تدهورت الحالة الصحية للصحفي المسجون محمد تامالت، بشكل استدعى نقله على جناح السرعة إلى العناية المركزة بمستشفى “مايو” بباب الوداي، بالجزائر العاصمة، حسبما علمت “الخبر” من شقيقه عبد القادر.
وحسب ذات المصدر، فإن تامالت يكون قد نقل إلى المستشفى قبل 5 أيام، بعد أن لم يعد قادرا على مواصلة الإضراب عن الطعام الذي جعله على حافة الهلاك، بعد شهرين من الاستمرار فيه. وقال شقيقه في اتصال مع “الخبر” إنه منع من عيادة أخيه بالمستشفى من قبل الحراس الذين يرافقونه، وقد طالب بأن يسمح له بذلك لأسباب إنسانية.
وكان دفاع الصحفي قد “استجدى ضمائر السلطات العمومية أن تستعجل حسن التصرف مع الصحفي تمالت، الذي يوشك على الهلاك، بما تراه واجبا قانونيا وإنسانيا”. وقال المحاميان بشير مشري وأمين سيدهم، في بيان لهما الاثنين، بأن “الصحفي تامالت محمد مثل يوم 9 أوت الجاري أمام غرفة الاستئناف بمجلس قضاء الجزائر، وهو في اليوم 45 من إضرابه عن الطعام، منهكا منحنيا لا يستطيع الوقوف”. ووصفا حالته بالقول: “أرعبتنا الحالة التي وجدناه عليه، فعندما اقتاده عون الحراسة إلى غرفة المحادثة على كرسي متحرك، كان عبارة عن كتلة من اللحم ملفوفة في قماش ملقاة على الكرسي، فاقدا للذاكرة ولمعظم الرؤية، يجيب على الأسئلة المطروحة عليه بالهذيان، في حالة شبه غيبوبة أقربها إلى الموت منه إلى الحياة”.
ويناشد المحاميان إطلاق سراحه لأسباب صحية، وقالا إن “الدفاع سجل له طعنا بالنقض ليتمكن من تجديد رخصة اتصال لزيارته، أملا في مساعدته في الاقتناع بالتوقف عن الإضراب عن الطعام درءا لفاجعة قد تحصل، والبلد في غنى عنها”. وكانت محكمة الاستئناف بالجزائر العاصمة، قد أصدرت حكما نهائيا في قضية الصحفي محمد تامالت، حيث جرى تثبيت عقوبة سنتين سجنا في حقه عن تهمتي “الإساءة إلى رئيس الجمهورية بعبارات تتضمن السب والقذف” و«إهانة هيئة نظامية”، وذلك استنادا للمواد 144 و44 مكرر و146 من القانون الجنائي. وقال تامالت للقاضي الذي استجوبه على ما ينشره على موقعه من مقالات وقصائد تعتبر مسيئة لشخصيات في الدولة، إنه “مارس حقه في الرقابة المواطناتية على المسؤولين الجزائريين”.
وكان الصحفي محمد تامالت قد دافع عن براءته من التهم الموجهة في محاكمته السابقة، وقال إن القصيدة التي نشرها على صفحته بـ«فايسبوك” والتي اعتبرت “مسيئة للرئيس”، هي “مجرد هجاء”، والهجاء “فن، وليس سبا وشتما”. وأوضح أنه “ينتقد المسؤولين وأبناءهم باعتبارهم شخصيات عامة”. متسائلا: “لماذا هم يملكون حق ممارسة الفساد.. ولا نملك نحن حق الانتقاد؟”. وكان محمد تامالت قد اعتقل في 21 جويلية الماضي، أمام منزله بعد أيام من عودته من بريطانيا التي يقيم فيها منذ عشر سنوات وصار يمتلك جنسيتها.
منقول