أسفرت السيول التي ضربت ولاية تمنراست عن وفاة شخصين، فضلا عن أضرار لحقت بعشرات المنازل، ما اضطر السلطات إلى إيواء ساكنيها في خيم. كما تسببت الأمطار الغزيرة في قطع طريقين وطنيين بولاية النعامة.
انتشلت مصالح الحماية بتمنراست ، الخميس، جثتين لشخصين، ماتا غرقا عقب الأمطار الأخيرة، والتي شهدتها المنطقة، وأدت إلى جريان وادي تغزي وفيضانه. الضحية الأولى شاب، جرفته مياه الوادي، لما كان يرعى الغنم، بمنطقة أتول، ليتم العثور عليه في نهاية مجرى الوادي جثة هامة، أما الجثة الثانية فهي لطفل يبلغ من العمر 10 سنوات مات غرقا في بركة مائية، تكونت جراء الأمطار الأخيرة، لتلجأ مصالح الحماية إلى الاستنجاد بغطاسين، لأجل استخراج الجثة التي بقيت في القاع بسبب الترسبات الطينية، من جهة أخرى نفت مصالح الحماية تسجيل وفيات أخرى، نافية ما تم تداوله حول جرف مياه الوادي لسبعة أطفال، معتبرة الخبر لا أساس له من الصحة، بالمقابل فتحت مصالح الأمن تحقيقا في واقعتي سقوط الضحيتين وغرقهما، داعية الأولياء إلى مراقبة الأطفال ومنعهم من السباحة في البرك.
كما باشرت مصالح ولاية تمنراست عملياتها التضامنية للتكفل بالعائلات المتضررة، جراء هطول الأمطار الأخيرة، وحسب خلية التضامن، فقد تم احصاء اكثر من 60 عائلة تضررت بيوتها الطوبية بالكامل، بحي قطع الواد الغربي، حيث تم نصب خيم لهذه العائلات للإقامة فيها مؤقتا إلى غاية، الانتهاء من عملية جرد المتضررين، كما أحصت اللجنة تضرر 8 من المحلات التجارية بسوق الخضر الجديد. كما باشر أعوان من الهلال الأحمر، في توزيع المساعدات الغذائية على المتضررين.
كما شهد جنوب ولاية النعامة، الخميس، تهاطل أمطار رعدية مصحوبة بالبرد، حيث تحولت كل من بلديات عسلة وتيوت وعين الصفراء ومغرار وجنين إلى برك، وحالت السيول الجارفة دون مرور مستعملي الطريق الوطني رقم 6 و47، حيث بقيت المركبات عالقة. وتوقف القطار العامل على خط بشار وهران، حيث بقي عشرات المسافرين عالقين في محطة القطار بعين الصفراء بعد استحالة مواصلة الطريق. وأدت السيول الجارفة إلى إتلاف المحاصيل الزراعية، بعد فيضان واديي ميلح والريج بعين الصفراء.
وبات سكان النصف الجنوبي من النعامة في الظلام نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، بعد الانفجار الضخم في المحول الكهربائي الذي يزود كل من بلديات، عسلة وتيوت ومغرار والجهة الشرقية لمدينة عين الصفراء .أربع ساعات من الأمطار أظهرت هشاشة البنية التحتية لولاية النعامة، خاصة بعد اهتراء الطرقات الولائية والوطنية. وولّدت الفيضانات استياء كبيرا لدى سكان هذه المناطق، نظرا لتضرر عديد المساك وكادت السيول أن تغمر المنازل، نفس التذمر اعترى مستعملي الطرق الوطنية العابرة لجنوب ولاية النعامة.
وفي وسط البلاد، تسببت الأمطار الغزيرة التي تساقطت ليلة الخميس إلى الجمعة على معظم بلديات ولاية الأغواط في عزل سكان قرية مادنة بعد ما جرفت السد الذي يوجد بالطريق التي تربطهم ببلدية واد مرة، كما تسببت ذات الأمطار في قطع التيار الكهربائي عن التجمع السكني الموجود بمحاذاة جبال القعدة، وقد عبر السكان المتصلون بـ"الشروق" عن تذمرهم من تجاهل المسؤولين لشكاويهم المتكررة بالإسراع في انجاز مشروع الجسر بالمكان المسمى "الخنق" المسجل منذ سنوات، والغريب حسب المواطنين فإن مبلغ المشروع مخصص، الا ان تجسيده على ارض الميدان يبقى مؤجلا لأسباب يجهلونها ويعتبرونها استخفافا بمعاناتهم المستمرة مع جرف الأمطار للجسر الذي يعتبر نقطة سوداء في طريق الوصول للقرية.
منقول