قرية الطنطورة
الطنطورة قرية فلسطينية تقع إلي الجنوب من مدينة حيفا، وتبعد عنها 24كم، وتقوم القرية علي بقايا قرية (دور) الكنعانية وتعني المسكن. وتبلغ مساحة أراضيها 14520 دونمًا وتحيط بها قري كفر لام والفريديس وعين غزال وجسر الزرقاء وكبارة. قدر عدد سكانها سنة 1929م بحوالي 750 نسمة وفي عام 1945م بحوالي 1490 نسمة.
مجزرة الطنطورة
أكد عدد من المؤرخين العرب واليهود أن مجزرة الطنطورة تعتبر أبشع المجازر التي ارتكبتها الصهيونية في فلسطين والبالغة نحو ثمانين مجزرة. كانت وحدة ألكسندر وني في الجيش الصهيوني قد اقترفت المجزرة بحق أهالي قرية الطنطورة قضاء حيفا غداة احتلالها ، وقامت بتهجير السكان إلى الضفة الغربية والأردن وسوريا والعراق.
ويشير المؤرخ مصطفى كبها إلى أن الجيش الصهيوني اختار الهجوم على قرية الطنطورة -التي بلغ عدد سكانها 1500 نسمة - كونها الخاصرة الأضعف ضمن المنطقة الجنوبية لحيفا، بسبب موقعها على ساحل البحر المتوسط ولكونها سهلة الاحتلال بعكس سائر القرى المجاورة على قمم جبل الكرمل.
وفي المقابل أكد المؤرخ الصهيوني تيدي كاتس -الذي تعرض لدعوى تشهير من قبل وحدة ألكسندر وني بعد كشفه عن ملابسات المجزرة في الطنطورة بدراسة ماجستير في جامعة حيفا عام 1998م- أن الشهادات التي حصل عليها تشير لسقوط 230 فلسطينيًّا في المجزرة.
وأوضح كاتس -الذي سحبت جامعة حيفا اعترافها برسالته الأكاديمية بعد الضجة الإعلامية التي أثارها الكشف عنها وقتذاك - أن موتي سوكلر حارس الحقول اليهودي في تلك الفترة قد كلف من الجيش الصهيوني بتولي دفن الموتى موضحا أنه كان قد أحصى الضحايا بعد قتلهم على شاطئ البحر وداخل المقبرة.
وتكمن خطورة مجزرة الطنطورة واختلافها عن سائر المذابح في فلسطين ليس فقط في حجم ضحاياها بل لارتكابها على يد جيش الكيان الصهيوني بعد أسبوع من إعلان قيام الدولة الصهيونية.
وأنها وقعت بعد نحو شهر من مجزرة دير ياسين واستهدفت تحقيق الهدف الصهيوني المركزي المتمثل في تطهير البلاد عرقيا بقوة السلاح وترهيب المدنيين وتهجيرهم.
شهادات أحد الناجين من مجزرة الطنطورة
ويؤكد الحاج فوزي محمود أحمد طنجي، أحد الناجين من المجزرة والمقيم حاليا في مخيم طولكرم أن قشعريرة تجتاحه كلما تذكر كيف ذُبح أبناء عائلته وأصدقاؤه أمام ناظريه. وروى طنجي، الذي دخل عقده الثامن، أن أبناء القرية دافعوا بشرف عنها منذ منتصف الليل حتى نفدت ذخيرتهم في الصباح.
وروى طنجي أن الجيش فصل بين الرجال ممن أجبروا على الركوع وبين النساء والأطفال والشيوخ، مشيرا إلى أن أحد الجنود حاول الاعتداء على فتاة من عائلة الجابي، فنهض أبوها لنجدتها فقتلوه طعنا بالحراب، بينما واصل الجنود تفتيش النساء وسرقة ما لديهن من حلي ومجوهرات.
ويستذكر طنجي أنه في الطريق للبيت بحثًا عن السلاح أطلق الجنود المرافقون له النار على سليم أبو الشكر "75 عاما".
وقال: "عندما وصلنا البيت كان الباب مقفلا، والدماء تسيل من تحت الباب، فخلت أنهم قتلوا أمي فدخلت ودموعي على خدي فوجدت كلبي مقتولا، ولم أجد أمي فقلت لهم لا أعلم أين أخفت أمي السلاح، فدفعني أحد الجنود وأرجعوني نحو الشاطئ وفي الطريق أطلقوا الرصاص على السيدتين عزة الحاج ووضحه الحاج".
ويؤكد الناجي من المجزرة أن الجنود صفوا ما يتراوح بين عشرين وثلاثين شابًّا بالقرب من بيت آل اليحيى على شاطئ البحر وقتلوهم، ويوضح كيف أمروه وآخرين بحفر خندق بطول أربعين مترًا، وبعرض ثلاثة أمتار، وعلى عمق متر واحد، ثم بدأوا بأخذ ما بين ثمانية وعشرة رجال لنقل الجثث ورميها بالخندق، وعندما حاول فيصل أبو هنا، مقاومتهم، قتلوه بحراب البنادق. وقال "لو عشت ألف سنة فلن أنسى ملامح وجوه الجنود فقد بدوا لي كهيئة الموت، وأنا أنتظر دوري متيقنا أنها لحظاتي الأخيرة".
قرية الطنطورة اليوم
لم يبق من القرية إلا مقام وقلعة وبئر قديمة وبضعة منازل. أحد المنازل الباقية "منزل آل اليحيى" بني في سنة 1882م. مثلما يتبين من نقش ظاهر عليه. وينتشر كثير من شجر النخيل وبعض نبات الصبار في أنحاء الموقع. الذي تحول إلى منتزه إسرائيلي يضم بعض المسابح.
المصدر: موسوعة النكبة الفلسطينية