كما نعلم بأن سيدنا إبراهيم كان له زوجتان من الناس ، كما أنه أجنب من كل واحده ولد ، فكان إبنه إسحاق من زوجته سارة ، أما إبنه إسماعيل فكان من زوجته هاجر .
كانت أم النبي إسماعيل إمرأة عبرية ، كما أنها مذكورة في كتب بني إسرائيل ، واختصها الله لتكون من أطهر نساء الأرض ، وتتزوج نبي الله إبراهيم وتنجب منه نبي الله إسماعيل عليهما السلام .
وذكرت كتب اليهود أن السيدة هاجر عليها السلام كانت جارية مصرية ، كما أن بعض الكتب نفت أن تكون جارية وقالت بأنها كانت أميرة ، وكانت إبنة فرعون مصر ، بينما ذكرت كتب أخرى بأنها كانت إبنة أحد الملوك الكنعانين ، والذي قتل على يد الفراعنة ووقعت إبنته في الأسر ، فأخذها الملك الفرعوني وأهداها إلى زوحة نبي الله إبراهيم سارة ، فقد كانت في يوم ما قد دعت على هذا الفرعون أن يصيبه الشلل ، وبالفعل شلت يده ، ولكنه حاول أن يستسمحها ، ويطلب منها الغفران فأهدها هاجر، ودعت السيدة سارة الله أن يشفيه ، وشفا الله يده .
قامت هاجر يتزويجها إلى زوجها نبي الله إبراهيم عليه السلام لأنها كانت كبيرة في السن ، فقد كانت بالغة لسن اليأس لا تستطيع الانجاب ، ولطالما أراد نبي الله إبراهيم طفلاً يخلف في النبوة ، وبالفعل تزوجها نبي الله وأنجبت له نبي الله إسماعيل عليه السلام .
ولكن سارة كانت تغار من هاجر بصور كبيرة لأنها أنجبت ولداً ، وكان نبي الله إبراهيم يدعو الله دوماً على أن يعينه على العدل بين زوجتيه ، وإذا الله يبشر إبراهيم بولد آخر من زوجته سارة ، وهو إسحاق ، وكان هذا بعد أن أصبح عمر إسماعيل خمسة سنوات .
ومن أجل الحد من المشاكل بين الزوجتين أمر الله إبراهيم بأن يأخذ هاجر وإبنها إلى مكان بعيد عن سارة وإبنها ، وبالفعل فعل ما طلب منه الله ، وحمل إبراهيم ولده ومشت معه زوجته هاجر ، فأصبح إبراهيم كلما مر على مكان به نخيل وزع يقول هنا يارب ، وإذا بجبريل يقول له إمضي يا إبراهيم .
يقي إبراهيم يمشي هو وزوجته هاجر إلا أن وصلا إلى مكة المكرمة ، وكانا قد أخذا بعض التمر والماء في الطريق ، ولكن عندما وصلا إلى هناك وطلب جبريل منه أن يتركهما هنا ، كان قد تبقى معها القليل من التمر والماء ، فوضع إبراهيم ولد وتركهما هناك ، ولكن هاجر كانت خائفة ، وطلبت منه أن يبقى ، ولكن سيدنا إبراهيم أخبرها أن الله سوف يرعاها هي وطفلها .
صمتت هاجر لأنها واثقة بقدرة الله وحكمته ، ولكن اشتد الحر عليها وعلى طفلها ، ونفذت المياه التي كانت بصحبتها ، والتمر أيضاً ، وعطش سيدنا إسماعيل عليه السلام ، وبدأ بالبكاء ، وما كان من أمه سوى أن تبدأ بالجري في المكان ، فتارة تصعد على جبل المروة لتنظر من حولها لعلها تجد من يساعدها ، وتارة أخرى تصعد جبل الصفا ، ولكنها لم تجد شيئاً ، وبدأت تجري من هنا لهناك تبحث عن ماء لطفلها .
وصل بها الحال أن أصبحت متعبة تعباً شديداً فنظرت من تحت أقدام طفلها إسماعيل فإذا بالماء يتدفق من تحتها ، وكانت تشرب وتسقي طفلها وتقول له زمزم ، أصبح هذا الماء ماءً مباركاً اليوم ، وأصبح الجميع يشرب منه طالباً الشفاء من الله سبحانه وتعالى ، وأن يعوضهما كما عوض السيدة هاجر .
منقول