تلك الغيمة المعطاءة التي لا تنضب في محاولاتها ريَّ الأراضي الجافة التي تظنُّ أنَّها الوحيدة المسؤولة عنها في حلِّها وترحالها، فتارة تحاول حلَّ مشكلات هذا لأنَّه في نظرها ما زال ذلك الصَّغير الباكي الذي تُدميه الحياة في محاولاتٍ حثيثةٍ منها، فتأتي دعوات الأمُّ وصلواتها لتنفخ عنه ذلك الأذى الذي يشعر أنَّه لا زال مُلازمًا له حتى تحتضنه دعوات أمّه في الليل البهيم، ولازال الشعراء يُتقنون نسج الكلمات في حديثهم عن تلك الذاكرة القديمة التي ما زالت تعشعش بين حناياهم، وفيما يأتي ذكر أبيات شعر عن الأم: قصيدة في وصف الأم: لعبت بي الأشواق يا أماهُ وثـَوتْ بقلبي وارتضت سكناهُ وغدا بنيُّكِ يا حبيبة مغرمًا والتوقُ يضرم في الفؤاد لظاهُ ناديتُ: يا أهل المحبة هل رأى منكم ولوعٌ بعض ما ألقاهُ؟ هل منكمُ من بات مِن فرط الهوى تأبى معاينة الكرى عيناهُ؟ ليظلَّ في أفق الهيام محـلِّـقًا وهناك قد يحظى بمن تهواهُ قالوا:أيا راجي وصال حسينةٍ ويرومُ أن يحــــــظى بنيل مناهُ إن التي تهوى ملاكٌ آسرٌ لا يـــــرتضي أبدًا فِدى أسراهُ فعجبتُ من حبٍّ تفرد بالبقا في خــــــاطري آهٍ له أوّاهُ لكن تأملتُ البلاد وأهلها من ذي التي ليست لها أشباهُ حتى رأيتكِ يا مناي وبهجتي كالـــــــدرِّ في ليلٍ أضاء سناهُ وقصدتُ يا أماه قلبك إنه وطــــني ومــــــــالي موطنٌ إلاهُ وطني الذي مهما يباعدني النوى يبــــقى الملاذ وإن سكنتُ سواهُ وطني الذي تخضرُّ لي جناته حــتى وإن هجر المحب حماهُ