بسم الله الرحمان الرحيم
إلى أختي المباركة علياء رحال وفقني الله و إياك لمرضاته، فبعدما اطلعت على الموضوع، دفعني واجبي تجاهك و حَقُّكِ عليّ ألا و هو النصح أن أبين لك ما جاء في هذا الكتاب من أمور مخالفة للعقيدة الصحيحة تكلم عليها العلماء،منها:
(التخلق بأخلاق الله تعالى):ما معناها؟ ومن يقول بها؟هي من الألفاظ التي ردّها العلماء المحققون، و هي قول لبعض أهل التصوف و من قبلهم الفلاسفة. و أحسن منها (التخلق بمقتضى صفات الله تعالى و أسمائه و موجبها.
قال ابن القيم رحمه الله في البدائع : في بيان مراتب إحصاء أسمائه التي من أحصاها دخل الجنة وهذا هو قطب السعادة ومدار النجاة والفلاح
المرتبة الأولى إحصاء ألفاظها وعددها .
المرتبة الثانية فهم معانيها ومدلولها .
المرتبة الثالثة دعاؤه بها كما قال تعالى{ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} وهو مرتبتان .
إحداهما: دعاء ثناء وعبادة .
والثاني: دعاء طلب ومسألة فلا يثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وكذلك لا يسأل إلا بها فلا يقال يا موجود أو يا شيء أو يا ذات اغفر لي وارحمني بل يسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضيا لذلك المطلوب فيكون السائل متوسلا إليه بذلك الاسم .
ومن تأمل أدعية الرسل ولا سيما خاتمهم وإمامهم وجدها مطابقة لهذا وهذه العبارة أولى من عبارة من قال يتخلق بأسماء الله فإنها ليست بعبارة سديدة وهي منتزعة من قول الفلاسفة بالتشبه بالإله على قدر الطاقة .
وأحسن منها عبارة أبي الحكم بن برهان وهي التعبد وأحسن منها العبارة المطابقة للقرآن وهي الدعاء المتضمن للتعبد والسؤال .
فمراتبها أربعة أشدها إنكارا عبارة الفلاسفة وهي التشبه وأحسن منها عبارة من قال التخلق وأحسن منها عبارة من قال التعبد وأحسن من الجميع الدعاء وهي لفظ القرآن .
بدائع الفوائد (1|172)
و يكفي هذه العبارة أنها لم تأت إلا في كتب القوم.
كذلك الحديث الذي أورده{إن للـه مائة وبضعة عشر خلقاً من أتى بواحد منها دخل الجنة} لايصح.
اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتِّباعه، و أرنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه.