برشلونة
هي عاصمة مَنطقة الحكم الذاتي لإقليم كاتالونيا الإسبانيّة، وتقع على الساحل الشماليّ لشبه الجزيرة اللإيبيريّة بين أفواه نهري لوبريجات وبيسوس، ويَحدّها من الغرب سلسلة جبال سيرا دي كولسيرولا، ونهر بريجات من الحهة الجنوبيّة الغربيّة، ونهر بيسوس من الجهة الشماليّة، والبحر الأبيض المتوسط من الجهة الشرقيّة، وتُعدّ أكبر مدينة في منطقة البحر الأبيض المتوسط بمساحة إجماليّة قدرها 101.4 كيلومتر مربع، وتحتلّ المرتبة الثانية من حيث تعداد السكّان في البلاد الإسبانيّة بعد مدريد، والمرتبة السادسة على القارة الأوروبيّة.
التاريخ
ما زال المستوطنون الأصليون لبرشلونة غير معروفين؛ وذلك بسبب وجود بقايا أثرية، وكوخ تعود إلى عام 5500 قبل الميلاد مجهولة الاستيطان. هناك عدّة أساطير تحدّثت عن تأسيس برشلونة؛ حيث تعتقد الأسطورة الأولى أنّ هرقل هو المؤسس، في حين تعتقد الأخرى بأنّ القرطاجيين بقيادة حملقار برقا (والد هانيبال) هو المؤسس باعتبار أنّ المدينة سُميت على اسمه (Barcino)، وأعاد الرومان برسم المدينة في العام الخامس عشر قبل الميلاد لتكون معسكر الجيش الرومانيّ بقيادة مونس تابر.
يحتفظ متحف التاريخ البرشلوني (MUHBA) ببقايا الآثار الرومانيّة لتكون شاهدةً على نموّ وتطور المدينة، وتوجد العديد من الآثار الأخرى التي شُيدت في عهد الرومان ككنيسة لا سو، والحي القوطي، وخلال أوائل القرن الخامس أصبحت المدينة عاصمةً لهيسبانيا بعد أن غزاها العرب، وفي عام 801 غزا شارلمان نجل لويس المدينة، وجعلها مقراً للالكارولنجيّة (الثقر الإسباني).
واندمجت برشلونة في عام 1137 في اتّحاد الأسرات، وذلك قبل زواج رامون بيرينغوير الرابع وبيترونيلا ملكة أراغون، وصعد ألفونسو الثاني إلى العرش في عام 1162م، وعُدّت برشلونة واحدةً من أكثر المدن الأوروبيّة تطوراً بعد تشييد أقدم بنك عام في القارة المعروف ببنك برشلونة في عام 1401 م.
بعد زواج فرناندو الثاني والملكة إيزابيلا الأولى في 1469م كانت مدريد مركزاً للسلطة السياسة لإسبانيا، وكان ذلك خلال استعمار الأمريكيّتين، وفي ذلك الوقت أصبحت برشلونة مركزاً للكاتالونيين الانفصاليين لإطلاق الثورة الكاتالونيّة في عام 1640 والتي استمرّت اثني عشر عاماً ضد فيليب الرابع ملك إسبانيا، وفي القرن التاسع عشر تمّ بناء قلعة في منطقة مونتجويك في عام 1794م لكي تُستخدم من قبل الفلكيّ الفرنسيّ بيير فرانسوا أندريه.
سَقطت برشلونة في عام 1939م بيد القوات الإسبانيّة بعد الحرب الأهليّة، وأدّى ذلك إلى نزوح جماعيّ من قبل المدنيين الّذين فروا إلى الحدود الفرنسيّة، وعلى الرغم من الخسائر الكبيرة التي ألحقت ببرشلونة بعد الحرب إلّا أنّها تطوّرت كثيراً فيما بعد.
منقول