الأغنية الناعمة، هل هي وطنية؟
بقلم: أبو شادي محمد
الأغنية الوطنية دوما كانت من محفزات التأطير الوطني للمشاعر ومن المحرضات على العمل الوطني وعلى الصمود الفلسطيني والوحدة الوطنية ولم الشمل الفلسطيني في الداخل و الخارج.
امتازت الأغنية الوطنية بصوت مؤديها الأجش وبقوة نبرتهم وبموسيقاها الحماسية، فمثلا حين نسمع أغنية "زغردي يا ام الجدايل زغردي" فإنك تشعر بأن كل طاقتك الإنسانية و الوطنية قد تم تحفيزها وبأنك تتمنى لقاء العدو الآن قبل بعد قليل. تراثية الألحان تجعل منها راسخة في النفس قريبة من القلب، فمثلا لا زلت أذكر أمي حين كنت صغيرا كانت تهدهدني في فراشي بغنائها أغاني عن الفدائيين ومديح الفدائيين وعن تمجيد فلسطين.
لذلك لا أستحسن أغنيات وأناشيد وطنية يقوم فيها المؤدون بترقيق الحروف وتدقيق الصوت وربما إضافة مؤثرات صوتية، كل هذا يقتل الأغنية الوطنية.
الترقيق في الأداء وفي الكلمة وفي اللحن يجعل الأغنية الوطنية أغنية مائعة لا روح فيها ولا وطن.
تنبعث روح الوطن والأصالة من الأغنية الوطنية، لأن أجواء الأغنية الوطنية هي في الكلمات القوية ذات المعاني الثورية، ونبرة المغني القوية وصوته الأجش الهادر، والألحان الثورية القوية التراثية، هذه هي بديهيات الأغنية الوطنية.