ســـــــــــلام
حقق وفاق سطيف انجاز غير مسبوق في الكرة الجزائرية بتأهله لأول مرة الى نهائي
دوري أبطال افريقيا في صيغتها الجديدة بعد تفوقه المفاجئ والغير منتظر على أحـد
القوى الكبرى في القارة السمراء وأبرز المرشحين هذا الموسم لإحراز اللقب نادي
’’ تبي مازمبي ’’ الكونغولي .
فبعد التفوق الصعب في لقاء الذهاب والذي أعطى جرعة أمل بسيطة للوفاق ومحبيــه
من أجل مقارعة الغربان في معقلهم الحصين بـ لوبومـباشـي تحولت الآمال والأمانــي
الى حقيقة بعد اطلاق الحكم المصري الشجاع لـ صفارته معلنا نهاية المقابلة العســيرة
والتي خرج فيها الوفاق حقا من عنق الزجاجة .
وفاق الجزائر بقيادة مدرب محلي شاب هو خير الدين مضوي وبتعداد بشري أكثر مـا
يقال عنه أنه عادي وصل الى ما لم يصل اليه وفاق سـطـيـف نفسه منذ سنوات قليلـــة
ماضية تحت رئاسة سرار بفريق يضم تعداد بشري أقوى بكثير على غرار لموشــــية
الحاج عيسى , جديات , جابو وغيرهم وما لم تصل له جميع الأندية الجزائرية عموما
وفرق اقوى من الوفاق الحالي مثل جيل الشبيبة القبائل الذي حقق ثلاثية الكاف ـ بلقايد
, بن دحمان , بزاز ... او جيل شباب بلوزداد باجي , مزور , علي موسى .........
او جيل اتحاد العاصمة مفتاح , غازي , دزيري , بورحلي , ديالو ..........
اقصى ما وصلت اليه الفرق الجزائرية في دوري أبطال افريقيا هو الدور النصــــف
النهائي , اتحاد العاصمة ضد انيمبا النيجيري وشبيبة القبائل ضد مازمبي الكونغولي
اليوم وفاق سطيف في النهائي من أجل تحقيق اللقب الذي كان يبدو مستحيلا عــلى
الأندية الجزائرية في ظل الظروف المزرية التي تقبع فيها بطولتنا من قضايا
فساد وفضائح متكررة تمر مرور الكرام بدون حسيب ولا رقيب , ضف الى
التكوين العشوائي للاعب الجزائري في الفئات الصغرى وما يصاحبها مـــن
محسوبية و رشوة و ..... الخ
عوامل تألق وفاق سطيف
من بين أهم العوامل التي ساهمت في التألق الغير منتظر لـ وفــاق سـطيـف
قاريا هو السياق التي وضعت فيه الكرة الجزائرية بعد المشاركة المشرفـــة
للمنتخب الجزائري في المونديال الأخير وتألق خريجي البطولة المحلية فيها
سليماني , جابو , حليش , بلكالام ما جعل اللاعب الجزائري يستعيد الثـــقة
و يؤمن بقدراته أكثر فأكثر , اذن الثقة و كبرياء الكرة الجزائرية عامــــلان
رئيسيان في ظهور الوفاق المشرف .
عامل اثبات الذات وتحدي قرار الرابطة التي اجبرت اتحاد الحراش من
الانسحاب من أغلى المنافسات القارية والتي تعد مجرد المشاركة فيـــــها
حلم اي نادي , الرابطة لم ترحم ابدا الأندية المشاركة هذا الموسم فــــي
البطولات القارية , لكن ادراة حمار اصرت على عدم تضييع المشاركـة
بطريقة مجانية و في الأخير المشاركة جلبت ما لم يكن في الحسبان .
بداية ممتازة في دوري المجموعتين جعلت الادراة تؤمن بحظوظها في التأهــل
الى الدور النصف النهائي بعد الفوز في رادس على الترجي التونسي ورغــم
أن الوفاق لم يحقق اي انتصار في ملعب 8 ماي إلا أنه لم يخسر أيضا والتأهل
جاء من خارج الديار بانتصارين ضد الترجي و بنغازي وتعادل أمام الصفاقسي.
ارادة فولاذية اظهرتها عناصر النسر الأسود خاصة بعد رحيل عدة لاعبـــيـن
ساهموا في التأهل الى النصف النهائي لكن عدم ايمانهم في ذهاب الوفاق بعيدا
جعلهم يغادرون الفريق فكانت البركة في الباقين وفي التعاقدات الجديدة التـــي
ابرمتها ادارة الوفاق , فكان أداء اللاعبين الذين وضعت فيه الثقة خارقا للعادة
بفضل العزيمة التي كانت تحدوهم والتي عبروا بفضلها عن امكانيتهم التـي لا
تنقص تماما عن الذين رحلوا وأكيد أنهم ندموا بعد تأهل الوفاق الى النهائي .
اختيارات واجتهادات المدرب خير الدين مضوي , هذا المدرب الشاب الخلوق
الذي استفاد كثيرا من احتكاكه مع المدربين الأجانب لـ يأخذ منهم ’’ الصـنعة ’’
ويعطي نظرة حسنة عن كفاءة المدرب المحلي , شخصيا أعجبني كثيرا منـــذ
مدة توظيف هذا المدرب للاعب لقرع الذي عهدته ظهير ايسر في الحــراش ,
لكن لاعب المنتخب الوطني السابق الذي كان ينشط في منصب الارتكاز بامتياز
رأى في اللاعب لقرع خصال اللعب في هذا المنصب فنقل له تجربته فأصبح
لقرع لاعب متميز في هذا المنصب سواء في الاسترجاع أو حتى في الاحتفاظ
بالكرة و اخراجها بطرقة لائقة وسلسة للرفاق , على العكس من ذلك فقد أخطأ
مضوي في لقاء مازمبي في توظيف زي اوندو على الجبهة اليسرى حتى لـو
كان مضطرا وعموما اللاعب الغابوني ارى أن مستواه لا يرقى لحــمـــــــل
قميص الوفاق .
عقوبة الكاف كان الضرة النافعة لأن الفريق الحالي للوفاق يتأثر بضغط جمهور
ملعب الثامن ماي و نفود صبره وبالتالي اللعب بدون جمهور أمام مازمبي فــي
رأيي كان مؤثرا جدا في التفوق الذي تحقق على الغربان في لقاء الذهاب .
وفي الأخير مهما قيل عن تأهل الوفاق المحظوظ بـ لوبومابشي والمقصود هنا
هدفي الوفاق المسجلين حيث لم يقصد لا زياية ولا يونس التسديد على المرمــى
فكان الهدفين من توزيعتين طائشتين والعناية الربانية التي اعانت خذايرية فــي
حماية عرينه و رزانة الحكم المصري الذي لم يصفر لمرتين اللمس باليد فــي
منطقة جزاء سطي فالا أنه يجب علينا تثمين هذا التأهل التاريخي واستغلالـــــه
في تمثيل الجزائر لاحقا .
لا بديل عن التتويج ليكون الوفاق عالمي
بعد الاطاحة بفريق ’’ مويس ’’ لا يجوز أن نفرط في اللقب خاصة وأن لقــــــاء
العودة سيلعب في الجزائر وفي تاريخ مجيد علينا كجزائريين الفاتح من نوفمبــر
لهذا يتوجب على وفاق الجزائر أن يعود على الاقل من كينشاسا بأخف الأضرار
من أجل التتويج بهذا اللقب والوصول الى صبغة العالمية بعدما تغني كثيرا بـ
الأفروأسيوية ولما اللعب ضد رفقاء كريستيانو رونالدو في أرض المغرب الشقيق .
شكرا