السلام عليكم و رحمة الله
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمدَ لله نحمَدُه ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلّ له ، ومن يُضلل فلا هادي له .
وأشهد أنّ لا إله إلاّ اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسولُه.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} آل عمران : [102]
فإن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدى هدي محمد e، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .
أما بعد ،
أحبتي في الله لا يجوز الاحتفال بعيد رأس السنة الهجرية؛ لأنّ الاحتفال بهذا اليوم فيه شُبْهةُ تقليدٍ لأفعال المشركين بالله ، وهو سُنة جاهلية كان يفعلها المجوس واليهودوالنصارى.
فلا يوجد شيء اسمه الاحتفال بعيد رأس السنةالهجرية شرعًا ، ولم يَرِدْ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَدِيثٌصَحِيحٌ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلا عَنْ أَصْحَابِهِ رضي الله عنهم .
وَلا يُعْرَفُ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الأَحَادِيثِعَلَى عَهْدِ الْقُرُونِ الْفَاضِلَةِ.
ولا يجوز التهنئة بمناسبة العام الهجري الجديدبقول :كل عام وأنتم بخير، أو بالدعاء بالبركة، وكأن يرسل رسالة يدعو فيها للمرسل إليه بالخير والبركة في عامه الجديد؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: فالتهنئة بالعام الجديد لا نعلم لها أصلاً عن السلف الصالح، ولا أعلم شيئاً منالسنة أو من الكتاب العزيز يدل على شرعيتها، لكن من بدأك بذلك فلا بأس أن تقول وأنتكذلك ، إذا قال لك كل عام وأنت بخير أو في كل عام وأنت بخير فلا مانع أن تقول له وأنت،كذلك نسأل الله لنا ولك كل خير أو ما أشبه ذلك أما البداءة فلا أعلم لها أصلاً.
وقال الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله: أيها المسلمون إننا في هذه الأيام نستقبل عاماً جديداً إسلاميا هجريا ليس من السنةأن نحدث عيداً لدخوله وليس من السنة أن نهنئ بعضنا بدخوله ولكن التهنئة إنما هي أمرعادي وليس أمراً تعبديا وليست الغبطة ليست الغبطة بكثرة السنين كم من إنسان طالعمره وكثرت سنواته ولكنه لم يزدد بذلك إلا بعداً من الله إن أسوأ الناس وشر الناسمن طال عمره وساء عمله ليست الغبطة بكثرة السنين وإنما الغبطة بما أمضاه العبد منهذه السنين في طاعة الله عز وجل فكثرة السنين خير لمن أمضاه في طاعة ربه شر لمنأمضاه في معصية الله والتمرد على طاعته إن علينا.
من خطبة بعنوانالتاريخ وفضائل بعض الشهور والأيام. من موقع الشيخ
وكان عضو هيئة كبار العلماءالسعودية الشيخ صالح الفوزان أفتَى أن الاحتفال بعيد رأس السنة لا يجوز، وقال: إنّ التهنئة بالعام الهجري الجديد بدعة.
أما التهنئة بنهاية العام الهجري، ففيه شبهتان:
الأولى: شبهة التشبهبالنصارى في تهنئتهم برأس السنة الميلادية .
والثانية: ذريعة التوسع والمبالغة حتى تتحول التهنئة إلى الاحتفال والعيد، وقد حصل هذا في بعض المدارس وبعضالبلاد الأخرى.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ، والحمد لله رب العالمين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد إن لا إله ألا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
الاحتفال برأس السنة الميلادية
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أنه من باب الحرص والتحذير بمناسبة قرب أعياد النصارى الكريسماس ورأس السنة الميلادية .
نرى أن الكثير من المسلمين يقومون بالأحتفال وتهنئة البعض بهذا العيد وحتى لو كان عن طريق المزح والمجاملة .
أنقل إليكم فتوى فضيلة الشيخ الوالد / محمد بن عثيمين عن حكم تهنئة النصارى بأعيادهم
نقلا من كتاب الصحوة الإسلامية ضوابط وتوجيهات ( ص 306 - 308 )
ما حكم تهنئة المسيحيين بأعيادهم وغير ذلك
تهنئة المسيحيين والصواب أن نقول ( النصارى ) لأن كلمة ( المسيحيين ) تضفي الشرعية على دينهم ، أي أنهم ينتسبون للمسيح عيسى ابن مريم ، ومن المعلوم أن عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام قد بشر بني إسرائيل بمحمد صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى ( وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ) .
فإذا كفر هؤلاء بمحمد صلى الله عليه وسلم فقد كفروا بعيسى ، لأنهم ردوا بشارته التي بشرهم بها ، ولهذا نصفهم بما وصفهم الله به في الكتاب ، ووصفهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة ، ووصفهم به علماء المسلمين بهذا الوصف أنهم ( نصارى ) فنقول : إن النصارى إذا كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم فقد كفروا بعيسى ابن مريم .
ولكنهم يقولون : إن عيسى ابن مريم بشرنا برسول يأتي من بعده اسمه أحمد ، والذي جاء اسمه محمد ، فنحن ننتظر أحمد ، أما محمد فليس الذي بشر به عيسى ، فما الجواب على هذا التلبيس ؟
الجواب : أن نقول أن الله سبحانه وتعالى قال ( فلما جاءهم بالبينات ) وجاء فعل ماض دل على أن هذا الرسول قد جاء ، وهل جاءهم أحد غير محمد عليه الصلاة والسلام بعد عيسى ؟
أبدا ما جاءهم بعد عيسى إلا محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى هذا كان واجبا عليهم أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وبعيسى أيضا ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ) ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من شهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن عيسى عبد الله ورسوله ) فلا يتم إيماننا إلا بالإيمان بعيسى عليه الصلاة والسلام ، أنه عبد الله ورسوله ، فلا نقول كما قالت النصارى : إنه ابن الله ، ولا أنه إله ، ولا نقول كما قالت اليهود : إنه كاذب ، وليس برسول من عند الله ، لكننا نقول : إن عيسى أرسل إلى قومه ، وأن شريعة عيسى وغيره من النبيين نسخت بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم .
أما تهنئة النصارى أو اليهود بأعيادهم فحرام باتفاق أهل العلم كما ذكر ذلك
ابن القيم رحمه الله في كتاب أحكام أهل الذمة ، وإليك نص كلامه
قال : " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة بهم فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات ، وهو بمنزلة أن تهنئه بسجوده للصليب ، بل ذلك أعظم إثما عند الله ، وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه ، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل "
والله أعلم .
م.ن