تاريخ النضال الكوبي

[عنقاء]

تاريخ النضال الكوبي

يبدأ التاريخ الثورى بكوبا بتمرد في عام 1868 والذى عرف بعد ذلك بحرب "السنوات العشر" فقد كانت الرغبة فى الاستقلال عن إسبانيا التى كانت تحتل كوبا وقتها هو شعلة هذا التمرد بقيادة "كارلوس مانويل دى سيسبيديس"، ولكن الولايات المتحدة رفضت الاعتراف بالحكومة الكوبية لذلك استمرت تلك الحرب طويلا حتى أنهتها معاهدة "زانخون" بوعد إسبانيا إعطاء المزيد من الحكم الذاتي لكوبا، بحسب ما جاء في كتاب "حياتى" لفيدال كاسترو وأجناسيو رامونيت.

في عام 1898 وقعت الولايات المتحدة وإسبانيا معاهدة باريس التي أسفرت عن تخلي إسبانيا عن سيادتها الكاملة على كوبا لتقع تحت سيطرة الولايات المتحدة، ثم جاء الرئيس الأمريكي "روزفلت" وألغى المعاهدة ومنح كوبا الاستقلال عن الولايات المتحدة عام 1902، ثم ظهرت العديد من الشخصيات النضالية الكوبية في الفترة التي تلت الحرب العالمية الأولى.

فيدل كاسترو

ظهر الديكتاتور "فولجينسيو باتيستا" في عام 1950، وهو نفس العام الذي تخرج فيه المناضل فيدل كاسترو من جامعة "هافانا" ودرس القانون و كان انقلاب "باتيستا" منعه من الوصول للبرلمان الكوبي بحسب ما ذكر الكتاب، لذلك قام كاسترو بتكوين مجموعة قتالية وهاجم إحدى الثكنات العسكرية وترتب على ذلك سقوط 80 من أتباعه وإلقاء القبض عليه، ونفي للمكسيك بعدها التحق بأخيه راؤول ورفاقه الذين كانوا يعدون لإشعال الثورة والتحق إرنستو تشي جيفارا بالثوار في المكسيك ليتعرف على فيدل كاسترو ويصبح جزءا من مجموعته الثورية.

في عام 1959 تمكن كاسترو ورفاقه الثوار من الإطاحة بنظام باتيستا وتسلم سدة الحكم فى كوبا وتحويلها إلى النظام الشيوعي، لتصبح أول بلد تعتنق الشيوعية في العالم الغربى، ليستمر نظامها الشيوعي بعد سقوط الأنظمة الشيوعية في الاتحاد السوفييتي وأوروبا الشرقية، وتعرض كاسترو للعديد من محاولات الاغتيال الفاشلة، وتحول إلى قائد يحتذى به أمام الدول.

إرنستو تشي جيفارا

بحسب ما ورد بكتاب "تشى جيفارا حياة ثورية"، بدأ التاريخ النضالي لجيفارا عام 1954، حيث شارك وقتها في مقاومة الانقلاب العسكري الذي دبرته المخابرات الأمريكية، مما أدى إلى ذياع شهرته وانتشار فكره الراديكالي.

هاجم رجال الثورة الكوبية هافانا في عام 1957 وأسقطوا ديكتاتورية باتسيتا، وهنا لمع نجم جيفارا حيث تمت ترقيته إلى الرجل "الثاني" في القيادة مع فيدل كاسترو، ولكن جيفارا لم يستقر في المناخ السياسي وقرر الاختفاء، وأرسل عام 1965 رسالة لفيدل كاسترو، قدم فيها رسميا استقالته من قيادة الحزب ومن منصبه كوزير ومن رتبة القائد و من جنسيته الكوبية.

وفي بوليفيا كان هدف جيفارا توحيد الصفوف لمواجهة الاستغلال الأمريكي لثورات دول القارة، و في بداية عام 1967 أصبح جيفارا وحيدا مع مقاتليه العشرين يواجه وحدات الجيش المزودة بالأسلحة بقيادة الـ"سي أي إيه"، وفي أحد وديان بوليفيا الضيقة هاجمت قوات الجيش البوليفي المكونة من 1500 شخص مجموعة جيفارا الصغيرة واستمر جيفارا في القتال حتى بعد وفاة أفراد مجموعته وإصابته وقبض عليه وحكم عليه بالإعدام.

راؤول كاسترو

تعاون راؤول وفيدال منذ عام 1950 في إشعال الثورة الكوبية، وكان راؤول قد التحق بالمجتمع الشيوعي في أثناء دراسته الجامعية، وفي عام 1953 شارك مع أخيه في الهجوم على ثكنة مونكادا، في محاولة للإطاحة بنظام باتيستا الاستبدادي، ولكن فشل التمرد وسجن لمدة 22 شهرا مع أخيه ليخرج في عام 1955 بحسب ما ذكر موقع الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

وعقب خروجهم من السجن توجه للمكسيك حيث التقى جيفارا، وقاد راؤول أول جيش عصابات بكوبا والذي بلغ عدته 50000 جندي وساعد الاتحاد السوفيتي في الحرب بأنجولا وأثيوبيا خلال السبعينيات.

يجدر الإشارة إلى أن تقلد راؤول عدة مناصب قبل رئاسة الجمهورية منها رئاسة الحزب الشيوعي، ومنذ توليه حكم كوبا، قام راؤول بعدة إصلاحات وتغيرات كبيرة في الدولة، وأدخل العديد من وسائل الاتصالات في البلاد، وقام بزيادة مرتبات العاملين، كما قام أيضا بصرف معاشات لكبار السن.