قال له بن غوريون ناصحا إياه: "لا تقرأ يا أرييل فأنت لا تصلح إلا للقتل … ونحن نريد قتلة أكثر من مثقفين".
اشتهر شارون بأنه من أكثر القيادات الصهيونية إجراما وتعطشا للدماء، فقد تفوق في الإرهاب على الجميع! وسيرته مليئة بشتى أنواع الشرور والعدوانية.
مولد شارون ونشأتة
ولد أرييل صموئيل مردخاي شرايبر (أرييل شارون) في قرية ميلان الفلسطينية -التي أصبحت فيما بعد تسمى مستوطنة كفار ملال- عام 1928م لأسرة من أصول بولندية عملت في مزارع الموشاف في فلسطين بعد أن فرت إليها خوفاً من بطش النازيين. درس التاريخ وعلوم الاستشراق في الجامعة العبرية في القدس، وأكمل تحصيله الجامعي في كلية الحقوق في تل أبيب، وأرسله والده إلى الكلية الزراعية ولكنه لم يكن راغباً في الدراسة.
عرف شارون منذ صغره بالإجرام، حيث كان يحمل عصا في صغره لضرب الأطفال وإخضاعهم، وقد انضم إلى عصابة الهاغاناة مبكرا، وقاد إحدى فرق المشاه في حرب 1948م، وأصيب في بطنه (بينما كان يحرق أحد الحقول) وكاد يُقتل لولا أن قام جندي شاب بنقله إلى مكان آمن (وقد أصبح ولاؤه أثناء القتال لا يتجه إلى الوطن ككل وإنما إلى المقاتلين معه وحسب. وقد صارت هذه إحدى العقائد الأساسية في الجيش الصهيوني).
لم يبرز شارون إلا بعد عام 1948م كضابط في الوحدات الخاصة التي تعمل بإمرة الاستخبارات العسكرية للقيام بالأعمال الانتقامية ضد مخيمات اللاجئين والقرى الفلسطينية الحدودية حيث عهد بهذه الغارات إلى وحدة خاصة أُنشئت في غشت 1952 وأطلق عليها اسم «الوحدة 101». وقد اختار شارون أفراد الوحدة («شياطينها» كما كانوا يُدعون) بنفسه من مجرمين وأصحاب سوابق ولصوص وقتلة، ، ولم يخضعهم شارون لتدريبات عسكرية نظامية وإنما لتدريبات شاقة ومن نوع خاص تتركز على التدرب على السير الطويل وعمليات النسف والتدمير والتخريب على اختلاف أنواعها.
شارون عاشق الدماء
قد صرح إرييل شارون في مقابلة مع الجنرال أوزي مرحام، عام 1965م، بقوله: "لا أعرف شيئا اسمه مبادئ دولية، أتعهد بأن أحرق كل طفل فلسطيني يولد في المنطقة، المرأة الفلسطينية والطفل أخطر من الرجل، لأن وجود الطفل الفلسطيني يعني أن أجيالا منهم ستستمر".
و مما يسجله التاريخ هو أن شارون مجرم منذ طفولته الأولي ، فقد كانت أول جرائمه هو التعرض لرجل فلسطيني ثري و سرقة سيارته الفخمة.
وفي مذكرات المتقاعد الينورى مارن وهو ضابط في الموساد أن شارون كان يطلب منهم القيام بأفعال يندى لها الجبين، وما عجز عنه هؤلاء يتولاه شارون الذي تلذذ باختطاف الفلسطينيين ، كما أكد أن شارون فضل أن يحتفل بعيد ميلاده عن طريق إطفاء شموع خاصة و هي قتل 20 طفلا، وفي طريقه وجد امرأة تحمل رضيعا فقام بالاعتداء عليها بالسكين حتى فصل رأسها عن جسدها، وبعدها أمر بإشعال النار وقذف فيها الرضيع الذي كلما تعالت صراخاته تتعالى ضحكات هذا الحقير، وبعد أن احترق الرضيع، أشار شارون إلى أن هذا لا يدخل في حساب العشرين طفلا و حل دور الخمسة الذين قادتهم براءتهم إلى اللعب في الشارع ليس بعيداً عن منطقة الجليل فأمر جنوده البطاشين بأن يختطفوهم وهم لا يتجاوزون ست سنوات، حيث أمر بتعذيبهم و بعدها حرقهم كما فعل بالرضيع و يضيف المصدر أنه خلال ساعة ونصف تم القضاء على 15 طفلا فلسطينيا.
شارون ومذبحة قبية (15 أكتوبر 1953م)
اتجه شارون بقيادة الوحدة 101 إلى قرية قبية العربية الفلسطينية التي تقع شمال القدس في المنطقة الحدودية تحت إدارة الأردن ، ثم حاصرت قواته القرية وأمطرتها بوابل من نيران المدفعية فدكت القرية دكاً على من فيها، ثم دخلت قوة منهم إليها وهي تطلق النار عشوائياً بعد أن تمكنت من التخلص من المقاومة التي أبدتها قوة الحرس الوطني المحدودة في القرية. وبينما كان يجري حصد المدنيين العُزَّل بالرصاص قامت عناصر أخرى بتلغيم العديد من منازل الفلسطينيين وتدميرها على من فيها. وقد دلت مواضع الإصابات في أجسام الضحايا الذين سقطوا قرب أبواب بيوتهم من الداخل على أنهم لم يُعطوا فرصة مغادرتها (كما يقول تقرير قائد مراقبي هيئة الأمم مما يجعل قبية قريبة من قانا). وقد استعمل في هذا الهجوم جميع أسلحة المشاة من بنادق ورشاشات برن وستن وقنابل يدوية وقنابل حارقة ومتفجرات.
وقد تذرع الصهاينة في البداية بأن الهجوم يأتي انتقاماً لمقتل امرأة يهودية وطفلها. كما مارست الخداع بادعائها أن مرتكبي المذبحة هم من المستوطنين الصهاينة وليسوا قوات نظامية. إلا أن مجلس الأمن الذي أدان الجرم الصهيوني قد اعتبره عملاً تم تدبيره منذ زمن طويل، وهو الأمر الذي أيدته اعترافات بعض القيادات الصهيونية/الإسرائيلية فيما بعد.
وأسفرت المذبحة عن سقوط 69 قتيلاً بينهم نساء وأطفال وشيوخ ، ونسف 41 منزلاً ومسجد وخزان مياه القرية في حين أُبيدت أُسر بكاملها.
شارون ومذبحة صابرا وشاتيلا (16-18 سبتمبر 1982م)
تُعدّ مذبحة صابرا وشاتيلا من أهم المحطات في حياة المجرم شارون، فقد صممها وأمر بتنفيذها وسهل للجناة فعلتهم وفتح لهم الطريق بعد احتلال بيروت عام 1982م، وكان شعاره: "بدون عواطف"!!، وكانت مذبحة مروعة قتل وذبح فيها 1500 من النساء والرجال والأطفال، رغم أن الإحصائيات تفاوتت، فأوصلها البعض إلى 3500 شخص، ولكن المتفق عليه أن عددا كبيرا قتل بهذه الجريمة الإنسانية البشعة، وتم التمثيل بالجثث وبقر البطون، وقطع الأطراف، واغتصاب النساء والفتيات بشكل متكرر!!
وُيعتبر مناحيم بيجن مُعلم المجرم والسفاح شارون في عالم الإجرام، وهو الذي كان يرعاه صغيراً عندما كان يحبو في عالم الجريمة، وكان دائما يشجعه على ذبح الفلسطينيين وارتكاب المجازر ضدهم، ويكيل المديح لهذه الجرائم والمذابح. وهو الذي أعطاه الأوامر بارتكاب مذابح صبرا وشاتيلا وهو الذي اتخذ قرار اجتياح لبنان والقضاء على الوجود الفلسطيني فيه عام 1982م حيث كان حينذاك رئيسا لوزراء الكيان اليهودي.
شارون ونظرية الضم التدريجي
يعد شارون من أكثر القادة الصهاينة حماسًا لتطبيق نظرية الضم التدريجي للضفة الغربية؛ لذا كثر اختياره وزيرًا للإسكان والبنية التحتية والمستوطنات، ففي حكومة الليكود التي شكلها بنيامين نتنياهو بعد انتخابات 1996م اختير وزيرًا للبناء والإسكان،، ثم وزيرًا للخارجية في الفترة من 1998إلى 1999م في التعديل الوزاري الذي أجراه نتنياهو قبل أن يسلم الراية لإيهود باراك.
دخول شارون المسجد الأقصى
في سنة 2000م دخل شارون المسجد الأقصى، مما أثار حفيظة الفلسطينيين الذين لم ينسوا مسؤوليته في قبية وصبرا وشاتيلا، الأمر الذي تسبب في اندلاع انتفاضة الأقصى.
شارون رئيسا للوزراء
فاز شارون برئاسة الوزراء بعدما أقنع الناخب الصهيوني بأنه الوحيد القادر على إعادة الأمن الشخصي له إثر فشل رئيس الوزراء السابق إيهود باراك في ذلك بسبب استمرار انتفاضة الأقصى منذ سبتمبر 2000م.
اغتيال الشيخ أحمد ياسين ورموز المقاومة
أمر شارون باغتيال الشيخ المجاهد أحمد ياسين رحمه الله تعالى وهو مقعد لا يملك أن يقاتل، فكانت جريمة نكراء صمت عنها العامل بذل وجبن. كما اغتال من بعده الكثير من رموز المقاومة كالشيخ عبد العزيز الرنتيسي والكثير من غيره.
بالطبع لا يمكن حصر كل جرائم شارون، وقد وصفته الكتابات الصحفية في كل مكان بما فيها إسرائيل ذاتها بأنه البلدوزر، الذئب الجائع، دراكولا مصاص الدماء، وغيرها من الأوصاف التي تؤكد على حالته المعروفة والمشهورة، بل إنه عندما أصبح رئيساً للوزراء عام 2001م مارست حكومته كل أنواع الاغتيال والقتل والاعتقال والمذابح في مدن الضفة وغزة، وهو صاحب فكرة الجدار العازل الذي التهم المزيد من أراضي الفلسطينيين وعزل أبناء الشعب الفلسطيني.
واليوم ننجيك ببدنك
قبل أن تنتهي ولايته، أصيب شارون في يناير 2006م بجلطة سببها نزيف دماغي حاد، جعلته يدخل في غيبوبة لم يفق منها إلى يومنا هذا، وها هم الأطباء يستأصلون جسده قطعة قطعة وجزءاً جزءاً، نتيجة العفونة التي أصابته، فكلما تعفن جزء استأصلوه، حتى أمسى هيكلا عظميا منزوعا عنه اللحم، ويتنفس تنفساً اصطناعيا، فما هو بميت ولا بحي، ليكون آية يضرب الله بها الأمثال للمجرمين والظالمين !!
منقول