بسم الله الرحمان الرحيم
شركة الهند الإنجليزية وبدايات الاحتلال
وفي نهاية عهد (أورانك زيب) وفي عهد من جاء بعده زادت الأطماع الأوروبية في خيرات الهند، وخاصَّة بعدما اكتشف البرتغاليُّون رأسَ الرجاء الصالح عام (903هـ=1498م)، حيث تابع البرتغاليُّون تقدُّمهم حتى وصلوا الهند بعد سنة، واستولَوْا على "غوا" على ساحل الهند الغربي، وأصبحت منذ عام 937هـ عاصمة للهند البرتغالية، ونشط الهولنديُّون كما نشط البرتغاليُّون مِن قَبْلُ، حتى استطاعوا القضاء على نفوذ البرتغاليين عند الساحل الغربي، عند مَلِيبَار، واتَّبعوا سياسة احتكاريَّة عدوانيَّة ارتكبوا معها أخسَّ الأساليب وأبشع الجرائم، وتحرَّك الفرنسيُّون إلى الهند، ولَحِقَ بهم الإنجليز حين استولَوْا على مضيق هُرْمُز في الخليج عام ( 1032هـ=1623م )، وكان أهمَّ مراكز البرتغاليِّين[1].
ورأت إنجلترا ما وصلت إليه كلٌّ من البرتغال وإسبانيا وهولندا، من الثراء والغنى وخيرات الشرق، فسال لعاب الإنجليز، الذين أسرعوا بدورهم باستصدار مرسوم مَلَكِيٍّ عام (1009هـ= 1600م) يقضي بتكوين شركة تِجاريَّة إنجليزية في بلاد الهند، وهذا المرسوم الملكي كان وراءه دافعان: الأول سياسي، وهو العمل على كسر شوكة إسبانيا، وثانيها تِجاري، وهو حرمان الأسبان من احتكار التجارة الهندية عظيمة الأرباح[2].
اعتمدت إنجلترا على سياسة التودُّد والحيلة، والتقرُّب بالهدايا للأمراء والملوك المغول في الهند، وكانت سياسةُ "جلال الدين أكبر" - المفرِطةُ في التسامح، والانخراط مع الهنادكة في توليتهم المناصب العليا، وحتى المصاهرة معهم لأغراض سياسية - سببًا من الأسباب الرئيسيَّة في تَجَرُّؤ الإنجليز في التقدُّم لمَلِكِ المغول بموافقته على عمل الشركة الإنجليزية في الهند.
فبدأت الشركة ضعيفة في أوَّل أمرها، وقد كان حكامُ الهند متضايقين من نفوذ البرتغاليين المتزايد، وسلوكهم الخشن في معاملة الأمراء، فتَقَبَّل ملوك الهند الإنجليز بقَبُولٍ حَسَنٍ، فلَمْ يُعْطِهم الحكام أية عناية من الناحية السياسية، حيث كانت مراكزهم التِّجاريَّة في أوَّل أمرها مجموعةً من قِطَعِ الأراضي الصغيرة، يُقَام فيها بعض الأكشاك للموظَّفين الذين يعملون فيها، وكان يقوم بحراسة هذه الأراضي حُرَّاس هنود، ثم تدرَّجوا فجعلوا الحراس من أبناء جنسهم، وأخذوا يُسَلِّحونهم بحُجَّة الحراسة، ومِن هنا نَبَتَ الجيش الإنجليزيُّ، المُكَوَّن من أبناء جنسهم، وممَّن انخرطوا معهم من الخونة[3].
وفي عام (1097هـ = 1686م) أقدمت شركة الهند الشرقية الإنجليزية على بِنَاء أكبر مستعْمَرَة ومركز تِجاريٍّ في مدينة عُرِفَت فيما بعدُ بمدينة كلكتا بالبنغال، وذلك بعد طلبهم الصلح من (أورانك زيب)، بعد هزيمته لهم، والتي انطلقت منها الجيوش الإنجليزية لاحتلال شبه القارة الهندية، وقد بدأ مخطَّطهم برغبتهم في القضاء على ما تبقى من نفوذ الدولة المغولية، والتي تمثِّل رمز السيادة الإسلامية في شبه القارة الهندية، ومن أجل ذلك خاضوا غِمَار معاركَ طاحنةٍ ضدَّ "سراج الدين"، الحاكم القويُّ لإقليم البنغال، واستطاعوا غدرًا الاستيلاء على هذا الإقليم عام 1169هـ، ثم عيَّنوا جعفر علي خان - أحد الموالين لهم - حاكمًا اسميًّا على البنغال، ولم يقف الملك "جلال الدين محمد شاه عالم الثاني" - سلطان دِلْهَى - مكتوف الأيدي، وقد اتَّخذ من "إله آباد" مقرًّا لحكومته، فقد واجه المستعْمِرَ في معركتين؛ عُرِفَتِ الأولى بحرب بلاسي عام (1174هـ=1760م)، والثانية بحرب بكسر عام (1178هـ=1764م)، غير أنه مُنِيَ في المعركتين بهزيمتين حاسمتين، ترتَّب عليهما استسلامه، وإجباره على عقد اتِّفاقية مع المستَعْمِر عُرِفَت باسم اتفاقية "إله آباد"، اعْتَرَف فيها بحكم شركة الهند الشرقية الإنجليزية على البنغال وأوريسة وبهار، كما أَجْبَرُوا ملك "أوده" بدفع ضريبة سنويَّة قدرها خمسة ملايين روبية، وتعيين قادة من الإنجليز في مملكته[4].
مقاومة الاحتلال الإنجليزي
واستمر مسلمو الهند في مقاومة المدِّ الإنجليزي فوقف السلطان حيدر علي "حاكم ميسور"[5] بكُلِّ بسالة في وجه الغزو الاستبدادي الإنجليزي، وكان الإنجليز يَعْرِفُون مكانته الحربية والعسكرية، فلم يكونوا ليَجْرُءُوا على التقدُّم والنيل منه وحدهم، فتحالفوا مع المرهتا[6]، واجتمعت جيوشهم في مدينة مَدارس تحت قيادة القائد الإنجليزي أيركوت، ومنها انطلقوا للهجوم على ميسور، إلا أن السلطان حيدر علي استطاع هزيمتهم مجتمعين، ثم طلبوا منه الهدنة فَقَبِلَ، كما عاهد حيدر علي الفرنسيين، واتَّفق معهم على اتِّفاقية دفاع مشتَرَك.
فأمَدُّوه بالسلاح والضبَّاط المدرَّبين لجنده، فهاجم حيدر علي مدينة مَدارس، وأوقع بالإنجليز هزيمة ساحقة، واستنجد الإنجليز بقوَّات أيركوت، فدارت رَحَى حربٍ برِّيَّة وبَحْرِيَّة بين الجانبي عام (1195هـ = 1781م)، واشترك في هذه الحرب الأمير "فتح علي خان" الشهير بتيبو، وقد أحرزت قوَّات حيدر علي عدَّة انتصارات على قوَّات الإنجليز، إلا أن المَنِيَّة لَحِقَت بحيدر علِيٍّ عام (1160هـ= 1782م)، فاضطرَّ "تيبو" للرجوع لمدينة سرنجابتم العاصمة[7].
وأعاد السلطان "تيبو" تنظيم جيشه، وبناء أسطوله بمعاونة من الْفَرنسيِّين، حتى عاد إلى سابق قوَّته، وأصبح قوَّة كبرى تهدِّد الكيان الإنجليزي ومعاونيه، فجمع القائد ولزلي - الذي تولَّى منصب الحاكم العامِّ لشركة الهند الشرقية الإنجليزية - كُلَّ إمكانات الإنجليز وأسلحتهم الحديثة من الولايات التي بحوزتهم، وقاد جيوش الشركة والحلفاء في معركة شرسة عند كورج في عام (1213هـ= 1799م) فهُزم جيش تيبو، واتَّجهوا نحو سرنجابتم وحاصروا تيبو، إلا أنه دافع عن قلعته دفاع الأبطال، لكن الخيانة هي التي أوقعت به في نهاية الأمر بواسطة رئيس وزراء مملكته ويُدْعَى مير صادق، ففتح لهم القلعة، ودخلت جحافل الإنجليز واستولَوْا عليها، وسقط السلطان المجاهد شهيدًا في عام (1213هـ=1799م)، وهو في السادسة والأربعين من عمره[8].
وأصبح لشركة الهند الشرقية الإنجليزية الكلمة الكبرى بعد مقتل السلطان تيبو، وكانت الطامَّة الكبرى انتقال حكم الهند عام (1270هـ=1854م) من شركة الهند الشرقية الإنجليزية إلى التاج البريطاني[9].
الثورة الهندية الكبرى
كانت الأحداث في الهند في اطراد مستمرٍّ، والإنجليز في غرورهم وفظاظتهم تِجاه المسلمين وغير المسلمين، فقد كان السبب الرئيسي في اندلاع الثورة الهندية الكبرى في عام (1273هـ= 1857م) أن الانجليز قد جلبوا خراطيش كانوا يَدْهِنُونَها بشحم البقر والخِنْزِير، وكان يتعيَّن على الجنود قطع هذا الشحم المتجمِّد قبل استعمال هذه الخراطيش، ولتَعَنُّت الإنجليز واستهتارهم بمشاعر الجنود أمروهم بقطع الشحم بأسنانهم، ومن المعلوم أن البقر مُحَرَّم عند الهندوس، وكذلك الخِنْزِير عند المسلمين، فعصَوا الأوامر الصادرة لهم في هذا الشأن استجابة لعقائدهم الدينيَّة، فأمعنوا في إذلال الجنود وأنزلوا بهم أقصى أنواع العقوبة، حيث حكموا على 85 منهم بالسجن عشر سنوات، وتفنَّنوا بإذلالهم وتجريحهم وتعذيبهم أمام زملائهم.
وعلى الرغم من استغاثة زملائهم لهم إلا أنه لم يَسمع لرجائهم في رفع العذاب والألم عن زملائهم أحدٌ، فصارت قلعة ميرت[10] - القلعة التي حدثت بها الواقعة - بركانًا يغلي بالغضب على الإنجليز، ولمَّا كانت المحاكمة في 9 مايو عام (1273هـ= 1857م) بهذا السوء والفحش في المعاملة، لم يأتِ اليوم الثاني إلا والجنود واثبون على قادتهم من الضباط يقتلونهم، ويدمِّرون حصونهم، ومنها بَدَءُوا زحفهم إلى العاصمة دِهْلَى، وبدءوا في تقتيل الإنجليز وكل ما يتعلق بهم.
لكنَّ الثورة فشلت؛ لعدم وجود القيادة الراشدة التي تأخذ بزمامها نحو استقلال البلاد؛ فقد كان السلطان بهادرشاه الثاني آخر سلاطين المغول رجلاً مسنًّا غير قادر على أعباء هذه الثورة، فعندما ظهرت بوادر الفشل ترك المُلْكَ - وأولاده وأهله في قلعتهم - والتجأ إلى مقبرة همايون خارج البلد، بعيدًا عن مركز الخطر، فكان لهذه الخطوة أثرها السيِّئ في نفوس الثوَّار، حيث بعث في قلوبهم الرعب والذعر، فلم يلبث الإنجليز أن سيطروا على الموقف في دِهْلَى، بعد أن استمرَّت الثورة أربعة أشهر، فتمَّ القضاء عليها نهائيًّا في سبتمبر من عام (1274هـ= 1857م)[11].
حركة جهاد العلماء
وبعد هذه الفاجعة الكبيرة التي أَلَمَّت بالمسلمين في الهند، بدأت حركة الجهاد الإسلامية، فكانت شوكة قويَّة تُؤَرِّق مَضْجَع المستعمر البريطاني، وقد كانت المدارسُ الدينية - التي أنشأها العلماء بعد فشل الثورة - مراكزَ قويةً تثير حميَّة الجهاد في نفوس المسلمين.
ولكن الإنجليز عَمِلوا على إثارة النزعات الطائفيَّة، كما أثاروا النَّعَرَات القوميَّة، ودَعَوْا إلى القوميَّة الهنديَّة، ليَلْتَقِي تحت رَايَتِها الهندوس والمسلمون بعيدِينَ عن الدِّينِ، وخاصَّة الإسلام، فأُنْشِئ حزب المؤتمر الهندي سنة (1303هـ= 1884م)، واندمجت فيه بعض المنظمات الإسلامية مثل: "جمعية العلماء"، و"مؤتمر المؤمنين الهنود"، و"مؤتمر الشيعة"، ويبدو أن هذا الحزب - حزب المؤتمر الهندي - كان يلقى دعمًا بريطانيًّا، ومع الأيام أخذ هذا الحزب يُنادِي بتخليص الهند من الغرباء، وإلغاء القوانين التي تَحْتَرِم شعائر المسلمين، مُعتبِرِينَ أن المسلمين هم الغرباء كالإنجليز، ونادى الغُلاَة منهم بقتل كلِّ مَن يُظْهِر مَيْلاً أو عطفًا على المسلمين، وهكذا فقد تحوَّل حزب المؤتمر من الأهداف الوطنية التي تجمع مختلف الفئات إلى الأهداف الحقيقية التي كان يخفيها، وهي محاربة الإسلام والمسلمين، وبثِّ الفتنة في صفوفهم وتفريقهم، ثم أعلن الهندوك بعد ذلك عَدَاءَهم الصريح للمسلمين، ووضعوا أُسُسًا ومبادئَ في هذا الاتجاه[12].
حزب الرابطة الإسلامية
لذلك نشأ "حزب الرابطة الإسلامية" كردِّ فعل لنشاط حزب المؤتمر وانحراف سياسته، وكان رئيس حزب الرابطة "النواب فخار الملك"، وظَهَرَ "محمد علي جناح" ليُحاول التوفيق بين حزب الرابطة وحزب المؤتمر، ودعا إلى اجتماع في لكهنؤ عام ( 1335هـ= 1917م)، والذي كان يخشاه الهندوس - وهم الأكثر عددًا - ويخشاه الإنجليز من المسلمين هو عودة الرُّوح الجهاديَّة إليهم، واتحادهم، وغضبة العالم الإسلامي، ولذلك أخذت جهود الهندوس والإنجليز تتركَّز على ضرب مصادر القوَّة الحقيقية للمسلمين في الهند.
وممَّا أفزع الهندوس والإنجليز شُيُوعُ رُوحِ الجهاد بين مسلمي الهند، فقام "أحمد باريللي" ليحارب السيخ، وظلَّ في جهاده حتى استُشْهِدَ سنة (1247هـ=1831م)، وتجاوب المسلمون في الهند، وقامت مظاهرات عظيمة في الهند سنة (1330هـ=1912م ) ضدَّ احتلال إيطاليا لليبيا، وقامت مظاهرات عظيمة تأييدًا لحقِّ المسلمين في فلسطين وشجبًا لغدر بريطانيا بالعرب والمسلمين، وقامت موجة سَخَط عنيفة في الرأي العام ضدَّ الحكومات الأوروبية على أثر نشوب حرب البلقان سنة (1330هـ= 1912م)[13].
واحتجَّ "محمد علي جناح" باسم حزب الرابطة على معاملة هولندا الوحشية لسكان إندونيسيا المسلمين، ولكن أكبر غضبة قام بها المسلمون في الهند كانت ضدَّ الاعتداء على الخلافة الإسلاميَّة ومحاولة تمزيقها والقضاء عليها[14].
أساليب جديدة في مقاومة المحتل
وبدا المسلمون في الهند باتباع أسلوب جديد في محاربة العدوِّ الإنجليزي؛ حيث كان هذا الأسلوب أسلوبًا فكريًّا، فقد أنشأ بعض المثقَّفين المسلمين بعض الصحف التي تُدَافِع عن الإسلام والمسلمين، وتُحَارِب الاحتلال الإنجليزي للهند، ومن هؤلاء "أبو الكلام أزاد"[15](1332هـ= 1914م)، وصُودرت الثانية وعُطِّلت سنة (1334هـ= 1916م)، وسجنته إنجلترا نظرًا لموقفه أربع سنوات، فلمَّا خرج احتلَّ مكانه بين زعماء المؤتمر الوطني، وجاء زعيم آخر هو مولانا محمد علي الذي أنشأ صحيفة الصديق عام (1330هـ= 1912م)، وقد كان مولانا محمد علي ملتزمًا بسياسة الهدوء وعدم معاداة الإنجليز، فلما تخلَّت إنجلترا عن إلغاء تقسيم البنغال شكَّ في نواياها، فطفق يُنَاصر الأتراك في حربهم ضدَّ إنجلترا، ويُدَافِع عن التاريخ الإسلامي، فاعتقلته وصادرت جريدته هو وأخوه شوكت علي، وظلاَّ في محبسهما حتى انتهاء الحرب عام (1337هـ= 1919م) فقد أنشأ صحيفتي الهلال والبلاغ، وقد صُودِرَت الأولى سنة[16].
وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى (1332-1336هـ = 1914 - 1918م) قاتل الشعب الهندي إلى جانب البريطانيين حينما وُعدوا بالاستقلال، إلاَّ أن البريطانيِّين نكثوا عهودهم بعد انتهاء الحرب بانتصار الحلفاء، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بالمذابح البشعة قَمْعًا للتجمُّعات الهندية (السلمية) الباحثة عن التحرُّر.
ورغم ما قامت به إنجلترا من محاولات عديدة لفصل الهند عن العالم الإسلامي إلا أن الشعب الهندي المسلم ثار احتجاجًا على إسقاط الخلافة الإسلامية عام (1342هـ= 1924م) بعد الحرب العالمية الثانية، على يَدِ مجموعة من الدُّول أبرزها إنجلترا، وقد أدَّى سقوط الخلافة والتهاون بالأماكن الإسلامية المقدسة إلى زيادة كراهية المسلمين الهنود للإنجليز، وقد رأى كثير من المسلِمِينَ أن العصبة الإسلامية لم تَعُدْ قادرة على الدفاع عن القضية الإسلامية في الهند، فبدأت حركة العصيان الثانية عام (1349هـ= 1930م)، وكان مِن بين أولئك الذين سُجِنُوا لعَلاقتهم بهذه الحركة ما لا يقلُّ عن عشرة آلاف مسلم.
وظلَّت وجهات نظر المسلمين في الهند حول القضايا العامَّة مُتَّحِدَة، ولكنَّ الخلاف بدأ يظهر حول مستقبل المسلمين في الهند، ولقد ساعدت بريطانيا على تغذية هذه الخلافات ونَشْرِ بذورها، فقد أقنع الحاكمُ البريطاني العامُّ ورجال الحكومة أحدَ زعماء الهندوس بضرورة الدعوة إلى الديانة "الهندوكية" وإرجاع مَن دخل في الإسلام إليها، وتنظيمِ أنفسهم تنظيمًا حربيًّا.