لماذا نحبه؟
نحبك إن الحب آيتك الكبـــــــــرى ... هزمت به الطاغوت والبغي والكـــفـرا
وأعـليته شــــــــــــــأنا وزودتنا به ... فصار لـــــــنا نهجا وصـــار لنا فـخرا
فمن داجيات الشرك والجهل سيدي ... طلعت به للنــــــــــــاس قاطـــبة فـجرا
وأشرقت بدراً قد توضأ بالســـــــنا ... فلم نر بـدراً قبـــله نور الـــــــــــــبدرا
نحبك فالحب الذي أنت رمــــــــزه ... يوحـدنا فــــــــــــــكراً ويرفعنا قـــدرا
ويجعلنا للتــــــــــــائهين منارة بها ... يهتدي من تـاه عن دربــــــــــه شـــبرا
شددنا به أرواحنا وقلــــــــــــــوبنا ... وكـــــــــــان لـنا في كل ملـــحمة أزرا
زحفنا به نغزو القلوب سلاحــــــنا ... كـلام من القــــــــــــرآن نحمله فـــكرا
ألنا عصيات العقـــــــــــــــول بآيه ... فما جحـدت من بعد إيمــــــانها أمـــرا
وجادت ولم تحفل بدنيا غـــــرورة ... ومن رزق التوحــــيد لم يأبه الـعـــمرا
حملنا به للنـــــــــــاس منك رسالة ... مددنـــا به للـــــــــفتح أضلاعنا جسرا
وصلنا حدود الصين في كل موطئ ... يعـــانقنا نصـر فنتبعه نــــــــــــــصرا
وما تعبت يوما ســـــــرايا جهادنا ... إذا اقتحمت بــــــراً وإن ركبت بحــرا
فسل تونس الخضراء زيتون أرضها ... وسل قيروان الفاتحين وسل مـــصرا
أليــــــــس بحد الحب رقت قلوبها ... فجاءت إلى الإسلام أفواجها تتــرى ؟
وليس بحد الــــــسيف فالسيف آلة ... إذا عـــــــافها الإيـمان أدمنت الشـــرا
وكانت وصـــــاياك الدليل لزحفنا ... فلا تهدموا داراً ولا تطــــعنوا غـــدرا
ولا تقطعوا زرعاً ولا تسـلبوا فتى ... ولا تقتلوا شيــــــــخاً ولا أمَة حــيرى
إذا كان للأخلاق في الـــحرب سيد ... فإنك للأخـــــــــــــــلاق سيــدها طرا
عجيب هو الــــــحب الذي جئتنا به ... وأعجب ما فــيه ســــــــماحته حصرا
فأي نبي في الديــــــــــــانات كلها ... مقابل حرف واحد أطــــلق الأســرى
نحبك إي والله نبض قـــــــــــلوبنا ... يردد طه والعــــــــــــــليم بــها أدرى
فحبك في الأولى ينير طريـــــــقنا ... وحـــــــبك في الأخرى يجنبنا ســـقرا
وحبك في الـــــــدارين خير ونعمة ... ونحن بها أولى ونحن بـــــها أحـــرى
إليـــــــك أبا الزهراء هاجر خافقي ... فحبك في الأحــــــشاء أوقدها جـــمرا
يحاصرني أنى اتجهت يــــحوطني ... ويعصرني عصرا فــــــأنظــمه شعرا
وأسكبه شهداً وفي الشــــــهد حكمة ... متى ذاقها المعـــــلول من دائــه يبرى
أما والذي أعطى فــــــأرضى نبيه ... وعند اشتداد الخــطب ألهـمه الصــبرا
جرى حب طه في الـــــقلوب تدفقا ... وما زال فياضا وما انـــقطع المـجرى
فما كــــــــــان فظاً أو غليظاً فؤاده ... ولا حــــــــاملاً غلاً ولا مانعاً خـــيرا
ولا قابلاً جـــاراً يبيت على الطوى ... ولا طـــــالـــــباً إذ راح يطعمه أجــرا
ولا كان زمالا مالاً ولا غـــائلاً يداً ... ولا ناكثاً عــــــهداً ولا فاضــحاً سترا
ولا سائلاً إلا الذي فــــــــلق النوى ... ولا طـــــــائعاً إلا لخـــــالقـــه امـــرا
هما الوحي والإسراء فيه خصاصة ... فسبحان من أوحى وسبحان من أسرى
نحبك إن الـــــــــحب آيتك الكبرى ... ومنهاجنا في الـــــــحق آياتك الأخرى
للشاعرالعراقي : عباس الجنابي.