استقبل وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف، رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، أنوار كبيبيش، زوال أمس الأربعاء، تلبية لطلب هذا الأخير، الرامي إلى عقد اجتماع طارئ. وخلص اللقاء إلى طلب الوزير تهدئة الأوضاع وتطمين المسلمات الفرنسيات بأنهن في دولة حق وقانون تحترم مبادئها، وتحترم مواطنيها، عكس تماما موقف رئيس الوزراء مانويل فالس.. وذلك على خلفية التوترات الساخنة التي يعرفها الجدل القائم حول لباس البحر الإسلامي المعروف بـ”البوركيني”.
فيما قال الكاتب العام لدى المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، عبد الله زكري، إن الاجتماع جاء لوضع حد لهذه التجاوزات والإهانات للمرأة المسلمة في فرنسا، كان آخرها الاعتداء اللفظي الذي تعرضت له سيدة مسلمة، أول أمس، بشاطئ نيس، حين تقدم إليها أعوان الشرطة من أجل تغريمها لارتكابها “مخالفة” ارتداء “البوركيني”، لاسيما أن المرأة محل الجدل حول هذا اللباس، لم تكن تردي البوركيني بل حجابها الكلاسيكي فقط. وأضاف متحدث “الخبر” أن المرأة رغم إلحاحها بعدم علمها بهذا القانون ساري المفعول منذ الإثنين الماضي بقرار قضائي صادر عن محكمة نيس الإدارية، إلا أنه تم تغريمها ثم تعرضها إلى اعتداء لفظي من قبل بعض المصطافين كانوا على الشاطئ، حيث تلفظوا بصريح العبارة “ديغاج (ارحلي) من هنا، ارجعي إلى بلدك، لا تجلسي هنا” فضلا على ردود الفعل التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها.. فقد أظهرت بعض المواقع صورا للمرأة ورجال الشرطة على الشاطئ، الأمر الذي أثار حفيظة المسلمين، ومسلمي فرنسا، الذين ضاقوا ذرعا من هذه التصرفات المشحونة التي تزيد من تأجيج التوترات وتمس بالحريات ولا تحترم اللائكية.. وسط هذه الحملة الشرسة ضد النساء المسلمات والمحجبات خاصة في فرنسا، ومطاردتهن من شواطئ “كوت أزور” جراء لباس البوركيني الذي لا ترتديه إلا عشر (10) نساء فقط من أصل 3 ملايين بفرنسا، يقول عبد الله زكري.
كما حمّل المتحدث ذاته المسؤولين السياسيين الفرنسيين مسؤولية هذا التكالب على المرأة المسلمة في فرنسا، على رأسهم رئيس الوزراء مانويل فالس، الذي دعم قرارات بعض “الأميار” الرامية إلى منع ارتداء البوركيني بالشواطئ الفرنسية، متهما إياهم بتسهيل مهمة تطرف الشباب الفرنسي وانضمامهم إلى الخلايا الجهادية تلبية لدعوات “داعش”. معربا بنبرة غضب شديدة عن استيائه “من هذه المشاكل اليومية التي يعاني منها مسلمو فرنسا نتيجة الهيستيريا الجماعية لهؤلاء السياسيين، وضم إليهم صوته نيكولا ساركوزي المرشح لرئاسيات 2017 هو الآخر، ببدء حملته الانتخابية بالحديث عن ارتداء الحجاب داخل الجامعات”.
للعلم، فإن مجلس الدولة الفرنسي، الذي يعد أعلى هيئة قضائية في البلاد، ينظر اليوم بباريس في دعوى رفعتها كل من رابطة حقوق الإنسان بفرنسا إلى جانب جمعيات ناشطة، تطعن من خلالها في القرار القضائي الصادر عن محكمة نيس الإداري القاضي بمنع ارتداء “البوركيني”. وهو القرار الذي تصفه هذه الجمعيات بالخطير وغير المشروع، الذي من شأنه المساس بالحريات الأساسية الفردية على رأسها حرية المعتقد.
منقول