الدولة الرستميّة
بنو رستم أو الرستميّون هم سلالة حاكمة حكمت بلاد المغرب الأوسط في الفترة الواقعة ما بين عامي سبعمئةٍ وستٍ وسبعين حتى عام تسعمئةٍ وتسعة، وكان مقرّها مدينة تيهرت (تيارت) في الجزائر.
كان الرستميّون ينتمون إلى المذهب الإباضي، وهو واحد من المذاهب الإسلاميّة القريبة من المذهب الشيعي، أطلق عليه هذا الإسم نسبةً إلى عبد الله بن إباض التميمي، واعترف الإباضيّة المغاربة في تلك الفترة بإمامة (عبد الرحمن بن رستم) الذي اعتبَر الأب المؤسس للسلالة، وقد قام بتأسيس دولة (تيهرت الثيقراطيّة) التي عرفت بازدهار تجارتها وتحفظ قادتها، وقد تمّ هدم عاصمتها تيهرت عام تسعمئةٍ وتسعة الأمر الذي أدّى إلى سقوط الدولة، وقيام الدولة الفاطميّة على أنقاضها.
الخصائص التي اتسمت بها الدولة الرستميّة
لقّب حاكم الدولة بالإمام، لأنه كان يؤم الناس في الصلاة، ويُسيّر شؤون الدولة وفق قواعد الشريعة الإسلاميّة.
تميز الحكام الأئمة في الدولة ببساطتهم وزهدهم في العيش، متشبّهين في هذا الأمر بالخلفاء الراشدين.
عاون أئمة الدولة في تسيير شؤون دولتهم عددٌ من الوزراء المختصين بشؤون القضاء والماليّة والشرطة، إضافةً إلى تعيين عددٍ من الولاة من قبل شيوخ القبائل بعد موافقة الإمام الحاكم.
ازدهرت التجارة والزراعة في الدولة، وعلى وجه الخصوص في عاصمة الدّولة مَدينة تيهرت؛ حيث إنّها كانت مركز التقاء القوافل التجاريّة، وقد اهتمّ سكان الدولة أيضاً بتربية الحيوانات.
نشطت فيها الحركة الثقافيّة في مُحاولةٍ من الأئمة لتشجيع العلم والعلماء، وقد كانت تعتبر المساجد في ذلك الوقت على أنها مراكز للإشعاع العلمي، ومن أهمّ العلوم التي كانت تدرّس فيها علوم الفقه والتفسيروالبلاغة والنحو...
نشطت في الدولة حركة العمران، فعمل سكانها على تشييد القصور والمساجد، وكثرت فيها المتاجر والأسواق، كما اشتهرت في الدولة الصناعات اليدويّة.
تميزت الدولة الرستميّة بأنها مزيجٌ من الحضارة البيزنطيّة والحضارة الفارسيّة التي انصهرت في بوتقةٍ واحدة لتشكل ملامح متميزة للدولة.
من أشهر علماء ومفكري الدولة الرستميّة: الشيخ أبو سهل، وأفلح بن عبد الوهاب، وأبو عبيدٍ الأعرج.
أسباب سقوط الدولة الرستميّة
من أهم أسباب سقوط الدولة الرستميّة هي الصراعات الدائمة بين أتباع هذه الدولة والذي أدّى في نهاية الأمر إلى سقوط دولتهم وانقراضها.
علاقة الدولة المتوترة مع ممثلي الدولة العباسيّة.
جاء سقوط الدولة على أيدي الفاطميين بقيادة أبي عبد الله الشيعي عام تسعمئةٍ وتسعة للميلاد.
ضعف الأئمة المتأخرين وظهور الدعوة الشيعيّة.
الفتن والاضطِرابات الداخليّة إضافةً إلى النزاع على السلطة فيها.
عدم تكوين جيش نظامي مُحترف لها، وبساطة وضعف جهازها الحكومي.
منقول