السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذه السطور ... أسطر لكم تجربة من أجمل التجارب التي مررت بها وفيها بعض الفوائد.
جائني جار لي في المبنى وهو طالب ثانوية انجليزية وطلبت مني أمه ان ادرسه مادة اللغة الانجليزية بما اني احمل نفس الشهادة وادَرس اللغة الانجليزية.
فجئت لكي ادرك ما يمكن ادراكه بما ان اختباراته تبدأ خلال 22 يوم (mission impossible) ودرجاته جد متدنية في كل المواد.
وجدت ان شخصية الولد نفسها تريد اعادة ترتيب وينقصه الكثير، فأردت أؤسسه وأحُل المشكلة من الباطن وليس الظاهر فقط، فكان يشكوا من بعض الامور:
1) الالتزام والانضباط.
2)اللامبالا
3) عدم التركيز
4) غياب من يحترم كلمته
5) وعدم معرفته لقدراته
كل تلك الاسباب كانت تنبع من شئ واحد الا وهو غياب الأب.
الأب يعمل في الخارج وكل شئ متوفر لدى هذا الشاب ولا يرفض له طلب وأمه تعليمها متوسط ، وتخاف اولادها كثيراً لدرجة ان في اعتقادها بأن توفير كل احتياجات الاطفال سوف يحل كل مشاكلهم و، وهذا خطأ فادح اذ ان الطفل لا يكون مضطر لأن يعطي لكي يأخذ ويعتقد انه يجب ان يأخذ دون مقابل.
ولكن للأمانة كان الولد لديه مميزات ساعدتني في تطويره وذلك بفضل الله، كان الولد رجلا بمعنى الكلمة وفقط كان يحتاج من يوجهه، وايضا كان شديد الذكاء.
المهم
جلست معه وقلت له :" يا عبد الرحمن ماذا تريد ان تكون في المستقبل؟....قال لي اريد ان أكون دكتور.
قلت له ومن يريد ان يكون دكتور يجب يحرز الدرجات النهائية، أليس كذلك؟ قال، نعم.
قلت اعني على نفسك ولنبدأ على بركة الله.
فبدأت بشرح مادتي التي اتخصص فيها وكنت اجلس معه 7 ساعات يوميا ثم طلبت مني أمه أن اشرح له بقيت المواد والوقت قصير وفوق ذلك تلك المواد العلمية ليست تخصصي ولكني استجمعت المعلومات القديمة واعدت تنظيمها وشرعت في شرح بقيت المواد.
كنت في خلال جلوسي معه نذهب لنصلي في المسجد وكنت احدثه عن الدين واهمية العبودية والى ذلك من امور الدين .
ومن الاشياء التي لفتت نظري له انه لديه كمية كبيرة من الاناشيد الجهادية وذلك على صغر سنه. وكان لا يفقه الكثير من معانيها ولكنه كان يحبها ويرى في المجاهدين مثل أعلى.
(ذكرت ذلك على سبيل التنويه لقلة ذلك المثال بين اقرانه من نفس السن)
المهم كان يستجيب لي أيما استجابة ولكنه في مرة من المرات احب ان يختبرني وكنت اتعامل معه بطريقة الشد والارخاء، فلم يقم بواجباته الدراسية التي اعطيتها اياه وقد اقترب معاد الاختبار، فقلت له لن أتي لك مرة أخرى وأعتبر ان ألدروس ملغية وصرف نفسك.
فوجئ ذلك الشاب من ردة فعلي، كيف لا وكل طلباته مجابة، هرعت أمه تتصل بي وتقول يا استاذ سامحه ارجوك عنده امتحان وووو ثم لم أرضى أن أكسر خاطر تلك ألام المسكينة وقلت لها انا موافق بشرط ان اجلس واتحدث معه امام أخواله، فوافقت على الفور.
قلت له اما اخواله " ان الان اتحدث مع رجل ونحن امامنا مهمة وانا لن اخسر شئ اذا نجحت او فشلت انت الذي ستجني ثمار عملك وانت قدوة لاخوانك واخواتك الاصغر منك سنا فان رأوا فيك قدوة حسنة اتبعوك وان كنت غير ذلك اتبعوك ايضا ولكنك ستهلكهم معك".
نميت عنده حس المسؤولية وجعلته امام اخواله كبيرا وكان ذلك مما يفتقده فأراد أن يبرهن لي ما طلبته منه وكنت مثل أخوه وصديقه نأكل معا ونقوم بتمرينات رياضية في خلال الدرس ونصلي معا.
رأيت اني بذلك أسد الفراغ الذي تركه أبوه فتغير الولد 180 درجة واصبح شخص أخر وذلك كان مفتاحي لشخصيته فقد تكون السلبيات التي يشكوا منها الطفل بسبب اضطراب نفسي فاذا ما حل ذلك الاضطراب النفسي حلت مشاكله المادية.
مثال ذلك النسيان، يعتبر النسيان من عوارض الامراض النفسية، فاذا عولج الشخص من هذا المرض النفسي ذهب عنه النسيان.
المهم وفقني الله ونجح في كل المواد وذلك كان فضل من الله
والشئ الذي لمسته من هذه التجربة او الأثر الايجابي هو ان هذا الشاب اصبح يحب الاخوة المتدينين ولا زلت على اتصال معه حتى الان وهو في لندن يدرس هناك.
جزاكم الله خيرا على صبركم لقراءة الموضوع
وأتمنى من الله ان يفيد بعض الخوة والاخوات في مجال التربية والتدريس
منقول