لوح عمال وتجار وأصحاب مصانع البلوك وموردي الأسمنت بالقيام بخطوات تصعيدية رفضا لسياسة سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تتبعها في إدخال الأسمنت لقطاع غزة.
حيث نظم اتحاد الصناعات، واتحاد المقاولين، والغرفة التجارية في قطاع غزة وقفة احتجاجية بمشاركة المئات من أصحاب مصانع البلوك وموردي الأسمنت والعمال، أمام مقر اليونسكو في مدينة غزة، رفضا للآلية المتبعة في إدخال الأسمنت، واحتجاجا على رفض التعامل مع عشرات مصانع البلوك.
سياسة تعسفية
وأكد رئيس الغرفة التجارية وليد الحصري في بيان إتحاد الصناعات وإتحاد المقاولين والغرف التجارية على رفضهم الكامل لسياسة الاحتلال المتبعة في ادخال الأسمنت لقطاع غزة.
وقال الحصري: "في ظل استمرار المعاناة والتضييق على أبناء شعبنا ما يزال الجانب الاسرائيلي يفرض سياساته واجراءاته التعسفية على كافة مناحي الحياة، ولا سيما قطاع الصناعات الإنشائية والمقاولين وموردي الأسمنت والتي أدت إلى بطئ شديد في عملية إعادة الإعمار وزادت من معاناة المواطنين وفاقمت من الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية".
وأشار رئيس الغرفة التجارية بغزة إلى أن إعادة اعمار قطاع غزة وصلت إلى 16% من المنازل المدمرة كلبا بعدد 1181 وحدة سكنية من أصل 11ألف وحدة دمرت كليا بالعدوان الإسرائيلي عام 2014.
وحذر الحصري من توقف عملية الإعمار في قطاع غزة في حال تواصلت سياسة الاحتلال في ادخال الأسمنت، مؤكدا على التوقف الفعلي لجميع مصانع البلوك والتي بلغ عددها أكثر من 240 مصنع, وإيقاف ما يزيد عن 70 مقاول من التعامل عبر نظام grm , والتوقف عن تزويد الإسمنت لعدد كبير من الموردين، وعدم قبول أي طلبات جديدة لموردين جدد للأسمنت .
وطالب بإلغاء آلية الإعمار (grm) والتي ساهمت في بطئ وإفشال عملية إعادة الاعمار، موضحا أنها كانت لفترة تجريبية لستة شهور فقط، إضافة إلى إدخال الأسمنت لكافة المصانع الإنشائية والمقاولين والموردين دون قيود أو شروط، بهدف تلبية احتياجات مشاريع إعادة الإعمار, والمشاريع التنموية في قطاع غزة.
كما ناشد الحصري المؤسسات الدولية بالضغط على الاحتلال من أجل وقف سياسة سحب التصاريح من الصناعيين والتجار ورجال الأعمال والمقاولين، والعمل الفعلي على إلغاء قوائم السلع الممنوع دخولها إلى قطاع غزة .
خطوات تصعيدية
وفي ذات السياق أوضح نائب رئيس اتحاد الصناعات علي الحايك أن الوقفة الاحتجاجية أمام اليونسكو هي خطوة أولى لإيصال صوت تجار وعمال الأسمنت إلى كافة المؤسسات الرسمية والدولية، محذرا في حال استمرار آلية الأسمنت المتبعة سيكون خطوات تصعيدية كبرى اتجاه كل من يقف في وجه عملية إعادة إعمار قطاع غزة.
وشدد الحايك على أن سياسة ادخال الأسمنت لقطاع غزة تمر من خلال سياسة مبرمجة تهدف لتدمير ما تبقى من الاقتصاد الفلسطيني، وفتح باب حصار جديد لقطاع غزة
وألمح إلى أن جزء كبير من أموال إعادة الإعمار يذهب للرقابة على الأسمنت، قائلا :" يذهب ضعف ثمن الأسمنت للرقابة على الأسمنت الذي يتم عن طريق "unsco".
عمال وتجار على الهاوية
بدروه أوضح طلعت الغول صاحب مصنع بلوك في منطقة المشتل غرب مدينة غزة على أن مصنع توقع عن العمل منذ قرابة 6 أشهر بعد رفض الاحتلال التعامل مع مصنعه، وإلغاء ما يسمى "بالسيستم" الخاص بمصنعه.
وأشار الغول إلى أن انضم بصحبة 6 من العمال إلى صفوف البطالة منذ توقف الأسمنت، مطالبا بإلغاء النظام المتبع في إدخال الأسمنت، وتوريده للقطاع الخاص بشكل مباشر ودون قيود.
أما أكرم كوارع أحد عمال مصنع القرا للبلوك بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة إلى أنه لا يجد ما يعيل به أولاده الخمسة بعد توقف توريد الأسمنت للمصنع الذي يعمل به.
وأضاف كوارع :"كنا نتقاضى 150 شيكل تقسم على 4 عمال على كل 1000 حجر بلوك نقوم بصناعته، وأطالب بالعمل الجاد على إلغاء السياسة الظالمة في إدخال الأسمنت، والسماح لنا بالعودة لعملنا، من أجل توفير قوت عيالنا".
وفي ذات السياق انضم مصنعي أبو عمرة للبلوك وشركة خاتم نصار لمواد البناء إلى قوائم الممنوعين من الأسمنت قبل نحو شهر، كما أفاد سائق التراكتور حمادة الدشت، والسائق روحي جودة.
وطالب الدشت بإعادة إدخال الأسمنت بصورة تسمح لهم بالحفاظ على لقمة عيش أبنائهم، وتوفير ضمانات تسمح لهم بممارسة حياتهم بشكل طبيعي بعيدا عن المخاوف التي تروادهم في كل حين.
المصدر: فلسطين الآن