المولود الجديد
إنّ المولود الجديد -في المجتمعات الإنسانيّة جميعها- يملأ الدنيا فرحًا وبهجةً خصوصًا للمتزوجين حديثًا أو للذي ظلَّ فترة طويلة بلا أطفال لسببٍ طبيّ ما، وقد منَّ الله عليه -بعد طول انتظار- بطفل، ولا بُدَّ من مشاركة الأهل فرحة الإنسان بمولوده والدعاء له بالبركة والحفظ وأن يكون من الصالحين، وقد وردت العديد من الأدعية المُستحبّ ذكرها للمولود الجديد عن الرسول -صلّى الله عليه وسلم-؛ وذلك لأنّ الأولاد هم زينة الحياة الدنيا طِبقًا لقوله تعالى: "الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا" [١]. في هذا المقال سيتم ذكر دعاء المولود الجديد الذكر والأنثى.
دعاء المولود الجديد الذكر
إنّه لمن السنة أن يُهنَّأ الإنسان عندما يرزقه الله بمولود بأيّة عبارةٍ تقتضي ذلك، ويُستحب أن تكون التهنئة على شكل دعاء أو قراءة الأذان في مسمع المولود، وإنّ دعاء المولود الجديد عندَ أهل العلم من الشافعية والحنفية والحنابلة أمرٌ مستحبّ، حيث قال النووي -وهو من كبار علماء الشافعية- ما نصُّه: "السنة أن يُؤذَّن في أذن المولود عند ولادته، ذكرًا كانَ أم أنثى، ويكونُ الأذان بلفظ أذان الصلاة"، وقد وردَ عن النبيّ الكريم أنّ من أشكال الدعاء للمولود والتهنئة بقدومِه من قبل الأهل حلق رأسه والتبرّع بمقدار شعره ذهبًا أو فضّة كما جاء في الحديث الشريف: "عنِ ابنِ عبَّاسٍ قال: سبعةٌ مِن السُّنَّةِ في الصَّبيِّ يومَ السَّابعِ يُسمَّى ويُختَنُ ويُماطُ عنه الأذى وتُثقَبُ أُذُنُه ويُعَقُّ عنه ويُحلَقُ رأسُه ويُلطَّخُ بدَمِ عقيقتِه ويُتصَدَّقُ بوزنِ شَعرِه في رأسِه ذهبًا أو فضَّةً" [٢]. [٣].
دعاء المولود الجديد الأنثى
إنّ ما ينطبقُ على الدعاء للمولود الذكر ينطبقُ على المولود الأنثى أيضًا، فيُسنّ أن يُقرَأ الأذان في أذنها كما الحال مع الذكر، وإنّ المولود سواء كان ذكرًا أم أنثى هو رزقة من الله -عزّ وجلّ- ويتوجّبُ على الإنسان أن يحمدَ الله على رزقه أيًّا كان جنس المولود، والخير كلُّه في تنشئة هذا المولود التنشئة السليمة والتربية الصالحة في كنف الله ورعايته، لكنّ تربية البنات لها من الفضل ما يزيد عن تربية الذكور طِبقًا لحديث النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عن عقبة بن عامر قال، سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: "من كان له ثلاث بنات، فصبر عليهنّ، وأطعمهنّ، وسقاهنّ، وكساهنّ من جدّته، كنّ له حجابًا من النّار يوم القيامة" [٤]، وعن عائشة رضي الله عنها قالت:" دخلت امرأة معها ابنتان لها تسأل فلم تجد عندي شيئا غير تمرة، فأعطيتها إيّاها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها، ثم قامت فخرجت، فدخل النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- علينا فأخبرته، فقال: من ابتلي من هذه البنات بشيء كنّ له ستراً من النّار" [٥]. [٦]
فضل الدعاء للمولود الجديد
إن للدعاء للمولود الجديد فضلًا عظيمًا وحماية له من الشرّ والحسد والأذى، وقد وردت مجموعة من الأدعية في هذا الصدد، حيث يُسنّ ذكرها وتداولها، ولا يسعد الإنسان مهما كان عنده من السعادة إلا أن يرى أبناءه سعداء صالحين، مُطيعين ربَّهم، نافعين لأنفسهم ودينهم وأوطانهم، وإن للدعاء أثرًا كبيرًا في حياة المسلم عمومًا، وفي صلاح الأبناء خصوصًا، ذلك أن دعوة الوالد لولده مستجابة، حيث ورد عن النبي: "ثلاث دعوات مستجابات: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة والولد لولده" [٧]، ومن الأدعية الشائعة للمولود: [٨]
بسم الله أعوذ بالله العظيم من شرّ كلّ عرق نعار، و من شر حر النار.
أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان و هامة و من كل عين لامة.
بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس وعين حاسد.
اللهم ذا السلطان العظيم، والمن القديم يا ذا الوجه الكريم عاف الحسن والحسين من أنفس الجن، وأعين الإنس، وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله أعوذ بالله من كل قدر وإفك أراده حاسد.
اللهم إني أسالك له قوة الحفظ، وسرعة الفهم، وصفاء الذهن.
اللهم فرّح به نبيك المختار، واهدِه لما تعبد يا غفّار.
اللهم اجعله أوفرَ حظًّا في الدنيا وفي الآخرة.