اللَيثُ مَلـكُ القِفـارِ = وَما تَضُمُّ الصَحاري
سَعَت إِلَيـهِ الرَعايـا = يَوماً بِكُـلِّ اِنكِسـارِ
قالَت تَعيـشُ وَتَبقـى = يا دامِـيَ الأَظفـارِ
ماتَ الوَزيرُ فَمَـن ذا = يَسوسُ أَمرَ الضَواري
قالَ الحِمارُ وَزيـري = قَضى بِهَذا اِختِيـاري
فَاِستَضحَكَت ثُمَّ قالَت = ماذا رَأى في الحِمارِ
وَخَلَّفَتـهُ وَطــارَت = بِمُضحِـكِ الأَخبـارِ
حَتّى إِذا الشَهرُ وَلّـى = كَلَيـلَـةٍ أَو نَـهـارِ
لَم يَشعُـرِ اللَيـثُ إِلّا = وَمُلكُـهُ فـي دَمـارِ
القِردُ عِنـدَ اليَميـنِ = وَالكَلبُ عِندَ اليَسـارِ
وَالقِـطُّ بَيـنَ يَدَيـهِ = يَلهـو بِعَظمَـةِ فـارِ
فَقالَ مَن في جُدودي = مِثلي عَديـمُ الوَقـارِ
أَينَ اِقتِداري وَبَطشي = وَهَيبَتي وَاِعتِبـاري
فَجاءَهُ القِـردُ سِـرّاً = وَقالَ بَعـدَ اِعتِـذارِ
يا عالِيَ الجاهِ فينـا = كُن عالِـيَ الأَنظـارِ
رَأيُ الرَعِيَّـةِ فيكُـم = مِن رَأيِكُم في الحِمارِ