الاتحاد الأوروبي يصعد لهجته ضد بريطانيا.. احزموا حقائبكم
واخرجوا فورا
صعدت اوروبا المصدومة أمس من لهجتها ضد بريطانيا غداة تصويت الاخيرة لصالح
الخروج من عضوية الاتحاد الاوروبي.
وطالبت الدول المؤسسة للاتحاد (ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا
ولوكسمبورغ)، لندن ببدء مفاوضات الانفصال بأسرع وقت ممكن.
واعلن وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير في مؤتمر صحافي عقب ختام اجتماع
لوزراء خارجية الدول الست المؤسسة للاتحاد في برلين أمس ان هذه الدول ترغب في ان
تبدأ بريطانيا في اسرع وقت عملية الانفصال.
بدوره، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت الاتحاد الأوروبي للمضي قدما
وبسرعة لتحديد شروط خروج بريطانيا من التكتل قائلا إن الدول الأعضاء الباقية في
الاتحاد بحاجة لمنحه هدفا جديدا لتجنب سيطرة النزعة الشعبوية على دفة الأمور.
وقال إيرولت إن «المفاوضات الخاصة بخروج بريطانيا من الاتحاد يجب أن تنطلق
بسرعة للصالح العام»، مطالبا لندن بتعيين رئيس حكومة جديد فورا.
ومن جهته، قال وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن إنه يتعين على بريطانيا ألا
«تلعب لعبة القط والفأر» بتأجيل المفاوضات بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي.
من جانبه، شدد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر على ان خروج بريطانيا من
الاتحاد لن يكون «طلاقا ودّيا»، وطالب لندن بأن تقدم على الفور طلبها للخروج.
وحمل رئيس #البرلمان الأوروبي مارتن شولس بشدة على رئيس الوزراء البريطاني
ديفيد كاميرون واصفا قرار استقالته في أكتوبر المقبل وليس غداة الاستفتاء
بالـ«مخزي».
في غضون ذلك، طالب أكثر من مليون بريطاني مجلس العموم (#البرلمان) بإجراء
استفتاء ثان حول عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي، وذلك في أعقاب تصويت
أغلبية بسيطة من البريطانيين (51.9%) لصالح الخروج من التكتل الأوروبي.
جاء ذلك في عريضة إلكترونية وقعها بريطانيون على الموقع الإلكتروني لمجلس العموم.
وينص القانون البريطاني على أن مجلس العموم يبحث في أي عريضة في حال وقعها
100 ألف مواطن، في حين تجاوز عدد الموقعين على العريضة الإلكترونية المطالبة
بإعادة الاستفتاء 10 أضعاف هذا العدد.
وبحسب صحيفة «ذي غارديان» البريطانية، فإن موقعي العريضة الإلكترونية طالبوا
بتطبيق قاعدة تنص على إعادة الاستفتاء في حال كانت نسبة الاقتراع أقل من 75%،
ونسبة أصوات أي من فريقي البقاء والمغادرة، أقل من 60%.
وجاءت هذه المبادرة في أعقاب توقيع 100 ألف مواطن بريطاني عريضة أخرى تطالب
عمدة مدينة لندن صادق خان بإعلان استقلال العاصمة عن المملكة المتحدة، وطلب
عضويتها في الاتحاد الأوروبي.
وجاء في العريضة اللندنية أن العاصمة مدينة دولية و«دعونا نواجه الواقع، بأن غالبية
البلاد لا تشاركنا الرأي، فيما نحن نريد البقاء في قلب أوروبا».
وأشارت «ذي غارديان» إلى أن غالبية الموقعين على العريضة الالكترونية المطالبة
باستفتاء ثان، ينحدرون من المدن الرئيسية في المملكة المتحدة، وخصوصا لندن التي
صوتت لمصلحة البقاء في الاتحاد الأوروبي.
ويؤشر ذلك إلى تعاظم الهوة السياسية والثقافية بين سكان المدن في اسكتلندا وايرلندا
الشمالية ولندن من جهة، واطراف المدن والأرياف من جهة اخرى، إذ ينحو الأخيرون
أكثر إلى اليمين، في انقسام يعزز المطالبات بمزيد من اللامركزية في اتخاذ القرارات.
ومن جانبها، أعلنت ناطقة باسم مجلس العموم أن موقعه الإلكتروني توقف عن العمل
نتيجة «تدفق المستخدمين بكثافة وفي وقت متزامن، للتوقيع على عريضة واحدة،
وبنسب أعلى من أي وقت مضى».
وستبحث لجنة مختصة في #البرلمان البريطاني هذا الطلب وغيره، إذ أن هناك عريضة
ثانية حازت على التواقيع المطلوبة، دعا الموقعون عليها إلى اجراء انتخابات عامة لأن
«الحكومة خدعتنا».
ويرى مراقبون ان هذه المناقشات لا تلزم بأي عملية تصويت او اصدار قرار، ولا يمكن
بأي من الاحوال ان تؤدي الى اعادة النظر في نتيجة الاستفتاء.
وتعكس هذه التطورات حالة الانقسام الذي تعيشه بريطانيا اكثر من اي وقت مضى بعد
صدمة الخروج من الاتحاد الاوروبي.
وتجلت هذه الاختلافات بين اراء الناخبين في عناوين الصحف البريطانية امس، إذ كتبت
صحيفة «ديلي ميل» الشعبية المشككة باوروبا «انه اليوم الذي نهض فيه شعب بريطانيا
الهادئ امام الطبقة السياسية المتغطرسة والبعيدة عن الواقع وامام النخبة المتعالية في
بروكسل»، واشادت «ذي صن» و«ديلي ميل» بشجاعة الشعب البريطاني،اما في معسكر
مؤيدي البقاء فتساءلت صحيفة «ديلي ميرور»،«ما الذي سيحصل الآن؟».
وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، عبر الشبان الذين صوتوا بشكل مكثف من اجل البقاء
عن غضبهم ضد الناخبين الاكبر سنا الذين يتهمونهم بتعريض مستقبلهم للخطر.
وتساءل البعض «ماذا فعلنا؟».
وفي المقابل، واصل معسكر الخروج الاحتفالات بـ«يوم الاستقلال».
وعرض زعيم حزب يوكيب المناهض لاوروبا الاحتفال بـ23 يونيو كعيد وطني.
المصدر: صحيفة الندى