السلام عليكم و رحمةالله
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وسلم
قال ابن القيّم في مدارج السالكين ص430
قال تعالى ( وإذا مروا باللّغو مروا كراماً) قال محمد بن الحنيفة
هو الغناء، وقال الحسن وغيره: أكرموا نفوسهم عن سماعه.
قال ابن مسعود " الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت
الماء البقل" وهذا كلام عارف بأثر الغناء وثمرته فإنه ما اعتاده
أحد إلا نافق قلبه وهو لا يشعر ، ولو عرف حقيقة النفاق
وغايته لأبصر في قلبه فإنه ما اجتمع في قلب عبدٍ قط محبة
الغناء ومحبة القرآن إلا طردت إحداهما الأخرى ، فقد شاهدنا
نحن وغيرنا ثقل القرءان على أهل الغناء وسماعه وتبرمهم
منه وصياحهم بالقارئ إذا طول عليهم وعدم انتفاع قلوبهم بما
يقرأه فلا تتحرك ولا تطرب ولا تهيج منها بواعث الطلب ، فإذا
جاء قرآن الشيطان فلا إله إلا الله كيف تخشع منهم الأصوات
وتهدأ الحركات وتسكن القلوب وتطمئن ويقع البكاء والوجد
والحركة الظاهرة والباطنة والسماحة بالإثمان والثياب وطيب
السهر وتمني طول الليل، فإن لم يكن هذا نفاقاً فهو آخية
النفاق وأساسه.
وقال في ص439 :
فإن الغناء كما قال ابن مسعود هو " رقية ال***" وقد شاهد
الناس: أنه ما عاناه صبي إلا وفسد ولا إمرأة إلا وبغت ولا
شاب إلاّ إلاّ وإلا شيخ إلاّ و إلاّ والعيان من ذلك يغني عن
البرهان.
ولا سيمّا إذا اجمع هيئة تحدو النفوس أعظم حدو إلا المعصية
والفجور بأن يكون على الوجه الذي ينبغي لأهله من المكان
وال إمكان والعُشَراء والإخوان وآلات المعازف من اليراع والدف
والأوتار والعيدان ، وكان القوّال شادناً شجيّ الصوت لطيف
الشمائل من المردان أو النسوان وكان القول في العشق
والوصال والصد والهجران.
ودارت كؤوس الهوى بينهم---- فلَسْتَ ترى فيهم صاحياً
فكل على قدر مـــــــشروبه---- وكل أجاب الهوى داعياً
فمالو سكارى ولا سُكر من---- تناول أُم الهوى خالـــــياً
وقال ابن القّيم رحمه الله في ص 441:
والذي شاهدناه- نحن وغيرنا- وعرفناه بالتجارب : أنه ما ظهرت
المعازف وآلات اللهو في قوم وفشت فيهم واشتغلوا بها إلا
سلط الله عليهم العدوّ وبُلوا بالقحط والجدب وولاة السوؤ
والعاقل يتأمل أحوال العالم وينظر والله المستعان.
وقال رحمه الله ( وعلم أن الشرع لا يأتي بإِباحته- أي
المعازف- وأنه ليس على الناس أضر منه ولا أفسد لعقولهم
وقلوبهم وأديانهم وأموالهم وأولادهم منه والله أعلم).
أسماء الغناء :
قال ابن القّيم في كتابه" الداء والدواء" ص 311:
هذا السماع الشيطاني المضاد للسماع الرحماني له في
الشرع بضعة عشر إسماً:
اللهو، اللغو، الباطل، الزور ، المكاء، التَصْدِية، رقية ال*** ، منبت
النفاق في القلب، الصوت الأحمق ، الصوت الفاجر، صوت
الشيطان، مزمور الشيطان، السمود.
فدع صاحب المزمار والدف والغناء---- وما اختاره عن طاعة
الله مذهبا
ودعه يعيش في غيّه وضلالــــــــــه ---- على تاتينايحي
ويبعث أشيبــــــا
كيف دواء وعلاج عاشق الغناء؟
قال ابن القّيم في مدارج السالكين ص440 :
فدواء مثل صاحب مثل هذا الحال: أن ينقل بالتدريج إلى سماع
القرآن بالأصوات الطيبة مع الإمعان في تفهم معانيه وتدبر
خطابه قليلا إلى أن ينخلع من قلبه سماع الأبيات ويلبس
محبة سماع الآيات ويصير ذوقه وشربه وحاله وجده في
حينئذ يعلم هو من نفسه: أنه لم يكن على شيء.