سؤال قد يكون غريبا جدا، أليس كذلك؟..
فالكائن الحي إذا عطش، أو احتاج إلى الماء.. فإنه يذهب ليشرب، أو يبحث عن الماء ليرتوي، ويروي قلبه الظامي.. لكن هل الماء يعطش؟.. كيف؟.. ومتى؟.. وهل الماء كونه ماء يشرب أو يرتوي؟..
متى يعطش الماء؟!..
عندما تفقد الإنسانية أسمى معانيها!..
فتصبح كالزورق الضائع في البحرِ في رحلة إلى المجهول، التي لا تجنى من وراء ها إلا الكوارث.. هنا يعطش الماء!..
وعندما تنحني الإنسانية إلى أسفل القاع.. هنا يعطش الماء!..
وعندما يعتنق الإنسان الحياة بلا مبدأ، وبلا هدف.. هنا يعطش الماء!..
وعندما تغفو النفوس في معبد الحق، فتستتر الضمائر خلف قضبان الباطل ؛ موافقة ً لحكمه،. غير رادعة له.. هنا يعطش الماء!..
وعندما تزحف عساكر الباطل نحو مملكة الحق، وحينما يلبس الباطل حقًا، وتزين الرذيلة ُ بثوب العفاف، وعندما تقبر الفضيلة في رمسِ الغفلة.. يعطش الماء!..
وعندما يرى الظلم ولا يستنكر، وحينما تغرق ظلمات النفسِ والأهواء معَ ظلمات المكان.. عندها فقط يعطش الماء، وتبكي الدموع، ويتلوى الألم.
اللهم لا ترينا يوم أن يعطش فيه الماء!.. فلا حياة بعدها!..