الدعاء للمريض من السنة
عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه، أو كانت به قرحة أو جرح، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - بأصبعه هكذا - ووضع سفيان بن عيينة الراوي سبابته بالأرض ثم رفعها - وقال: «بسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يشفى به سقيمنا، بإذن ربنا» . متفق عليه.
----------------
في بعض الروايات: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يبل أصبعه ويضعها أعلى لأرض ليلتزق بها التراب. وفيه: إشارة إلى أن أول خلق الإنسان من تراب، ثم من نطفة.
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعود بعض أهله يمسح بيده اليمنى، ويقول: «اللهم رب الناس، أذهب البأس، اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما» . متفق عليه.
----------------
قوله: «لا يغادر سقما» ، أي: لا يترك مرضا. وفائدة التقييد به أنه قد يحول الشفاء من ذلك المرض فيخلفه مرض آخر متولد منه مثلا، فكأنه يدعو بالشفاء المطلق، لا بمطلق الشفاء.
عن أنس - رضي الله عنه - أنه قال لثابت رحمه الله: ألا أرقيك برقية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: بلى، قال: «اللهم رب الناس، مذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، شفاء لا يغادر سقما» . رواه البخاري.
----------------
فيه: دليل على جواز الرقية من كل الآلم، وأنه كان أمرا فاشيا معلوما بينهم وأجمع العلماء على جواز الرقية إذا كانت بكلام الله تعالى، أو ... بأسمائه، أو بصفاته، وباللسان العربي أو بما يعرف معناه من غيره. وسئل ابن عبد السلام عن الحروف المقطعة فمنع منها ما لا يعرف لئلا يكون كفرا.
عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: عادني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «اللهم اشف سعدا، اللهم اشف سعدا، اللهم اشف سعدا» . رواه مسلم.
----------------
كرر الدعاء - صلى الله عليه وسلم - لمزيد الاهتمام والاعتناء. وفي الحديث: «إن الله يحب الملحين في الدعاء» .
عن أبي عبد الله عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه -: أنه شكا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعا، يجده في جسده، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل: بسم الله ثلاثا، وقل سبع مرات: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر» . رواه مسلم.
----------------
قال الطيبي: تعوذ من مكروه ووجع، ومما يتوقع حصوله في المستقبل.