لنعرف اولاَ على مصادر تفسير الاحلام وهي على الترتيب:
- القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف
- اللغة باللفظ والمعنى والدلالة
- الرموز والتراث
- حكمة مفسر الأحلام
ما هو دور مفسر الأحلام في تفسير الحلم؟
يتميز عصرنا هذا بسرعة وسهولة الصول إلى المعلومات، حتى الكتب أصبح لها محركات بحثٍ خاصة، فتستطيع أن تضع كلمة واحدة لتجد مواضع ذكرها في الكتاب، وبهذا يمكن أن تستخرج كل الآيات التي تتحدث عن اللباس مثلاً، وكل الأحاديث التي أتت على ذكر الثياب، وتفسير اللباس لابن سيرين وابن شاهين والنابلسي وغيرهم، وكل الامثال التي تتحدث عن الثياب وكل ما له علاقة بتفسير رؤية الثياب في المنام، وذلك سيكون سريعاً جداً، إذاً ما الحاجة لمفسر الأحلام وما هو دوره.
بالدرجة الأولى تفسير الأحلام كما ذكرنا في المقدمة هبة من الله يمنحها لمن يشاء، وقد عرف التاريخ أشخاصاً بعينهم من أنبياء وصالحين تميزوا بقدرتهم على فك رموز الرؤيا بما علمهم الله، وهذا يعني أن ليس كل منا قادراً على إدراك معنى الرؤيا من وجهة نظر الدين الإسلامي.
وبالدرجة الثانية؛ يجب أن يمتلك مفسر الأحلام ذكاءً خاصاً يجعله قادراً على إدراك التقاطعات بين معاني الرؤيا المختلفة ويمكن الاطلاع على هذا المصدر tafsir al ahlam kootta وبين حال الرائي، فالغني ليس كالفقير، ورؤية الزواج للمتزوج ليست كرؤيته للأعزب، ورؤية الصلاة لقليل الإيمان ليست كرؤيتها للمؤمن.
وعلى ذلك يقوم المفسر بالتعرف على صاحب الرؤيا ليتمكن من إدراك المعنى الأقرب لحاله، وهذه ليست مهمة يسيرة، فامتلاك المعلومات والمعاير لا بد أن يقترن بذكاء وسرعة بديهة وفراسة.
وأهم ما يجب أن يتمتع به مفسر الأحلام أن يمتلك الحكمة التي تجعله يسكت عن الشر والسوء ويبدي عليه قول الخير، ولا يتركن العالم العارف قولة لا أعلم.
ملاحظة مهمة: يميل أهل الإفتاء إلى جواز أخذ أجرة على تفسير الأحلام وتعبير الرؤى وذلك لقاء الجهد المبذول من المفسر لتفسير الرؤيا، على ألا يقدم تفسيره كحقيقة قطعية أو تنبؤ بالغيب أو معرفة بالبواطن والأسرار، وعلى أن يكون المفسر مؤهلاً عالماً عارفاً، والله أعلم.
أخيراً... يحمل تفسير الأحلام خطورة كبيرة على الرائي، فقد سمعنا الكثير من القصص عن حالة الرعب التي أصابت أحدهم بسبب تفسير حلم، والقول الحقُّ أن قدر الله واقع لا مناص، فرأيت أم لم ترى، وفسرت أم لم تفسر، لا مفر مما أراده الله لعبده، وقد حذرنا النبي ﷺ ألَّا نقص الرؤيا إلَّا على أهل العلم والنصح.