قف حتى تقرر: طريقة في العقاب مفيدة وفعّالة اكثر من الضرب والعنف
كيف نعاقب أولادنا بدون اللجوء إلى الضرب والعنف
سنعلمكم اليوم طريقة في العقاب فعالة ومجدية
اسم هذه الطريقة قف حتى تقرر:
«قف حتى تقرر» طريقة تساعدنا في تربيتهم وتأديبهم . يمكن للأولاد أن يتعلموا
المطالبة بما يريدون بشكل خلاّق بدلاً من المقاومة. كما يمكن للأهل أن يتعلموا كيف
يؤثرون في أولادهم بطرق فعالة من دون اللجوء إلى العقاب والضرب والعنف. هذه
الوسيلة السهلة تؤدي إلى نتائج مذهلة على أصعدة مختلفة.
المراحل
تنقسم طريقة «قف حتى تقرر» إلى خمس مراحل أساسية:
1 ـ التعليمات
2 ـ التحذير
3 ـ الوقوف مع مهمة
4 ـالقرار
5 ـالحل
عندما يقوم الولد بتصرف خاطئ اطلب منه التوقف فإن لم يتوقف حذره وإن لم ينفع
التحذير تطلب منه التوجه إلى مكان ما في البيت تخصصه ليقف فيه: "قف هناك، وجهك
ناحية الحائط، إلى أن تقرر أن تفعل كذا» وعندما يقرر الولد تعفو عنه. تأكد مما قرره
ابنك، ومما إذا كان يقصد فعلاً ما يقوله. احصل منه على تصريح واضح ومحدد حول
الوقت والطريقة والمكان لتطبيق ما فعله.
إن الأولاد الذين استخدم أهلهم معهم طريقة «قف حتى تقرر» أو طريقة مشابهة،
مختلفون بشكل كبير عن سواهم. فهم أقوياء، حساسون، واضحو التفكير، ومنفتحون.
هم دليل حي على إمكانية مساعدة الأولاد على النمو والتطور من الداخل.
حتى تفهموا هذه الطريقة معنا أكثر دعونا نقصّ عليكم قصة هي بمثابة تطبيق عملي
لتنفيذ "قف حتى تقرر":
سارة فتاة في الخامسة من عمرها، غارقة في مشاهدة برنامج للأطفال على شاشة
التلفزيون. نادتها أمها: «سارة، أطفئي التلفزيون وتعالي إلى هنا. حان وقت تحضير
المائدة»، فمسؤولية سارة هي وضع الصحون على مائدة العشاء.
(المرحلة الأولى: التعليمات)
لكن سارة لم تجب.
ولكي تتأكد الأم أن ابنتها قد سمعتها، نادت مجدداً: «سارة، هل سمعتني؟» إذ يجب
تكرار التعليمات في حال لم يسمع الولد.
بدأت سارة تتذمر وقالت بنبرة فيها الكثير من نفاد الصبر: «نعم»
فأجابتها أمها بوضوح وحزم: «أطفئي التلفزيون وتعالي إلى هنا. حان وقت تحضير
المائدة. إن لم تحضري الآن، سوف تقفين في الزاوية حتى تقرري أن تفعلي ذلك»
(المرحلة الثانية: التحذير)
لم تحرّك سارة ساكناً لتطفئ التلفزيون، فتوجهت إليها أمها وأشارت إلى مكان في
المطبخ لتقف فيه سارة وتواجه الحائط: «اذهبي إلى هناك فوراً». ففعلت سارة. ثم
تابعت الأم: «قفي هناك إلى ان تقرري إطفاء التلفزيون والبدء بتحضير المائدة.
أخبريني متى قررتِ».
(المرحلة الثالثة: الوقوف مع مهمة)
قلبت سارة شفتيها وبدت غير متعاونة. فقالت أمها وهي تطهو بالقرب منها: «هذه
الحركات سوف تبقيك مدة أطول هناك. اهدئي وقرري أن تفعلي ما قلته لك. فكلما
أسرعت في ذلك، تحررت من الوقوف هناك بشكل أسرع».
فراحت سارة تتذمر: «ولكنني أريد مشاهدة التلفزيون».
-لن تشاهدي أي شيء الآن، لأنه وقت إعداد المائدة. والتذمر لن يلغي هذا العمل. لذا
قفي بهدوء وقرري ما قلته لك».
ثم سكتت قليلاً لكي يفعل كلامها فعله في ابنتها، وتابعت: «وعندما تكلمينني في المرة
المقبلة، افعلي ذلك من دون تذمر».
وتمنت الوالدة أن تقرر ابنتها من دون مشاكل، فقد كان يومها طويلاً ولا تودّ الآن أن
تدخل في مشاجرة مع سارة، ولكنها مستعدة لها في حال حصولها. فهي تعرف عن
خبرة أن المواربة في مثل هذه الأمور لن تؤدي إلا إلى مزيد من العناد ولمزيد من
الوقت.
وكمّ سرّت الأم بسماع ابنتها سارة تتكلم بصوت واضح: «حسناً ماما، لقد قررت»
(المرحلة الرابعة ـ القرار)
- جيد، قالت الأم، وماذا قررت؟
(المرحلة الخامسة ـ التصميم يبدأ هنا)
- سوف أطفئ التلفزيون وأعدّ المائدة.
- صحيح. عليك أن تفعلي ما أقول من المرة الأولى. هل ستفعلين ذلك من الآن فصاعداً؟
كانت الأم بذلك تستغل الفرصة لتمرر رسالة مفيدة لابنتها.
- نعم ماما.
وتوجهت سارة إلى التلفزيون وأطفأته ثم عادت لتضع الصحون على المائدة. الأم وابنتها
سعيدتان وتتحدثان وهما تعملان.
عن موقع فراشة