السلام عليكم ورحمة الله
أحضرت لكم قصيدة راائعة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم
كتب هذه القصيدة الشاعر اليمني "أحمد المعرسي" في رحاب الروضة الشريفة كتبها بنفس المُحب والمشتاق لسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم
وحين قراءته لقصيدته التي هي غاية في الروعة والجمال خانته وتخونه العبرات مرات ومرات فأردت أن أنقلها لكم.
من غرة النور لا من غرة الطين
فأي حرفٍ الى معناك يدنيني؟
قلت: السلام وطارت روح تمتمتي
على ذهولي وقالت للمنى: كوني
يا سيدي ها أنا حرف بلا خلدٍ
قذفت في اليم أسراري ومكنوني
وقفت والقبر يدنيني ويبسم لي
ويحتويني إلى روحي ويطويني
وثم معنىً، أراني وجه دهشته
وكان معناك في روحي يُحيّيني
ما غبت عني مدى عمري، فكيف وقد
وقفتُ ضيفك يا ذخر المساكين
هذا أنا واقف قلبي يقُاسمني
قلبي وأنفاس قلبي لا تماريني
إلى جانبك روح لون دهشتها
روحي التي منك يا روح الرياحين
حبيب قلبي، وقال القوم: مد يداً
مددت قلبي وانفاس الشرايين
أنا بطه، وطه سرًّ خالقه
يا سدرة المدح نحو المشتهى ليني
المصطفى سيد الدنيا وفرقدها
نعاله تاج أحلام السلاطين
المصطفى نور انفاس الكمال به
وجدت سري واسراري ومضموني
قرأته دونما صوتٍ، وهل لفتىً
أن يمدح المدح، ذات المدحِ دليني
مقامُ طه مقامٌ شاهق وأنا
في موطن الحب محتار القرابين
أنخت قلبي وأشواقي وعاطفتي
يا سيد الخلق خانتني تلاحيني
إني أحبَّك فوق الحب يا زمنا
ثوى بروحي وذاتي قبل تكويني
يا سيد الحب اني منك في خجل
وحرف حبي فؤاد نصفُ ملحون
من يمدح الضوء في أسمى مراتبه
وأي افقٍ الى معناك يحدوني
أنت الكمالُ وأسرار الكمال وما
في عالم الرشد من دُنيا ومن دين
صلاك ربي كما صلاك مغفرةً
وفيك أسرار تبياني وتبييني
يا من اذا لاح عطر من شمائله
أذكى البرايا وتاه الحين في الحين
سألت ربي وهذا الدمع يشهد لي
إني بمعناك مفتون المفاتين
ان يمنح الصب ما يرجوه ليت فمي
بساط خُفِّك يا تيني وزيتوني
وكان للقبر كفُ من شذىً سطعت
تلوح حتى يقول الصب: ضميني
هذي المقامات والروضات تشرب ما
يزم هجسي وهجسي كالبراكين
لكنني ها هنا حرف بلا لغةٍ
فراشةٌ تاه قلبي في البساتين
أشتم طه بأنفاس الوفود وكم
وجدت انفاس أشواقي تثنيني
طه ملاذي، وما خابت يد وقفت
تقول: طه فراديسي وعليني
يا سيدي يا حبيبي: أي قافيةٍ
عن شاطئ العجز في مدحي تواريني
كل المسافات ما بيني وبين دمي
طه، وطه منى نثري وموزوني
طه نشيد البرايا، ذكره عسل
تذوقه روح انفاس الميامين
معناه ذكر المعاني، آه كم سكرت
روحي، وقالت: خيال الكأس يحييني
يا سيدي في يدي قلب وقافية
وهاجس من بنات الشعر دموني
وبين ما بين شوقي وارتعاش فمي
كونٌ من الشوق مجنون الموازين
شوقي اليك بلا حدً وكان هوىً
عن ليلة القدر يشدو في دواويني
لكل عمرٍ ليالي قدره، وأنا
في عاميّ القدر يا سبعي وعشريني
اليوم ألفيتُ طه قُرب أمنيةٍ
وطاب قلبٌ تبدى كالعراجين
وكنت أسمع ما يوحى لطفل دمي
وأسمع الحضرة الخضراء تشدوني
القبر في دهشةٍ، القبر في خجل
يا حضرة الذات عن معناي رديني
ما بيننا غائم.. نصفي هنا، وهنا
نصفي ونصفي بباب البوح يتلوني
قرأت ما ابتغي لكنها جمل
بيضاء لاحت بحرفٍ غير مسكون
كل الصباحات عند القبر محرمة
إحرام روحي حبيبي لا يغطيني
هبني، ولما سمعت الضوء قال لمن
رأيت حولي ملايين الملايين
كل لدى حبه في كفه جبل
رما استقرت جبالي يا براهيني
سمعت للقبر لما قال واردهم:
امضوا أريجاً لحزني نصف مغبون
لا باعد الله ما بيني وبينكم
يا من هواكم على الدنيا عناويني
أحب كل شغوفٍ في محبتكم
فهم بقلبي منى زهري وكانوني
وأنتم غاية الدنيا وبسمتها
وضحكت البحر في نبض الدلافين
وأنتم في سماء الله جُبَّتها
يا سيد الكون ان المدح يشفيني
أنتم صلاة شجوني، والتفت الى
شيخ جليل ٍ بوجهٍ شبه لاتيني
يقول: طه، ويغفو في مداركه
وأسمع الصوت بين السر واللين
سر تقاطر غيباً وارتمى مهجاً
ودهشة الغيب بين الكاف والنون
هجس المرايا، رفيف العطر.. ما وسعت
مدارك الغيب.. قانون القوانين
نبض الصباحات في طرف النهار وما
يحوي الجمال بذات الخرد العين
وحين قاربت دمع الباب ودعني
قلبي ولاحت منى هجسي تناديني
فارقت نفسك، يا الله قال دمي:
(يا أهل هذي المآوي من يؤاويني)«1»
الحزن يفتر من طرفي لظىً وأنا
أبكي ولكن دموعاً كالسكاكين
ماذا أقول؟ وقد فارقت حضرتهم
وهم حضور المعاني في مياديني
لكنني عدت مدفوناً هناك ولي
قلبٌ بقلبي توارى شبه مدفون
الشوق يشرب قلبي.. كل حشرجةٍ
مسالك الشوق درب غير مأمون
لكنني ميّتٌ حي بهم، ولكم
شممت في الوجد أحباباً تباكيني
صلى عليك إلهُ العرش ما اتسعت
مدارك الغيب يا عطري ونسريني
وقلت: مات الفتى المشتاق من أسفٍ
وقال معناي: ما تعنيه؟ أعنيني
الشاعر :أحمد المعرسي