الحجاب
الحجاب رمز العفة والعفاف والستر والحياء
وقد أمر الله سبحانه وتعالى كل بنت مسلمة بالغة بالحجاب فقال عز وجل "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفضن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمورهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء "
"إلا ما ظهر "هي الزينة الظاهرة وقد اختلف اختلف في تحديدها فقال ابن مسعود رضي الله عنه هي الثياب كالرداء وقال ابن عباس رضي الله عنه الكحل والخاتم والخضاب في الكف
وقال ابن جبير رضي الله عنه هو الوجه والكفان
"جيوبهن " جمع جيب وهو موضع النحر والصدر وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت (رحم الله نساء المهاجرات الأول لما نزل "وليضربن بخمورهن على جيوبهن "شققن آزرهن فاختمرن بها )
والخمار كل ما ستر ومنه خمار المرأة وهو ثوب تغطي به رأسها فالمراد بضرب المرأة بخمورهن على جيوبهن أن يغطين رؤوسهن وأعناقهن وصدورهن بكل ما فيها من زينة
وتقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار اشد تصديقا لكتاب الله وإيمانا بالتنزيل لقد أنزلت سورة النور "وليضربن بخمورهن على جيوبهن "فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما انزل الله فيها فيتلوا الرجل على امرأته وابنته وأخته وعلى كل ذي قرابة فما منهن امرأة إلا قامت واختمرت تصديقا وإيمانا بما انزل الله في كتابه
ويا للأسف فاليوم كثيرات تتحججن بحجج وأوهام لكي لا يرتدين الحجاب فيقولون أن الحجاب غير مهم فالمهم هو الجوهر وانها أزياء تعودن عليها وسار عليها سنوات طوال فكيف ترتدي ثيابا لم تألفها وأخرى تقول أنها لاتزال صغيرة وتريد أن تستمتع بريعان شبابها ولم يحن الوقت بعد ومنهن من يقلن ساردتيه بعد زواجي ويقولون هو رجعية وتخلف ومنهن من تقول يعطل مساري المهني والمدني والاسوء منهن من تقول أني اظهر محاسني وجمالي اقتداء بقوله وأما بنعمة ربك فحدث
فيا أختاه لا تكوني إحداهن واعلمي
إن التي تتحدث عن الجوهر فهي لا تملكه فأي جوهر لا يظهر على الظاهر فلو امتلأ قلبها بالخوف من الله لخافت من غضبه وأطاعت أمره ولبست ما يرضي ربها ولو امتلأ قلبها بالاقتداء برسول الله لسارعت إلى ارتداء الحجاب فأي جوهر تتحدث عنه إلا أنها حيلة إبليس زينها لها فلا تكوني مثلها
والتي قالت أنها ثياب تعودت عليها ولا تستطيع تركها فبالله عليكن متى كانت العادات السيئة منهاجا وطريقا يوصل إلى بر الأمان فقد قال الله سبحانه وتعالى "ومن أظل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله " فهوى الإنسان لا يجب أن يكون إلا برضا الله عنا
صغيرة وفي ريعان شبابها ولم يحن وقت الحجاب ولكن الحياة دقات وثوان والعمر لا ينتظر ورحم الله زين العابدين عندما سئل ما بالك لا تلهوا مع الاهين وتلعب مع ألاعبين فأجاب إني رأيت أمي إذا أوقدت الكانون بدأت بصغار الحطب قبل كبارها واني أخشى أن يبدأ الله بعذاب الصغار قبل الكبار فهل من معتبر
وعذر أقبح من ذنب للتي قالت للتي قالت سأرتدي الحجاب بعد زواجي لأنه يؤخر الخطاب فمتى كانت معصية الخالق جالبة للسعادة والذي يتقدم إليك وأنت غير محجبة إلا إذا كان لا مبالاة له بالشرع والدين وما قيمة الحياة التي تبدأ بالمعاصي فإياك إياك أن يتزعزع إيمانك فالزواج قضاء وقدر
وا حسرتاه للذين قالوا إن الحجاب تخلف ورجعية فلو علموا ما قالوا لما قالوا فالرجعية في معناها التمسك بالقديم الذي اتضح مخالفته للحديث وإذا رجعنا إلى الوراء لرأينا أن التبرج قد ساد عهد الجاهلية فقد قال عز وجل "ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى "وهذا لا يعني سوى أن التي لا ترتدي الحجاب هي الرجعية والمتخلفة أما المتحجبة فهي المتدينة المتحضرة
ولكن هل منع الحجاب الطالبة أن تدرس بل زادها إقبالا وحرصا على الواجبات وعدم الانشغال بغير ذلك وهل منع الحجاب الطبيبة أن تشخص الداء وتصف الدواء لا والله فقد زادها هيبة ووقارا
والتي تقول وأما بنعمة ربك فحدث أليست ممن قال الله فيهم يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض أم أنها لم تسمع قوله " وليضربن بخمورهن على جيوبهن "
فوا أختاه لا تكوني من أصحاب الحجج الداحضة الذين سينالهم غضب من الله
ولكن للحجاب شروط
فلا يجب أن يكون الحجاب لافت للأنظار ولا ترك بعض خصلات الشعر تظهر فكلنا نعرف أن لديها شعرا إلا إذا كانت تشك في نفسها انه ليس لديها شعر
وقد وصف العلماء لنا أوصاف الحجاب الصحيح من خلال نصوص القران والأحاديث النبوية فقد قال الشيخ الألباني
استيعاب جميع البدن إلا ما استثني منه
ألا يكون زينة في نفسه
ألا يكون سميكا ولا يشف ما تحته
ألا يكون فضفاضا غير ضيق
ألا لا يكون مطيبا مبخرا
ألا يشبه لباس الرجال
ألا يشبه لباس الكافرات
ألا يكون لباس شهرة
وبهذه الشروط يستوفي الحجاب الضوابط الشرعية