facebook twitter rss
v





العودة  

جديد مواضيع منتديات بيت العرب الجزائري


قسم التاريخ الاسلامي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-08-18, 11:25 AM   #1
hakimdima
مشرف الأقسام التعليمية


العضوية رقم : 10954
التسجيل : Jul 2016
العمر : 39
الإقامة : الجزائر
المشاركات : 6,072
بمعدل : 2.00 يوميا
الوظيفة : متعاقد
نقاط التقييم : 10
hakimdima is on a distinguished road
hakimdima غير متواجد حالياً
معلومات الإتصال :
افتراضي الإسلام في روسيا

هناك في روسيا وعلى أرض سيبيريا، وحيث يلتقي الشفق بالغسق، حيث لا ليل ولا نهار، فقد أقر الله تعالى قلب رسوله صلى الله عليه وسلم بوصول رسالة الإسلام إلى الدائرة القطبية الأولى من أراضي سيبيريا الروسية، حيث تصل درجة الحرارة فيها إلى أكثر من خمسين درجة تحت الصفر في فصل الشتاء، ففي هذه المنطقة من العالم كان نور الإسلام قد وصلها من خلال انتشاره في سهوب وسهول وجبال روسيا منذ ألف وأربع مئة سنة على تاريخنا الذي نعيشه.

جاءت كتابتي عن الإسلام في روسيا في ماضي النشأة والتاريخ، من عطاء زيارتي العلمية لموسكو، والتي امتدت خمسة عشر يوماً من تاريخ سفري في 19/10/1430هـ -1/10/2010م، فقد نال إعجابي ما شاهدته في المسجد الجامع في موسكو في صلاة الجمعة، فالمصلون خارج المسجد أكثر من داخله، والمسجد هذا قيد التوسعة في بنائه إلى ستة أدوار طابقية، وأروقة تتسع لعشرين ألف فصل، فاستبشرت خيراً بحال المسلمين في روسيا اليوم، لا سيما بعد إقامة العلاقات الدبلوماسية بين روسيا والمملكة العربية السعودية والتي سيترتب عليها الخير إن شاء الله للمسلمين الروس، فكان هذا من دواعي هذه الكتابة متمنياً أن أكون قد وفقت في نقل هذه الصورة عن مسلمي روسيا اليوم.

ألف وأربعمائة سنة على دخول الإسلام إلى روسيا

في سنة 1996م كان مفتي روسيا الشيخ راوي عين الدين، قد طلب من الرئيس يلتسن الموافقة للمسلمين على الاحتفال بذكرى مرور ألف وأربعمائة سنة على دخول الإسلام إلى روسيا، ويبدو أن الذي لم يحصل عليه المفتي من يلتسن، حصل عليه من الرئيس بوتين، فقد احتفل المسلمون بهذه الذكرى العظيمة التي تؤرخ لوجود الإسلام على أرض روسيا، قبل اعتناق الروس للنصرانية بأربع مائة سنة، ففي نهاية القرن الماضي، احتفل الروس بذكرى مرور ألف سنة على دخول النصرانية لبلادهم، واعتناق الروس لها، وتلك هي قصة أسبقية دخول الإسلام على النصرانية لروسيا.

عالمية الرسالة الإسلامية

خص الله رسالة الإسلام بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وخص الله رسوله بأن يكون من العرب، وخص الله العرب بحمل رسالة الإسلام لبني الإنسان، ولعالمية الإسلام كرسالة ربانية سماوية، سار الخلفاء الراشدون على ما ذهب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، بحمل هذه الأمانة لتبليغها للناس كافة، ولم يمض على وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بضع سنين حتى وصلت رايات الفتح الإسلامي إلى بلاد ما وراء النهر وبلاد السند والشمال الأفريقي.

دخول الإسلام إلى روسيا

في عهد عمر بن الخطاب

أما عن دخول الإسلام إلى سهوب روسيا، وجبال الأورال، فتعود قصتها إلى أيام الفتح الإسلامي في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ما بين سنتي (18- 24هـ = 638- 644م)، فقد قاد الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه حملته على أذربيجان وأرمينيا، وقد تم توقيع الصلح على يد قائده عتبة بن فرقد السلمي، وقاد الحملة الثانية إلى الشرق من البلاد التي توجه إليها حذيفة، الأحنف بن قيس، ففتح أراضي الديلم وطبرستان، وأفغانستان.

أما ما يعرف عند المسلمين العرب بمدينة (باب الأبواب) وديربند، فقد فتحها القائد المسلم سراقة بن عمرو من دون إراقة دماء، وذلك في العهد العمري سنة (20هـ)، ومقبرتها الإسلامية حاضنة لقبور أربعين شهيداً عرف منهم الصحابيان الجليلان الربيع بن مسلمة وأخيه عبد الرحمن رضي الله عنهما، في حروبهم مع الخزر، ويعتبر أهل المدينة المقبرة أرضاً مباركة لضمها لرفاة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن معالم المدينة المسجد الذي بناه مسلمة بن عبد الملك سنة (115هـ). ولا زالت آثاره باقية بعدما ضربه زلزال أصاب المنطقة مطلع القرن الرابع عشر للميلاد.

في عهد الدولة الأموية

وفي عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، تواصل امتداد الفتح الإسلامي حتى عبر الصحابي الحكم بن عمرو الغفاري سنة (50هـ- 670م) نهر جيحون وفتح بلاد أوزبكستان، ثم توالت الفتوح، ففتح عبد الله بن زياد بخاري وبيكند سنة (55هـ - 674م).

ثم جاء سعيد بن عثمان، ففتح سمرقند، وفي تلك المعركة استشهد الصحابي قثم بن العباس ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل هذا إنما كان في عهد معاوية رضي الله عنه، وفتح موسى بن عبد الله بن خازم، ترمذ (بلد الإمام الترمذي) سنة (70هـ-689م)، ثم جاء بعده قتيبة بن مسلم الباهلي، الذي يعتبر بحق فاتح بلاد ما وراء النهر، ووطد الإسلام فيها، ما بين سنتي (88- 96هـ = 706- 714م)، حيث وصلت جيوشه إلى حدود الصين، والذي أقسم أن يطأ برجليه تراب الصين، فأرسل له إمبراطور الصين بطشت فيه من تراب الصين، ليبر بقسمه مع الجزية، فوطد أركان الإسلام بتركستان الغربية وتركمنستان وطاجكستان وقيرغيزيا.

ومن قادة الفتح الإسلامي لهذه البلاد الجراح بن عبد الله الحكمي ومروان بن محمد الأموي. ومن هذه المناطق انتقل الإسلام إلى تركستان الشرقية، حيث اعتنق الإسلام ستوقد بغراخان، ملك الترك الشرقيين، وتبعه مليون شخص في اعتناق الإسلام، وذلك في القرن الرابع الهجري (323هـ-934م)، فكان دخول الإسلام إلى هذا الشريط الجغرافي المتمثل بوسط آسيا، قاعدة انطلاق لانتشار الإسلام فيما هو شماله وفيما هو جنوبه، ومن هذه الأقاليم إقليم حوض نهر الفولغا، في تعدد شعوبه وعرقياته، برسالة الإسلام فأخرجهم من ظلم الوثنية والعرقية والقبلية إلى نور الإسلام، وقد أكرم الله باعتناق هذه الشعوب الإسلام، بأن خدموا الإسلام في أعظم صورة، إنها رسالة العلم بتنوع فنونه وعلومه التي واكبت رسالة الإسلام، فقدموا للحضارة الإنسانية باسم الإسلام، سمو مكانة هذا الدين في صلاحه لحياة الإنسان على هذه الأرض، وعلى أنه رسالة السماء إليها.

ابن فضلان رسول الخليفة العباسي إلى ملك الصقالبة

ومع أحمد بن فضلان تبدأ حكاية جديدة عن وصول الإسلام ودخوله إلى روسيا، لقد كان لانتشار الإسلام في أواسط آسيا من الصين شرقاً إلى بحر الخزر غرباً، من خلال اعتناق شعوبه هذا الدين العظيم، السبب المباشر، لدفع من وراءهم من جهة الشمال والغرب إلى التعرف على الإسلام، حيث لا زالت هذه الشعوب تدين بالوثنية، وقد كان لاتصال أبناء أواسط آسيا من المسلمين، عن طريق التجارة مع هذه الشعوب، ما دفع بعضهم إلى اعتناق الإسلام، ودفع الآخرين من إخوانهم إلى اعتناق الإسلام.

وهنا تبدأ القصة، عندما قدم الخليفة العباسي المقتدر بالله سنة (310هـ- 921م)، وفد من بلغار الفولغا، طالبين من الخليفة أن يرسل معهم من يعلم من وراءهم الإسلام وأحكامه، وذلك لأنهم محاطين بأمة وثنية، من الروس والسلاف وغيرهم من شعوب نهر الفولغا، ونزولاً على الطلب هذا؛ كانت رحلة ابن فضلان إلى ملك الصقالبة، والتي تقع مدينته إلى الغرب من مدينة قازان، وهو (ألمش بن يلطوار) الذي اعتنق الإسلام بوصول ابن فضلان إلى مجلسه، وكان بمعيته وفد من العلماء والفقهاء ورسول ملك الصقالبة المسلم بارس الصقلبي، وأرخت الرحلة بتاريخ 310هـ- 921م.

وهنا يبدأ فصل جديد في حياة منطقة نهر الفولغا، فقد اعتنق الصقالبة الإسلام، في الوقت الذي كان فيه الروس يعيشون حياة بدائية تقوم على الترحال والتنقل، وقد اعتبر ما كتبه ابن فضلان، من أفضل ما كتب في تاريخ الحياة الاجتماعية لسكان حوض نهر الفولغا من الوثنيين الروس والبلغار والصقالبة، واعتبرت رسالته هذه من أفضل المصادر في التاريخ الاجتماعي والسياسي في التاريخ الروسي لتلك الفترة.

الروس واعتناقهم للنصرانية

يشير الأستاذ فريد شاه أسد الله في كتابه (موسكو المسلمة ماضيها وحاضرها)، بأن الوجود الإسلامي في حاضرة روسيا من خلال إحدى الدراسات الوثائقية، إلى القول بأن الإسلام في آخر معلمةٍ له كانت في روسيا تعود لسنة 922م، ويعتقد المؤرخ التتري المسلم المعروف، شهاب الدين مرجاني، قوله بأن البلغار اعتنقوا الإسلام قبل ذلك التاريخ، وتحديداً في عهد الخليفتين المأمون (813- 833م) والواثق (842- 847م)، ولعل ما أورده الأستاذ فريد هو عن سبب اعتناق الروس للنصرانية على الإسلام هو الصحيح، وهو أن تحريم المسلمين للخمرة، لم تعجب الأمير الروسي فلاديمير، فقد قال لرسل البلغار المسلمين، وجرت على مجرى الأمثال السائرة (روسيا معتادة على الخمرة، ولا تحيا من دونها)، وهذا يعني أن النصرانية دخلت روسيا سنة (982م) مع تنصر الأمير فلاديمير، والإسلام سابق على دخول النصرانية إلى روسيا.

إسلام بركة بن جوجي بن جنكيز خان

وهكذا فقد قدر الله لهذه الأمة اعتناق شعب التتار الإسلام، وأن يتحول هذا الشعب من مستأصل ومحارب للإسلام إلى مدافع عنه وناشر له، فقد أسلم بركة خان ملك التتر سنة (654- 665هـ = 1256- 1267م) وأصبح حوض نهر الفولغا على طول (2000) كم، نهراً إسلامياً، ووصل المد الإسلامي إلى سيبيريا وإلى مناطق فنلندا، والذين يشكلون التتر فيها نواة الوجود الإسلامي، من ذلك التاريخ، وقد حارب بركة خان ابن عمه هولاكو السفاح الذي دمر بغداد سنة 656هـ، وقتل الخليفة العباسي المستعصم، فانتصر عليه بركة وأنقذ المسلمين من شروره.

وقد أثنت كتب التاريخ الإسلامي على هذا الملك العظيم في حسن إسلامه ودفاعه عن الإسلام، وخير من أرخ لتاريخ هذا القائد العظيم المؤرخ التتري المسلم الشيخ محمود الرمزي في كتابه الذي يؤرخ لتاريخ الوجود الإسلامي في روسيا، وكتابه (تلفيق الأخبار في وقائع قازان وبلغار وملوك التتار) المطبوع سنة 1885م بقازان، وقد حكم المسلمون جميع السهول والأقاليم الروسية، مدة (240) سنة، حتى أن مدينتي موسكو وكييف النصرانيتين كانتا تدفعان الجزية للمسلمين التتار، ولا يعين حاكم عليهما إلا بموافقة حاكم قازان المسلم.

موسكو والحرب الصليبية على المسلمين

ومع سنة (885هـ- 1480م) كان حكم إيفان الثالث، الذي أعلن استقلال موسكو والحرب الصليبية على المسلمين، وتلاه في الحكم ابنه إيفان الرابع، الذي عرف بإيفان الرهيب، والذي اكتسح قازان سنة (960هـ- 1552م)، واتبع سياسة الإبادة ضد المسلمين منذ بداية عهده وطيلة حكم أسرة آل رومانوف.

الإبادة الشيوعية للمسلمين

كان المسلمون يواجهون التصفية على أيدي قياصرة آل رومانوف، حتى كان الحكم الشيوعي الذي أسقط حكم القياصرة، في نوفمبر سنة 1917م، وقد خدع قائد الثورة الشيوعي، فلاديمير لينين المسلمين بخطاب وجهه إليهم على أنه سيكون نصراً لهم، وهنا دخل المسلمون في نفق مسدود من خلال الحكم الشيوعي الذي امتد طيلة خمس وسبعين سنة، عانى فيه المسلمون ما عانوه من القتل والتشريد والنفي والظلم.

هذا وقد مر المسلمون في العهد الشيوعي بأربع مراحل جاءت على الشكل التالي:

1- مرحلة كسب المسلمين في ولائهم للثورة.

2- القمع والإبادة من سنة 1925- 1945م.

3- بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية مال ستالين إلى التهدئة فأرسل 17 حاجاً مسلماً إلى مكة.

4- عودة التشدد ضد المسلمين من سنة 1950م. حتى إذا كانت فترة حكم غور****وف، فقد بشرت هذه الفترة بانهيار الاتحاد السوفيتي، وقيام دولة روسيا الاتحادية، حيث حصل المسلمون فيها على حقوقهم الدينية والمدنية.

وعصيت على الحكام البلشفيين، مسألة القضاء على الإسلام وأهله، كما استعصت على الحكومة القيصرية من قبلهم، ومع انهيار الاتحاد السوفيتي، وقيام دولة روسيا الاتحادية التي كان للمسلمين في ظلها شأن آخر.

الأقاليم المسلمة الملحقة بجمهورية روسيا الاتحادية

الأقاليم المسلمة الملحقة بجمهورية روسيا الاتحادية، وكلها ذات حكم ذاتي:

1- جمهورية تتارستان.

2- جمهورية بشقردز.

3- جمهورية قبارووا.

4- جمهورية داغستان.

5- جمهورية الشيشان.

6- جمهورية أوستيتا الشمالية.

ويوجد غير هذه الجمهوريات مناطق إسلامية عديدة مشمولة بالحكم الذاتي ويبلغ عددها نحو سبع جمهوريات، والمسلمون فيها يزيد عددهم عن عدد من يسكنها من غيرهم من أبناء الطوائف الأخرى.

shape2-2.jpg

عدد المسلمين في روسيا

هذا ويبلغ عدد السكان المسلمين اليوم في روسيا، أكثر من عشرين مليون مسلم، ولهم في موسكو سبعة مساجد، وأكبرها المسجد التتري -الحجري- الذي يعود أساس بنائه إلى سنة 1801م، حيث بني بالحجر وكان مسجداً صغير يستوعب (250) مسلم، وجدَّد بناءه الثري التتري المسلم صادق يرزين، وذلك سنة 1904م، وما أن علم لينين بثراء هذا الرجل وأنه هو وراء بناء المسجد حتى صادر أملاكه، ومات رحمه الله وهو حارس مبنى.

ويبلغ عدد مسلمي سكان موسكو اليوم في حدود المليوني مسلم، وقد زار المسجد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل سنة 1991م، كما زاره أول سفير سعودي وهو الدكتور عبد العزيز خوجة، يوم أن كان سفيراً لبلاده في موسكو، والآن تبرع أحد أثرياء المسلمين في إعادة بناء الجامع، وكل زائر لموسكو اليوم يشاهد هذا البناء العظيم في تجديد بنائه، وهو اليوم يتسع لعشرين ألف مصل، وهو مؤلف من ستة طوابق مع ملحقات للجامع، والمبلغ الذي تبرع فيه فاعل الخير هذا، إنما هو (100) مليون دولار على أن لا يؤخذ من أحد أية مساعدة مطلقاً، فهو الكفيل في بنائه حتى النهاية، وهذا دليل والحمد لله على النهضة الإسلامية في روسيا اليوم.

وقد تم حصر المساجد التي تم تدميرها في العهد الشيوعي، وتم إعادة بنائها من جديد، في جميع الأقطار الروسية، وخاصة فيها جمهورية تتارستان، والتي حصل رئيسها شايمييف على جائزة الملك فيصل في خدمة الإسلام، وذلك من خلال نشاطه الإسلامي في بلاده المتمثل إعادة إعماره لألف مسجد في بلاد تتارستان، وخاصة الجامع الكبير في قازان والذي تمت مصادرته أيام الحكم الشيوعي.

المسلمون في روسيا اليوم

يعتبر المسلمون في روسيا اليوم هم الديانة الأكبر بعد النصرانية، وفي ظل السياسة التي اتبعها الرئيس بوتين مع المسلمين، وذلك من خلال ربطهم بوطنهم روسيا، وأنهم جزء من تكوين الأمة الروسية، في وجودها وتاريخها وحضارتها وقوميتها، فكان لسياسة الانفتاح هذه الأثر الكبير في بعث الأمل في نفوس المسلمين تجاه ما عانوه من أسر وظلم وقهر في العهود السابقة على هذا العهد الحديث، وفي المقابل هيأ الله للمسلمين علماء من أهل الفضل والعلم والحكمة، كالمفتي الشيخ راوي عين الدين، ونائبه الشيخ مراد مورتازين، على فتح الحوار مع الحكومة الروسية فيما ينفع مصلحة المسلمين من جهة، وما ينفع بلدهم روسيا التي ينتمون إليها من جهة ثانية.

وترتب على ذلك الانفتاح الحرية الدينية للمسلمين في ممارسة شعائرهم بحرية، ورافق ذلك بناء المعاهد والمدارس والجامعات الإسلامية، التي تدرس باللغة العربية، وقد زار الرئيس الحالي لروسيا (ديميديف) مسجد موسكو ليسلم على المفتي وإخوانه في مجلس المفتين لعموم روسيا الاتحادية، وقد استقبله المفتي وإخوانه العلماء، وكانت هذه سابقة خير في تاريخ روسيا، حيث لم يعرفها المسلمون في العهدين القيصري والشيوعي، فلم يسبق لمسؤول روسي كبير القيام بمثل هذه الزيارة، ومثل هذا الانفتاح على المسلمين، جعل المسلمين والنصارى من الروس على تواصل حواري دائم على أساس المواطنة، ففي سنة 1999م عقد لقاء علمي من قبل مجلس المفتين - جمعية العلماء - في روسيا، وهيئة تحرير مجلة (بورفي) وذلك لدراسة قضايا التطرف القائم على أساس ديني، وكان عنوان اللقاء (الإسلام وقضايا أمن الدولة في روسيا)، وقد عقد هذا اللقاء في قاعة المؤتمرات بدار الإفتاء وخرج المشاركون بتوصيات تقول بالحوار والتواصل مع أبناء الوطن الواحد، وجاء هذا النشاط بعد انفتاح الدولة الروسية على المسلمين، فقد قدمت حكومة موسكو للمسلمين في ذكرى الاحتفال بمرور 1400 سنة على دخول الإسلام إلى روسيا بمبلغ 10 مليون روبل، وقد جرى الاحتفال بتاريخ 1421هـ-2000م، وبالنسبة للإعلام الإسلامي الروسي فلا يوجد هناك قناة إسلامية خاصة بالمسلمين، ولكن القناة الرسمية الروسية تخص الحديث عن الإسلام والمسلمين في روسيا، في برامج خاصة لا تتجاوز النصف ساعة في اليوم، وكذلك فإن قناة روسيا اليوم لا تنفك في حمل الأخبار عن مسلمي روسيا، سواء في الحديث عن العادات الاجتماعية أو الحديث عن الأعياد الإسلامية، والمسلمون يرون أن مثل هذا العمل جيد، ولكنهم يتمنون المزيد من الاهتمام بهم، من قبل الإعلام الرسمي، وهناك صحف إسلامية إخبارية تصدر عن جمعيات إسلامية، ومنها صحيفة إسلامية تبلغ صفحاتها عشر صفحات واسمها (الإسلام في روسيا)، وهي صحيفة تحمل أخبار مسلمي روسيا.

الصحوة الإسلامية في روسيا

يعيش المسلمون اليوم حياة مفعمة بالأمل في مستقبل إسلامي واعد، في ظل الانفتاح الرسمي في الدولة على المسلمين، وجمعية المفتين في روسيا، تمثل في عضويتها كافة أنحاء مسلمي روسيا.

ومن صور الصحوة الإسلامية في روسيا اليوم الأنشطة التالية:

1- المركز الثقافي لداغستان في موسكو 1990م.

2- جمعية الثقافة الشيشانية الأنغوشية 1990م.

3- مجلس المقيمين الأذربيجانيين 1991م.

4- مركز فايناخ الاجتماعي الثقافي 1992م.

وما أن أعلن عن افتتاح مدرسة دينية في مسجد موسكو سنة 1990م، حتى غص المسجد بالراغبين من أبناء المسلمين بقصد الالتحاق في هذه المدرسة، وقد كان من عطاء هذه الصحوة تواصل المسلمين في روسيا مع المنظمات الإسلامية الرسمية، كالندوة العالمية للشباب الإسلامي ومقرها الرياض، ورابطة العالم الإسلامي في مكة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وقد قبلت روسيا فيها بصفة عضو مراقب، وبعد انهيار الشيوعية، رحبت الكثير من دول العالم الإسلامي، التي لم يكن لها تمثيل دبلوماسي مع روسيا، في إقامة علاقات دبلوماسية معها.

المصدر: شبكة الألوكة


hakimdima غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الإسلام, روسيا


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الإسلام في روسيا
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مدرب إنجلترا لا يجد ما يقوله عقب هدف روسيا القاتل matic dz قسم الرياضة العالمية 0 2016-06-12 01:34 PM
الجزائر 1 روسيا 1: المحاربون يصطادون الدببة سيف الدين قسم الرياضة العربية والجزائرية 0 2014-06-26 11:44 PM
بوتن يضم القرم رسميا إلى روسيا سيف الدين قسم الأحداث السياسية وأخبار العالم 0 2014-03-21 05:16 PM
سقوط نيـزك في روسيا ADEL قسم الأحداث السياسية وأخبار العالم 2 2013-02-15 03:47 PM
القيادة في روسيا !! slimane2222 قسم اليوتيوب 2 2013-02-09 05:52 PM


الساعة الآن 09:31 AM


Designed & Developed by : kakashi_senpai
Preview on Feedage: %D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML