي بنا إلى ذلك الخطأ!.
والبداية أن نحاسب أنفسنا؛ فنعالج الأسباب!.
7-استمطار العون الإلهي!؟:
وذلك بأن ندعوه سبحانه؛ أن يلهمنا شكر نعمه وأعظمها نعمة الإسلام وتوحيده، وأن يعيننا للعمل الصالح المتقبل، وأن يصلح لنا ذرياتنا، ويتوب علينا ويتم نعمه بأن يحسن خاتمتنا؛ فيتوفانا مسلمين ويتقبل منا أحسن ما نعمل، ويتجاوز عن سيآتنا في أصحاب الجنة:
"رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ. أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ". [الأحقاف 15و16]
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
الحواشي:
[1] [التربية الذكية ـ حلول سريعة ودائمة من أجل راحة الآباء وتنمية ثقة الأطفال في أنفسهم: د.لاري جيه كوينج ـ الطبعة الأولى ـ 2004م ـ مكتبة جرير ـ الرياض ـ 151-173 بتصرف]
[2] [صحيح مسلم ـ جزء 4 ـ صفحة 2052 ـ رقم 2664]
[3] [صحيح مسلم ـ جزء 4 ـ صفحة 2146 ـ رقم 2784]
[4] [المعجم الأوسط ـ جزء 4 ـ صفحة 298و ـ299 ـ لم يرو هذا الحديث عن صفوان بن سليم إلا عبد العزيز بن الحصين تفرد به الوليد]
منقول ..
(تركت الموضوع كما هو ولم أقم بتنسيقه كما ينبغي ...وربما أيضا يكون فيه شيئا من الإطالة ..لكنه فعلا بغض النظر عن هذا وذاك ..يحوي معلومات أحسبها قيمة ومفيدة ..فآمل أن ينتفع بها الغير ..)