[SIZE=أكاديمي]لا تتوقف الصغيرة بيسان ضاهر، ابنة الـ 8 سنوات، عن البكاء كلما حَدّثتها إحدى زميلات مقعدها الدراسي، عن خطط رحلة التنزه التي سينطلقون بها برفقة عائلاتهن خلال أيام العيد.
فمنذ اليوم ستقضي بيسان، صاحبة الشعر الأسود القصير والبشرة البيضاء، أعيادها بلا أسرة، بعد أن قتلت طائرات الاحتلال، جميع أفراد عائلتها، عدا شقيقها الأكبر، خلال حربها الأخيرة على قطاع غزة.
وتقول بيسان، التي ما زالت آثار الحروق بادية على جبهتها عقب نجاتها بأعجوبة من الصواريخ الإسرائيلية التي استهدفت منزلهم في حي الشجاعية، 'كان نفسي (كنت أتمنى) يكون بابا وماما واخواتي عايشين (على قيد الحياة) عشان (كي) أكون فرحانة زي (مثل) كل صحباتي (صديقاتي)'.
وبعد أن هدأت بيسان من نوبة بكاء وصمت لدقائق، أضافت لوكالة الأناضول: 'ليش (لماذا) قصفتنا 'إسرائيل'، وقتلت عائلتي، العيد مش راح (لن) يكون حلو (جميلا) وهم ليسوا هنا، يا ريت (يا ليتهم) يرجعوا كلهم'.
وأكملت: 'لن اشتري ملابس العيد، بابا (أبي) مش هياخدني (لن يأخذني) أشتريهم، وماما (أمي) مش راح (لن) تمشط شعري بعد اليوم، وتعطيني شوكولاتة، أنا زعلانة كتير (حزينة جدًا)'.
واحتجزت بيسان أسفل أنقاض منزلهم المدمر لمدة 9 ساعات متواصلة، إلى أن تمكنت الطواقم الطبية الفلسطينية من انتشالها، بينما لقي والداها وأربعة من أشقائها مصرعهم.
شقيق بيسان، الشاب العشريني 'إياد'، الذي نجى من الموت أيضًا، يقول إن 'فرحة العيد في منزلهم قتلتها 'إسرائيل'، منذ أن قصفت بيتهم، ورحل أفراد عائلته للأبد'.
وأضاف صاحب اللحية الطويلة: 'نستقبل العيد بحزن وأسى، ما فعلته 'إسرائيل' بحق أسرتي والمئات من عائلات غزة، مجزرة وجريمة، يجب أن تعاقب عليها'.
ويتمنى إياد لو أن إخوته وأبيه ما زالوا أحياءً، كي يذهب معهم لأداء صلاة العيد، وزيارة الأقارب، مضيفًا: 'لا نشعر بأي من هذه المظاهر نحن لا نملك أسرة ولا بيت حتى نحتفل بالعيد، جراحنا لم تلتئم بعد، ولا أظنها ستكون كذلك'.
وتسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بتدمير نحو 9 آلاف منزل بشكل كلي، و8 آلاف آخرين بشكل جزئي، وفق إحصائيات رسمية فلسطينية.
وبدموع وصوت مخنوق تتساءل سالي الحلو '24 عامًا' عن الذنب الذي اقترفه صغارها الثلاثة، كي يعيشوا بقية حياتهم أيتامًا، بعد أن أحالت الطائرات الإسرائيلية منزلهم إلى ركام، فقتل والدهم على إثر ذلك.
وتتابع الأم لثلاثة أطفال لم يتجاوز صغيرهم العام ونصف العام، 'أفتقد زوجي محمد كثيرا، لا أصدق بأنه رحل وأننا سنقضي العيد بدونه، ولن يكون لنا عيد منذ اليوم'.
ولا تجد الحلو ردًا على أسئلة أبناءها المتكررة 'ماما أين بابا؟، لماذا لا يحضر لنا ثياب العيد والحلوى؟'، موضحة: 'أبنائي يشعرون بأن العيد ليس كما في كل عام، جميعنا نشعر بالحزن'.
واستدركت: 'لقد كان محمد يصطحبنا لشراء الثياب، يحضر لي مستلزمات صناعة حلوى العيد، نخرج معًا، نضحك ونعلب مع أطفالنا، الآن من سيفعل كل هذا، عن أي فرحة سنتحدث بعد اليوم'.
واستشهد محمد الحلو، مع 11 فردًا من عائلته، نتيجة قصف طائرات الاحتلال لمنزلهم وهم متواجدون بداخله، في حي الشجاعية، وكانت زوجته سالي، غادرت منه قبل القصف بثلاثة أيام، لبيت أسرتها، في محاولة منها لتهدئة أبناءها بعيدا عن القصف المتواصل بجوار بيتهم.[/SIZE]