يعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالعاصمة الألمانية برلين قمة رباعية لبحث الأزمة الأوكرانية، وأخرى ثلاثية لمناقشة الملف السوري، وسط تشاؤم في إيجاد حل لأي من الملفين.
ففي الملف الأوكراني، ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أنه ليس هناك آمال كبيرة بتحقيق اختراق في القمة التي تشارك فيها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ونظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو، ولا سيما أن اتفاقية مينسك للسلام الموقعة عام 2014 مازالت معلقة.
وقالت ميركل للصحفيين قبل القمة إن "الأمور تراوح مكانها على مستويات عدة منها وقف إطلاق النار، والمسائل السياسية والقضايا الإنسانية".
وتبحث هذه القمة الرباعية احترام وقف إطلاق النار بين القوات الأوكرانية والمتمردين الموالين لروسيا بالشرق، ولا سيما أن موسكو وكييف لا تزالان تتبادلان الاتهامات بمختلف الملفات.
وبينما صرح ديمتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين أن "كييف لا تفعل شيئا" اعتبر بوروشينكو أن الهدف من القمة هو "دفع روسيا إلى تطبيق اتفاقية مينسك".
يُشار إلى أن بوتين لم يزر برلين منذ ضمت بلاده شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014، ما أدى إلى تدهور العلاقات مع الغرب إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة.
من جهة ثانية، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر فرنسي أن قمة ثلاثية ستعقد لمناقشة الملف السوري وخاصة وقف إطلاق النار، والسماح بإدخال مساعدات إنسانية إلى المحاصرين.
وأشارت المستشارة الألمانية إلى أن الدور الذي تلعبه روسيا بهذه الأزمة -والذي زاد من حدة التوتر في العلاقات الدبلوماسية بينها وبين الغرب- سيكون أيضا من أولويات القمة.
وأضافت ميركل التي لا تتوقع تحقيق "معجزة" أن مسألة العقوبات على روسيا ردا على الغارات التي تشنها في سوريا "لا يمكن استثناؤها من المحادثات".
وتأتي قمة برلين قبل يوم من قمة لـالاتحاد الأوروبي ستبحث العلاقات مع موسكو، والقصف الذي تتعرض له حلب، والعقوبات التي فرضت بسبب النزاع الأوكراني وضم شبه جزيرة القرم.
ومع تضاؤل الآمال بالتوصل إلى حلول لهذه المسائل، علق وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير مطلع الشهر الجاري بأن المرحلة الحالية "أكثر خطورة" من فترة الحرب الباردة عندما كانت موسكو وواشنطن تعرفان خطوطهما الحمراء المتبادلة "وتلتزمان بها".
وكان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون قال أمس الثلاثاء إن على بلاده أن تتصدر جهود استمرار العقوبات على روسيا فيما يتصل بتحركاتها في سوريا وأوكرانيا، مؤكدا أن الأوضاع يجب ألا تظل على حالها.