الجزائر هي البلد الوحيد الذي يجري الانتخابات في يوم عمل؟
الجزائر هي تغيّر يوم العطلة الأسبوعية إلى الخميس، بدلا عن السبت، منذ خمس
سنوات، وبقي يوم الاقتراع من دون تغيير، والجزائر حاليا هي البلد الوحيد الذي لا
تجرى فيه الانتخابات في أيام العطلة الأسبوعية، وإنما في يوم عمل، لتجد السلطة
نفسها مضطرة لمنح المواطنين يوم عطلة آخر مدفوع الأجر.
خاصة أن مكان الانتخاب هو المدارس، والغريب أن الجزائريين لا يقيمون أفراحهم في
يوم الاقتراع، وبالمقابل يتم حجز القاعات في اليوم الموالي، أو يوم السبت، وحتى جامع
الأمير عبد القادر بعاصمة الشرق الجزائري أكبر المساجد في الجزائر، الذي يشهد تزاحم
الأزواج الجدد، في كل الأيام لأجل قراءة فاتحة القِران، لم يسجل ليوم الخميس، أي طلب
لقراءة الفاتحة وتم تأجيلها جميعا إلى صباح يوم الجمعة، مع أنه لا يوجد ما يمنع ذلك
قانونا، وتأكد بذلك أن الجزائري لا يتزوج أيام الاقتراع، وفي المقابل لا تتوقف الدروس
الخصوصية إلا بالنسبة للأساتذة الذين تم الاستعانة بهم في العملية الانتخابية، وسيتوجّه
الطلبة المقبلون على شهادة البكالوريا بالخصوص اليوم بشكل عادي منذ الساعات
الأولى إلى المساكن والحوانيت المهيئة للدروس الخصوصية، خاصة أن غالبية المعنيين
بشهادة البكالوريا مازالوا دون سن الاقتراع المحدد بثمانية عشر سنة، أما الجامعة فهي
في عطلة منذ يوم الثلاثاء بعد أن طلبت الإقامات منذ الطلبة المغادرة، ولأن سهرة
الأربعاء كانت لكلاسيكو العالم بين برشلونة وريال مدريد، فإن حديث الكرة سيمتزج مرة
أخرى بحديث السياسة بين أنصار ميسي وأنصار رونالدو المريض الغائب عن نهائي
كأس إسبانيا، وخميس السابع عشر من أفريل هو ثالث يوم يشهد عملية الاقتراع بعد
تغيير العطلة الأسبوعية، حيث كان الخميس عادة يوم عطلة أو نصف يوم عطلة في
زمن سابق، أما الآن فهو يوم عمل، ولا أحد فهم لماذا لم تختر السلطة يوم السبت
التاسع عشر من أفريل كيوم اقتراع، كما هو حاصل في كل بلدان العالم حتى لا تبقى
التضحية دائما بالعمل الذي غاب عن خطاب المرشحين الذين راحوا يعِدون المواطنين
بالجنة، دون أن يذكروهم بأن جنة الدنيا لا يمكن أن نصل إليها إلا بالعمل. البلد الوحيد
الذي يجري الانتخابات في يوم عمل؟
الشروق