facebook twitter rss
v





العودة  

جديد مواضيع منتديات بيت العرب الجزائري


قسم القصص والروايات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-05-14, 02:24 PM   #1
لميس40

 
الصورة الرمزية لميس40

العضوية رقم : 1025
التسجيل : May 2013
العمر : 30
الإقامة : الجزائر
المشاركات : 328
بمعدل : 0.08 يوميا
الوظيفة : طالب
نقاط التقييم : 93
لميس40 will become famous soon enough
لميس40 غير متواجد حالياً
معلومات الإتصال :
story ▓░♥ روايــــــة اطفــــآآل في برية المديــــنة ♥▓░

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الى كل من يقرأ حروفي

كل ما ورد هنا من احداث...
نسجته لكم بخيالي و لكن من خيوط الواقع...

ولا اسمح بنقله بدون ذكر المصدر...

ولا اسمح بتغيير اسماء الشخصيات عند النقل...

اتمنى لكم قراءه ممتعه...

و ان تتلمسوا كلماتي بقلوبكم العطره...

اترككم مع الروايه....









رواية

"" أطفال في برية المدينه""

الفصل الاول
""قطفوا ثمرة الفؤاد قبل نضجها""

اسرعت الخطى على صوت بكائه الرنان...
و اكتفى هو برؤية وجهها الملائكي كي يكف عن الصراخ...
كفكفت دمعاته براحتيها و اسقته من كون الحنان حنانا...

حضنته معتذرة عن غيابها الطويل...
سبع ساعات في العمل تمر عليهما كأنها سبعة قرون من الزمان....

هي سعيدة بطفلها البكر ايما سعاده...
تسير به نحو المنزل...ترمق طريقها تارة...
و تمعن النظر في عينيه البريئة تارة اخرى...

توقفت للتبضع ...واخرجت عربته من السياره...
وضعته فيها بكل حب...و اتجهت نحو المحل التجاري

و ما ان دخلت حتى رمقتها زميلتها بنظره...
كم تمنت هي الاخرى لو تحظى بزوج تنجب منه طفلا جميلا كـَ ( يامن)...

سارت مسرعة نحوها...و بدأت بمداعبته و الغبطة تقتلها...
ثم لملمت اشلاءها قائلة:

_"ساره...كم هو جميل طفلك يامن...لقد ورث عنك حسن عينيك...
يا ترى كم اصبح عمره الان؟ "
_"شكرا لك حبيبتي...لقد اتم شهره الثالث...
اتمنى ان يرزقكي الله بطفل جميل مثله"

ابتسمت المكلومة ثم غادرتهما...



اكملت (ساره) التسوق...نظرت الى (يامن) فوجدته قد نام ...
فتحت الباب الخلفي للسيارة و اخرجته من العربه....
وضعته و اغلقت الباب...ثم استدارت لتركن العربه في الجيب الخلفي...

اتجهت نحو مقعد السائق ...ادرات المحرك و استعدت لمغادرة المكان...

ثم التفتت تلقائيا الى المقعد الخلفي ليطمئن قلبها على ملاكها الصغير....


لكنها لم ترَ شيئا سوى غطائه الازرق...لم تصدق عينيها...
خرجت ...نظرت مكانه...قلبت غطائه...بحثت تحت السياره...التفتت هنا ...
.هناك...كيف اختفى...لا يمكن لشخص ان يختطفه من احضانها...لم تغفل عنه ابدا ابدا...

عادت الى المحل ...ثم الى السياره ,,,,ثم الى المحل ...و السياره....ولكن...



بدأت بالصراخ الهستيري...على كل من يمر بها:
_" طفلي...طفلي...لقد كان هنا هنا...لا اجده...
اني لا اجده في اي مكان...ارجوكم اعيدو الي طفلي..."
ثم بدأت بالبكاء...بكاء مزق قلوب المارين بها...


لم يصدق ( حليم) ما حدث...وصل الى السوق...
فوجد زوجته (ساره) غارقة بدموعها...ما إن رأته,,,حتى صرخت...
_"اقسم لك اني لم اغفل عنه ابدا...لا ادري مالذي حدث...لا ادري اين ذهب...لقد وضعته هنا ثم التفت فلم اجده"


_"لا تقلقي...لن يبتعد كثيرا...الشرطه تراقب جميع مخارج المدينه...
سيعود الينا قريبا...أنا متأكد"
قال الاب المفجوع كلماته لها وهو يحبس دموعه في قلبه...لقد كان (يامن)...يعني له كل شئ...


لقد صدق عندما اخبر زوجته ان ابنهما لم يبتعد كثيرا...


في تلك المدينة الكبيره...التي طالما كرهتها الام الشابه ,
يوجد الكثير من الخبايا المهمله...و الكثير من الاحياء الفقيرة
التي تنزوي تحت ناطحات السحاب و الشركات التجارية العملاقه...
يوجد جياع كثر يتنافسون على قمامة البيوت الفارهه...
يوجد كثر..يحقدون على اصحاب الفخامه الظاهريه...كيف لا...
و قد يطلب طفل جائع ثمن كسرة خبز من احدهم...فينهره و يهينه....



في احد هذه الاحياء البائسه عاد (حمدي) الى زوجته (سنا)...
يحمل جسدا صغيرا منهكا ...مغطى بقماش اسود...
و يحمل في يده الاخرى محفظة كان قد سلبها احدهم...
رمى بالطفل الى زوجته...نظرت اليه الزوجة العقيم...

فإذا به طفل برئ جميل ...نظيف..يرتدي ثيابا منمقه...عيناه العسليتين تلمعان من الطهر...شعر اشقر جميل و بشرة بيضاء ناعمه...منهك لا يقوى حتى على البكاء...


جاءت ببقايا رغيف خبز جاف...طحنته و عجنته بالماء...و اطعمته للبائس الجائع...الذي ما ان شبع حتى نام...نوم المغشي عليه...فرحلته الى هنا لم تكن هانئه...

_"سمعت امه تناديه...يامن..عمره ثلاثة شهور...خذيه غدا الى الجماعه...ولا تتأخري...كنت سآخذه أنا ولكن لدي عمل لايحتمل أن أأجله"
قالها لها حمدي مقاطعا نظراتها اليه...ثم خرج من المنزل...

عاودت سنا التحديق في يامن...ستأخذه غدا لجماعة المتسولين...
كي ينتهكوا حرمة الانسانيه...كي يشوهوا شكله...
ليليق بطفل متسول...قد يقطعوا يديه كي يبكي قلوب الاغنياء القاسيه...
او ربما سيفقؤون احدى عينيه الجميلتين و يسلمونه لاحداهن كي ترق له افئدة المصلين على ابواب المساجد...علها تأتي لهم بالمال اللازم للنساء و المسكرات و المخدرات...

طفل مشوه على يدي شابة بائسه مشرده...مشهد قد ترق له الطواغيت...
جرت العاده أن يذهب حمدي بالاطفال مباشرة الى الجماعه...
و لكن هذه المره...يجب ان يختفي عن الانظار قليلا...

فلربما تذكر (ساره) انها لمحته هنالك...
لأول مره ستظطر سنا للذهاب بالطفل بنفسها اليهم....
تحدق به و تتساءل...كيف لها ان تسمح لهم بتشويه هذه الانامل الغضه...

كيف تسلمه لهم ليفقدوه نعمة البصر...كيف...كيف...
كيف لها ان تخالف اوامر الزوج المتجبر...كيف ستحتفظ بطفل سوي بينهم...
كيف لها ان تخفيه حتى يكبر و يتغير شكله و لايميزه أبويه إن خرج مرة و تسول منهما ....


طلع الفجر و سنا لم تغمض لها عين...و لم يهدأ لفكرها تساؤل...
نهضت من فراشها و هي عازمة على قتل ماتبقى في قلبها من انسانيه...
حملت يامن و اتجهت به نحوهم...سارت بين الازقه وهي تكاد تجن مما تفعله...


دخلت اليهم...و همت بالجلوس...
واذا بوحش يجر طفلا بترت يده اليسرى عندما كان رضيعا بكل همجيه...و الطفل يبكي و يقول له " ارجوك لا تقطع يدي الاخرى يا ابي...اقسم اني سأتسول لك غدا اكثر...سأسرق الكثير من النقود و سآتي اليك بالطعام ...لكن ارجوك ارجوك ان لاتقطع يدي..."


أصابت صرخات الطفل قلب (سنا) كالرصاص...
انتفضت روحها و حضنت يامن بقوه...و خرجت كالبرق...
عادت الى منزلها و هي تبكي و تحتضنه..."مالذي كنت سأفعله بك يا صغيري؟ لن اسمح لأي كان أن يؤذيك...سأفتديك بروحي...ان كان (حمدي) سيقتلني من اجلك فليفعل"...


عاد حمدي في المساء الى منزله...
كان اول ما وقعت عيناه عليه...يامن...لم يتغير عليه شئ ...
مستلق على ظهره و ينظر الى سقف الغرفة اللذي صنع من البلاستيك و القليل من القماش...

جاءت سنا...وقبل ان تلفظ باي شئ...قام بضربها بسوط مركون بأقصى الغرفه...ضربها حتى سالت دماء اكتافها...

_"هل تريدين ان تقضي علينا؟؟ أتريدين أن تطردنا الجماعه؟؟ اتريدين ان نتعفن جميعنا في السجن...هل جننتي.."

زحفت سنا نحو يامن و حضنته ....

_" ارجوك دعني اربيه انا...ارجوك لا تؤذه...سأتكفل بتعليمه كل شئ...تسول و سرقه وأي شئ يجلب لكم المال...ولكن اتوسل اليك لاتؤذه"

_" حسنا ....سآخذه أنا اليهم ...لقد اخطأت عندما ظننت انه يمكن الاعتماد عليكي"


تقدم حمدي منها ليأخذ يامن...
و لكنها تشبثت به بكل ما تبقى لديها من قوه...بكل ما بقي لديها من حنان...من امومه...من انسانيه...

_" اقتلني...ثم خذه مني..."

نظر حمدي اليها...اطبق صمت على انحاء الغرفه...
مزقه صوت مناغاة يامن وهو يتلمس وجه سنا الدامي...
ضحكت له والألم يعتريها...
_" لا تقلق يا صغيري...لن يؤذيك احد"


سمعها منها حمدي ثم خرج من الغرفه...اشعل سيجارة رثه...
وجلس الى جنب الطريق...اتكأ على بقايا شجرة محروقه...
لقد أخافه عزم سنا و اصرارها...لم يدري مالذي جعله يصمت...
لماذا لم يستمر في ضربها حتى تسلم للأمر...و تتركه يأخذ يامن...

ربما لأن مايحدث مع يامن ...حدث مع حمدي ومع الكثير...
ولكن حمدي كان محظوظا...فقد وقع بين يدي امراءة ك (سنا)...
استطاعت أن تحميه من ان يشوه...

استطرق حمدي في تذكر ماضيه...
و كيف ان جسده السوي سمح له ان يسرق دون ان يلفت النظر اليه...
قد يستطيع تربية يامن ليصبح نشالا محترفا...بدلا من ان يتسول....و لم لا...


عاد الى المنزل...نظر الى سنا التي كانت تطعم يامن بعض الخبز المنقوع بالماء...
نظرت اليه سنا بخوف شديد وهو يفترش الارض و يتوسد ذراعيه...

تعجبت من صمته...قررت ان لاتنام تلك الليله ...
فقد خافت ان ياخذ منها يامن و هي نائمه...
ولكن النعاس والتعب والالم غلباها...

طلع الصبح...فتحت سنا عينيها لتجد يامن نائم بقربها...
حضنته بخوف شديد و التفتت فلم تجد حمدي في الغرفه...
اطمأنت قليلا ...فقد خرج حمدي لكسب عيشه مبكرا كالمعتاد...عله يجد طاغوتا سكرانا عائدا من سهرته كي ينشله ...او رضيعا مع ام شابة غره...



"""""للحكاية تتمه"""""
بقلمي//منارة السَنه


لميس40 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2013-05-14, 02:25 PM   #2
لميس40

 
الصورة الرمزية لميس40

العضوية رقم : 1025
التسجيل : May 2013
العمر : 30
الإقامة : الجزائر
المشاركات : 328
بمعدل : 0.08 يوميا
الوظيفة : طالب
نقاط التقييم : 93
لميس40 will become famous soon enough
لميس40 غير متواجد حالياً
معلومات الإتصال :
افتراضي رد: رواية "" أطفال في برية المدينه""



الفصل الثاني


""ليس لدي عمر اعيشه من دونك""


في مكان اخر في المدينه...

في احد الاحياء الراقيه...
عجوز تحاول وضع الكثير من اكياس التسوق في سيارتها...
وجسدها المستهلك لم يعد يساعدها...

جاءها طفل صغير يذوب القلب من جماله...
وقالها برقه خالطتها ابتسامه...

_"سيدتي الرقيقه...هل تسمحين لي بمساعدتك على نقل هذه الاكياس الى سيارتك"
_"لو كان لدي ابن حنون مثلك..لما خرجت وحدي الى السوق..."
_"لا بأس ياسيدتي"


ثم بدأ الطفل بنقل الاكياس الى السياره ...
وعندما انتهى حضن العجوز...وهي تقبله بعينيها من اعجابها به....

_"كم هو لطف منك يا بني...ارجوك خذ هذه العشرين ورقه كهديه...سيدة عجوز مثلي ليس لديها ما تقدمه لملاك جميل مثلك"

رفض الطفل اخذ النقود ولكن العجوز اصرت علي حتى أخذها...

عاد الطفل الى منزله...فوجد والده مستلق على فراشه ...
نظر اليه الوالد بوحشيه وقال له:

_"لماذا عدت مبكرا...مالذي احضرته معك؟؟"
جاءت الام على صوت الصراخ...وحضنت ابنها ...
_" امي ...ابي...انظروا ماذا احضرت..."

نظر الوالدين الى يدي الصغير
و اذا بهما اسوارة ذهبيه و عشرين ورقه...
برقت عيني الوالد الجشع فرحا بما جاء به الصغير...

فدروس النصب و النشل لم تذهب هباءا

امسك الوالد بكتف الصغير الذي كان سعيدا بإنجازه...و قام بجره نحو الباب...

_" اذهب و احضر المزيد...مازال الوقت مبكرا جدا"
_" ولكني جائع يا أبي..جائع جدا"
_" ليس لدينا طعام , اذهب و احضر طعاما لنا ولك"


وقفت (سنا) تنظر الى ( حمدي)...وهو يضرب (يامن)...
و يطرده...ويطلب منه احضار الطعام له...

ينظر (يامن) الى الام الوحيدة التي عرفها ...
ولكنه يعلم انه ليس بيدها حيله...

فهي لاتستطيع كف بطش زوجها عن نفسها او عنه..
.
خرج يامن بائسا...يجول بنظره بحثا عن فريسة او طعام...
و اذا برائحة الخبز الساخن تشج انفه و تزيد من جوعه اللذي وصل حده...

دخل الى المخبز...ينظر يمنة و يسره الى انواع الخبز والكعك...

لم يجد اي وسيلة للحصول على بعض الخبز سوى ان يتوسل الى الخباز ان يعطيه رغيفا...

له و لأمه البائسه...
وبينما هو هائم يفكر في طريقة لأخذ رغيف من الخبز...
وقعت عيناه على شاب كان قد وضع للتو بعض النقود الورقية في جيبه الخلفي...
و كانت اطرافها خارجه جيبه...

شعر يامن ان سرقتها ستكون سهلة جدا عليه...ولن يلاحظ احد...
اقترب يامن من الشاب بهدوء...

وقف خلفه و جعل ينظر الى رفوف الخبز و الى الزبائن...
وعندما شعر انها اللحظة المناسبه مد يده بخفة وامسك بالنقود
و بينما كان يسحبها ....

امسك الشاب بيد يامن...

وهي في جيبه...نظر كلاهما للآخر...

تملك يامن خوف رهيب...لقد انتهى امره...
شعر يامن ان الزمان قد تجمد...ماذا الان...شرطه...سجن...!!!!

اخرج الشاب يد يامن من جيبه بهدوء عجيب...
و تركها...لم يحرك يامن ساكنا...
بقي متجمدا مكانه...نظر اليه الشاب مطولا...وقال له:

_" لماذا لم تطلب بعض النقود ان كنت تريدها؟؟"
_" لم اقصد ان اسرق...كنت اريد ثمن رغيف واحد...ارجوك ارجوك...سامحني لن اكررها ابدا ..."
_" يا صغير...لن افعل لك اي شئ..."
ثم قام الشاب بشراء الخبز ليامن ...

و اعطاه له...شعر يامن انه محظوظ جدا لان الرجل لم يتصل بالشرطه...
نظر اليه و قال:

_" شكرا جزيلا لك يا سيدي"
_" بني...ان كنت متشردا و تريد مأوى ...فأنا اعيش وحدي في الجوار...ما رأيك ان تعيش معي..."
_" لا يا سيدي...انا...انا...لدي مأوى و عائله...و..."
_" صدقني سأجعلك تعيش حياة جميلة كالاحلام...سأمنحك كل شئ..."


نظر اليه يامن و غادر مسرعا و خائفا و هو يردد لنفسه

"لدي عائله...لدي مأوى...لست متشردا" ...

عاد يامن الى البيت جائعا ينتظر ان يأكل بعض الخبز مع والدته...

وعندما اقترب من الباب الرث...
سمع صوت أنين امه ...حاول فتح الباب ليدخل ولكنه كان مغلقا...

ثم اتجه الى النافذه...نظر...فإذا بإمه ملقاة على الارض ...

مغطاة بالدماء...

صرخ يامن بدون وعي " امي امي"...

ثم دخل من النافذة ...اتجه الى امه...

فإذا هي مصابة بعيار ناري...ثم سمع صوت والده يصرخ...

_" اين هي ؟؟ اين وضعتها ؟ هل كنت تنوين سرقتها!!!"

ثم اتجه نحو يامن و امسك بعنقه و هو يصرخ:

_" اين ذهبت بالسوار الذهبي؟؟ من اين جئت بكل هذا الخبز النظيف؟ هل بعتها؟"

لم يستطع يامن الكلام...فقد كان والده يمسك بعنقه بشده...
بقي يامن يحاول افلات عنقه...حتى تركه...

_" لم اسرق اي شئ يا ابي...لقد اعطيتها لك و غادرت...و امي لم تسرق ايضا...لا يمكن لها ان تسرق"

حاول يامن ان يبعد ذاك الجشع عن والدته بكل قوه...
و يتوسل اليه ان يتركها...

نظر يامن الى والدته فشعر انها تلفظ انفاسها الاخيره...
و الوالد السكير المدمن...يأبى ان يتركها...
وقعت انظار يامن على السوار الذي كان قد سقط من جيب والده...
ابتعد عنهما ليحضر السوار...وقال لوالده

_"ها هو...قلت لك امي لم تسرقه...يبدو انه وقع من جيبك"

ولكن حمدي الذي كان فاقدا للعقل من كثرة الشرب...
ابى ان يتركها حتى تعب...
تركها و كأنه انتهى من نشوة القتل...
اركى رأسه في احدى زوايا الغرفه و صمت...

نظر اليه يامن و تقدم نحوه...وضع السوار بيده...

و ذهب الى امه...
حضنها و ابعد شعرها الناعم عن جبينها ...

قبل تلك الجبهة التي تعذبت كثيرا وماتت الف مره كي يحيى هو...
نظر الى جسدها الهزيل المنهك الذي ذاق شتى انواع العذاب...

لا يوجد في جسدها شبر سلم من ضربات ذاك المفترس...

لم يمر يوم بدون الم...
بدون جوع...
بدون ذل...
ناداها مرة اخيره علها لم تمت بعد...

_" امي...امي...ارجوكي يا امي...
ارجوكي عودي الى الحياة من اجلى كما كنت تفعلين كل يوم...
انت قوية جدا ...
تستطيعين النجاة دائما...
ليس لدي عمر لأعيشه من دونك يا امي...
انت فقط من كنت اعيش لأجله...لا استطيع العيش بدونك....امي...."

و لكن (سنا) لم تحرك ساكنا...
غادرته الى الابد...
تركته ليصارع الحياة وحده...
اتم اربعة عشره خريفا من عمره امام عينيها...
وهاهي قد اغمضت للابد...
نظر يامن الى والده...كان ساكنا هو الاخر...

لكنه صرخ بوجه يامن متغاضيا عن كل ماحدث...

_" ابتعد عنها لقد ماتت تلك الساقطه...لقد استحقت كل ماحدث لها..."

ثم قام حمدي باخراج بعض حبوب المخدر من جيبه...

و بينما هو منهمك بابتلاعها سحب يامن مسدسه الذي كان ملقى على الارض بجانبه...وقال له:

_" هل قتلت امي بهذا المسدس؟ ! "

نظر اليه حمدي باستهزاء و استخفاف...

_" نعم , فلتقتلني به...
انا ...لست خائفا من الموت ولامن اي شئ...
هيا افعل...تلك المراءة ماتت وهي تدافع عنك...
فهل ستكون غبيا مثلها...ان لم تقتلني..
ساقتلك حالما امسك بالمسدس...
أ ليس من المضحك أن يكون اول شخص تقتله
هو من علمك استخدام هذا الشئ"


يامن اللذي شاخ قلبه مبكرا...
وعاش عمرا مؤلما صعبا...
اغلق عينيه وهو يبكي بحرقه...

يشم رائحة دماء امه و يبكي...بكاء مريرا...

القى بالمسدس جانبا...
فهو ليس ذو قلب حجري حتى يسلب شخصا روحه...

ولكن الوالد المدمن كان قد زاد جرعة المخدر كثيرا...

بدأ بالصراخ من شدة الالم...يستنجد بيامن...

_" ارجوك ساعدني, اشعر بانني اموت...لا استطيع التنفس..."


لم يحرك يامن ساكنا, اكتفى بالنظر اليه والبكاء...

رمى جسده الضخم على ارضية الغرفة الاسمنتيه...

شهق...شهق...ثم سكن...

سكن الى الابد...ماذا الان؟؟


لميس40 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2014-12-04, 05:03 PM   #3
هيثم السوفي


العضوية رقم : 2029
التسجيل : Oct 2013
العمر : 32
المشاركات : 201
بمعدل : 0.05 يوميا
نقاط التقييم : 32
هيثم السوفي is on a distinguished road
هيثم السوفي غير متواجد حالياً
معلومات الإتصال :
افتراضي رد: ▓░♥ روايــــــة اطفــــآآل في برية المديــــنة ♥▓░

جزاك الله كل الخير


هيثم السوفي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ▓░♥ روايــــــة اطفــــآآل في برية المديــــنة ♥▓░
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
▓░♥ روايــــــة تؤام ولكن اغراب!.في جامعة امريـــكية ♥▓░ ě๓Oxằ ḿaḒřidṧTắ قسم القصص والروايات 53 2015-03-31 08:49 PM
▓░♥ روايــــــة ملآآآكـــ و عيــونـــهــآآ هلآآآآكــــ♥▓░ imane96 قسم القصص والروايات 31 2014-12-07 05:57 PM
▓░♥ روايــــــة اريدكِ آنتي ♥▓░ كشڒۄڈہ تأآع بآأبإهآ قسم القصص والروايات 6 2014-12-04 05:02 PM
▓░♥ روايــــــة كفـــــــآآية أنـــا اتحمــــلت ♥▓░ لميس40 قسم القصص والروايات 3 2014-12-04 04:55 PM
▓░♥ روايــــــة حــــ في أقــل من 72 ساعةـــــــب ♥▓░ imane96 قسم القصص والروايات 12 2014-12-04 04:53 PM


الساعة الآن 08:41 PM


Designed & Developed by : kakashi_senpai
Preview on Feedage: %D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML