أيام قليلة تفصلنا عن نهائيات كأس الأمم الإفريقية التي تحتضنها الغابون في الفترة من 14 يناير إلى 5 فبراير 2017، ليحسم عدد من اللاعبين العرب والأفارقة مصيرهم بشأن الانضمام إلى منتخباتهم الوطنية في العرس الإفريقي.
فالمشهد بالنسبة للاعبين العرب ثابت منذ فترة طويلة، إذ دائما ما يسعى اللاعبون العرب إلى المشاركة في النهائيات على أمل أن تساعدهم في إيجاد فرصة احتراف في الدوريات الأوروبية.
وبعض اللاعبين العرب المحترفين في أوروبا يحاولون من خلال المشاركة الإفريقية أن يجذبوا الأضواء من أجل الانتقال إلى نادي أكبر، إلا أن هناك بعض اللاعبين تؤثر عليهم المشاركة بالسلب مع أنديتهم.
فبالنظر إلى اللاعبين المصريين والتونسيين والجزائريين والمغاربة نجد أن أغلبهم يشاركون بصفة أساسية مع فرقهم، ومنهم من لا يعود للعب في مركزه في الفريق كونه غاب نحو شهر واحتل لاعب آخر مكانه بسبب المشاركة الإفريقية.
وهناك مشكلة أخرى تواجه هؤلاء، وهي توقيت البطولة، الذي يأتي متزامنا مع فترة الانتقالات الشتوية، ما يؤثر على مستقبلهم الكروي، بالإضافة إلى تأجيل انضمامهم أحيانا لبعض الفرق إلى فترة الانتقالات الصيفية، فيما تؤثر مفاوضات الأندية خلال هذه الفترة على مستويات اللاعبين وتركيزهم.
أما على المستوى الإفريقي، فالموقف مختلف إذ يسعى اللاعبون الأفارقة إلى التهرب من تمثيل منتخبات بلادهم، ومثال على ذلك لاعبي منتخب الكاميرون، الذي يرفض 7 من عناصره تمثيل الفريق في البطولة القادمة.
وأعلن الاتحاد الكاميروني لكرة القدم من جانبه أنه قد يطلب من "الفيفا" معاقبة اللاعبين بالحرمان من المشاركة مع أنديتهم لفترة تمتد لـ3 أسابيع.
وقال مدرب "الأسود غير المروضة"، هوغو بروس، لوسائل إعلام محلية: "هؤلاء اللاعبون فضلوا مصالحهم الشخصية على مصلحة المنتخب الوطني، والاتحاد الكاميروني له الحق في اتخاذ إجراءات ضدهم وفق لوائح الفيفا".
وعلى غرار الكاميرون، رفض لاعبو منتخب نيجيريا اللعب من قبل حتى يتسلموا مستحقاتهم من اتحاد بلادهم عن المباريات التي لعبوها.
أما نجوم منتخب غانا فلا يختلف حالهم كثيرا عن اللاعبين الآخرين، كون المشاركة مع أنديتهم هي الأولوية عن المشاركة مع منتخب بلادهم، في حين أن نجوم منتخب كوت ديفوار منذ زمن بعيد يحرصون على المشاركة ويمثلون نموذجا فريدا بين منتخبات القارة السمراء.