تفاعلوا بشكل غير مسبوق مع تطورات الوضع في بلاد النيل:
جزائريون "يتمصّرون" بعد عزل مرسي!
تفاعل الجزائريون بشكل غير مسبوق مع الأحداث المصرية الأخيرة، حيث حفلت
مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات غزيرة تصب في مجملها في مساندة الرئيس
المعزول محمد مرسي، بينما توقع الكثيرون أن يتجه السيناريو المصري إلى ما عاشته
الجزائر من انزلاق في الدموية عقب توقيف المسار الانتخابي في التسعينيات.
ولم تمض سوى دقائق على إعلان وزير الدفاع اللواء عبد الفتاح السيسي عن عزل
الرئيس محمد مرسي وتعطيل العمل بالدستور، حتى اشتعل موقع الفيسبوك بمئات التعليقات
من الجزائريين الذين تفاعلوا مع الحدث بشكل كبير، ونحت أغلبية التعليقات نحو إظهار
قدر واسع من التعاطف مع الرئيس مرسي، واستهجان قرار الجيش المصري في إطاحة
ما اعتبروه رئيسا منتخبا ديمقراطيا.
وكتب جمال مستهجنا التظاهرات المطالبة مرسي بالرحيل قائلا: هناك من يتلوث
جسمه بمخدر العبودية فلا يستطيع العيش من دونه وكما تكونوا يولى عليكم. وعلق آخر
بنبرة ساخرة: مبروك على المصريين إسقاط أول رئيس منتخب. واكتفى آخرون
بمشاركة هتافات تقول "يسقط يسقط حكم العسكر". في حين انصبت بعض التعليقات
على انتقاد موقف حزب النور السلفي، مثلما كتب مصطفى: السلفيون أو من يدعون
اتباع السلف يحرمون الخروج على الحاكم إلا على مرسي فهو جائز شرعا.
وبينما اختلف العالم في توصيف ما حدث بمصر، بين من اعتبره انقلابا عسكريا
وبين من رفض ذلك، اتجهت تعليقات الجزائريين إلى تأييد الرأي الأول مع تسجيل
تعليقات مخالفة، وارتأى البعض تشبيه ما جرى في مصر بإقدام الجيش في بداية
التسعينيات على توقيف المسار الانتخابي حينما كانت الجبهة الإسلامية للإنقاذ قاب
قوسين أو أدنى من اكتساح الانتخابات البرلمانية والفوز بأغلبية المقاعد.
وفي هذا الصدد، كتب عثمان: اليوم لا تلوموا الفصائل الإسلامية إن رفضت
الديمقراطية والانتخابات! وناقض محمد هذا الطرح، قائلا: مرسي سقط، لا لأن الجيش
أزاحه، بل لأن الشعب المصري أسقطه.. لذلك فقد مضى غير مأسوف عليه. بينما
كان لعاطف رأي آخر: ألف عام لن تكون كافية للإخوان للعودة إلى لحكم، أتوا بهم
ثم كشفوا عوراتهم للناس ثم أعادوهم إلى مواقعهم...الغباء تكلفة غالية.
وفي مقابل ذلك، أيدت تعليقات على قلتها عزل الرئيس محمد مرسي، واعتبرت أن قرار
الجيش المصري انتصر للإرادة الشعبية التي تجلت في الطوفان البشري الهائل الضائق
بحكم الإخوان المسلمين واحتكارهم السلطة ورفضهم أي مبادرة للتوافق مع باقي الأقطاب
السياسية المشكلة للمشهد المصري.
من ذلك ما قاله سعيد "ليس من العيب أن يعترف الإخوان بفشلهم في تسيير الدولة..
ينبغي أن نعترف بأن ممارسة السياسة وتسيير الدولة ليست مثل تجييش الشباب وإلقاء
الدروس والخطب الحماسية وإصدار الفتاوى". وصاغ أيمن رأيه بالقول: مرسي الذي
جاء ليسير دولة بمنطق الجماعة، أقصى الجميع وأتى بجماعته لـ"أخونة الدولة" وكل
مؤسسات الدولة، حتى أن حلفاءه من "الإسلاميين" انفضوا من حوله.
ويبدو أن نفور الجزائريين من حال السياسة الجزائرية ورفضهم الخوض فيها، جعلهم
يوجهون الأنظار إلى مصر التي تحفل بأحداث غزيرة ومتسارعة، حيث أبدت تعليقاتهم
تحكما كبيرا في الملف المصري ومتابعة دقيقة لأدق التفاصيل، جعلت بعضهم يدخل في
مساجلات حتى مع المصريين أنفسهم.
وبينما كتب المصري أبو الوليد المعارض لمرسي موضوعا جاء فيه: "لو أنَّ مشكلة
نظام مرسي في الـ12 مليون التي صوَّتت لأحمد شفيق لما كان مرسي في السلطة!! ولو
أن الأزمة في فلول مبارك ما أمكن خلع مبارك، ولو أنَّ الإخوان وحدهم هم من قاموا
بالثورة لكانوا قد قاموا بها منذ 80 عاما، ولو أنَّ مرسي فاز بأصوات الموصوفين
بـ"الإسلاميين" لنجح منذ الجولة الأولى".
ردت إحدى المعلقات الجزائريات تقول: عذرا ولكن رؤيتك ضيقة جدا يا أبا الوليد
تتكلم من منصة واحدة ولو اجترأت على الرؤية من المنظور الآخر وصعدت الى المنصة
الأخرى لاختلف الوضع كثيرا... لو خرج مرسي من يومه لن يبقى في الحكم من الآن
رئيسا واحدا يعمر في منصبه أكثر من عام.
جريدة البلاد